يوم الأسير: مظاهرات تعم الأراضي الفلسطينية

قال مراسلا الجزيرة نت ميرفت صادق وعوض الرجوب إن اعتصامات ومظاهرات شعبية عمت الثلاثاء الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل تزامنا مع يوم الأسير الفلسطيني وبدء إضراب أكثر من  1500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية عن الطعام.

 

وأصيب عشرات الشبان بحالات اختناق وعدة إصابات بالرصاص المطاطي قرب سجن عوفر إثر قمع جنود الاحتلال الإسرائيلي لاعتصام كان من المقرر تنظيمه تضامنا مع الأسرى المضربين.
 
وشهد المهرجان المركزي الذي أقيم على أرض جامعة الخليل مشاركة طلابية من حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتلاقت فيه رايات الفصائل الفلسطينية، وتوحدت خلف ما عدوه هما واحدا هو كرامة الأسرى، وذلك منذ الانقسام الفلسطيني أواسط 2007.

وشارك المئات من عائلات وأمهات الأسرى في المهرجان، بينهم لطيفة أبو حميد والدة أربعة أسرى مضربين في سجون الاحتلال، أكبرهم ناصر أبو حميد أحد قادة إضراب الأسرى، والمحكوم بالسجن المؤبد سبع مرات.

أم ناصر أعلنت إضرابا عن الطعام تضامنا مع أبنائها الأربعة المعتقلين بسجون إسرائيل (الجزيرة)
أم ناصر أعلنت إضرابا عن الطعام تضامنا مع أبنائها الأربعة المعتقلين بسجون إسرائيل (الجزيرة)

أم ناصر
وقالت أم ناصر، وهي من مخيم الأمعري للاجئين، إنها أعلنت الإضراب عن الطعام منذ الاثنين تضامنا مع أبنائها الأربعة المحكومين بالمؤبد والممنوعة من زيارتهم منذ أكثر من عامين.

ودعا وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إلى جعل يوم الأسير الفلسطيني مناسبة عالمية للدفاع عن الأسرى وإبراز معاناتهم، مشيرا إلى فعاليات مختلفة ستنظم في الأردن ومصر وتركيا وفرنسا بالتوازي مع بدء إضراب الأسرى.

وقال قراقع للجزيرة نت إن إضراب الأسرى جاء بعد أن حولت حكومة الاحتلال الأسرى إلى عناوين للانتقام من الفلسطينيين عامة بالاستفراد بهم في السجون، وارتكاب جرائم الحرب بحقهم.

وطالب الوزير المجتمع الدولي والأمم المتحدة راعية اتفاقيات حقوق الإنسان في العالم بالخروج عن صمتها وتحمل مسؤولياتها ووضع حد لما وصفه "باستباحة حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين" وإرسال لجنة تحقيق دولية للاطلاع على أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال.

من جانبه أكد مدير المركز الفلسطيني للدفاع عن الحريات والحقوق المدنية حلمي الأعرج أن الأسرى الفلسطينيين في كل السجون انخرطوا في الإضراب عن الطعام.

وحسب المركز، بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 4600، بينهم ست أسيرات، و27 نائبا في المجلس التشريعي و19 أسيرا معزولا بشكل دائم. و1000 أسير مريض و183 طفلا، و320 معتقلا إداريا و475 أسيرا من قطاع غزة ممنوعون من الزيارة منذ العام 2006.

وترتكز مطالب إضراب الأسرى على وقف سياسة العزل الانفرادي التي يعانيها 19 من قيادات الأسرى بعضهم مضى على عزله 10 سنوات، وكذلك وقف سياسة الاعتقال الإداري وإعادة التعليم الجامعي والسماح بزيارات الممنوعين خاصة أسرى قطاع غزة.

خالدة جرار دعت السلطة لتحمل مسؤوليتها تجاه الأسرى وإطلاقهم(الجزيرة)
خالدة جرار دعت السلطة لتحمل مسؤوليتها تجاه الأسرى وإطلاقهم(الجزيرة)

حركة هامة
واعتبرت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار الخطوة التي أعلنها الأسرى اليوم من أهم الحركات الاحتجاجية المنظمة والمنسقة بين كل الفصائل في سجون الاحتلال منذ العام 2004.

وقالت جرار للجزيرة نت إن هذه الخطوة النضالية يجب أن يرافقها إسناد شعبي ورسمي فلسطيني، وانتقدت بشدة اللقاء المزمع بين رئيس الحكومة في السلطة الفلسطينية سلام فياض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس المحتلة اليوم، ووصفت اللقاء بأنه "طعنة في ظهر الأسرى".

أما مدير نادي الأسير في مدينة الخليل أمجد النجار فأكد في كلمته بالمهرجان استمرار تعرض الأسرى للضرب والتفتيش المذل والعزل في ظل صمت عربي ودولي، على حد تعبيره.

وشدد النجار على وقوف جميع الفعاليات والقوى الفلسطينية مع كل أسير يضرب عن الطعام في ظل إصرار حكومة الاحتلال على إهانة الشعب الفلسطيني والاستمرار في احتجاز أبنائه في 30 سجنا ومركز اعتقال وتوقيف وتحقيق.

وأشار إلى قيام وحدات من شرطة السجون المسماة "متسادا" قبل أسابيع باقتحام السجون وإجراء تدريبات عسكرية على كيفية اقتحامها في حال قيام انتفاضة هناك للسيطرة على الأوضاع، "مما يدل على نية مبيتة لدى حكومة الاحتلال وإدارات السجون للتنكيل بالأسرى".

وقال محافظ الخليل كامل حميد في كلمته نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن مهرجان الأسرى حوّل ساحات جامعة الخليل وساحات محافظة الخليل إلى "ساحة من الديمقراطية والوحدة الوطنية خلف قضية الأسرى".

ودعا قيادات وكوادر محافظة الخليل من جميع الفصائل الفلسطينية إلى عقد مؤتمر للمصالحة على أرض الخليل بأسرع وقت ممكن، "من أجل تجسيد الوحدة وحتى يعود الأمل للشعب الفلسطيني وينتهي حصار غزة".

في المهرجان المركزي تلاقت رايات الفصائل الفلسطينية (الجزيرة)
في المهرجان المركزي تلاقت رايات الفصائل الفلسطينية (الجزيرة)

شعب موحد
في السياق، شدد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينية (فتح) عباس زكي على وقوف الشعب الفلسطيني موحدا مع من يقفون وحدهم خلف القضبان "حتى إطلاق الأسرى والمعتقلين الذين ضحوا بحريتهم وحياتهم، ومع ذلك حولوا الزنازين والمعتقلات إلى مدارس نضالية".

وأضاف أن الأسرى صنعوا بأمعائهم ومن خلال إضرابهم عن الطعام أقوى الأسلحة، وهم بذلك "يستحقون منا التقدير والاصطفاف".

وأشار زكي إلى إعلان يوم عربي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين بقرار من وزراء الخارجية العرب، مشيرا إلى أن تونس أبدت استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي قريبا حول قضية الأسرى، وذلك بعد مؤتمرات مشابهة عقدت سابقا في الجزائر والمغرب.

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أكد في وقت سابق أن تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية واجب وطني وشرعي وأخلاقي لا يجوز التفريط فيه بأي حال، وفق تعبيره.

ودعا هنية كل الفصائل أن يضعوا من الخطط والبرامح وأن يوظفوا لها ما يملكون من إمكانات بشرية ومادية من أجل إطلاق الأسرى من سجون الاحتلال بأي وسيلة كانت.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية