لماذا اختفى الفيتو الروسي بشأن سوريا؟

The United Nations Security Council meeting convenes in New York April 14, 2012. The U.N. Security Council on Saturday unanimously authorized the deployment of up to 30 unarmed observers to Syria to monitor the country's fragile ceasefire. Russia and China joined the other 13 council members and voted in favor of the Western-Arab draft resolution.
undefined

محمد العلي-الجزيرة نت

مرر مجلس الأمن الدولي أمس السبت أول قرار له بشأن سوريا منذ انطلاق الثورة على النظام قبل 13 شهرا. وينص القرار الذي يحمل الرقم 2042 على إرسال مراقبين دوليين غير مسلحين لمراقبة وقف إطلاق النار بين النظام ومعارضيه, الذي سبق أن أقر في سياق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان.

وكان لافتا تصويت روسيا والصين لصالح القرار على خلاف ما فعلتاه في أكتوبر/تشرين الأول 2011 وفبراير/شباط الماضي عندما أحبطتا قرارين سابقين يدينان سلوك السلطات السورية مع معارضيها باستخدام حق النقض الفيتو.

هل يمكن النظر إلى تصويت روسيا لصالح القرار بأنه رسالة ضغط روسية من نوع ما على دمشق؟

وقائع ما قالته موسكو رسميا بشأن ظروف تصويتها لصالح القرار المقدم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تشير إلى غير ذلك، فقد قال المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين إن بلاده أحدثت تعديلات جوهرية في مشروع القرار "لجعله أكثر توازنا".

يرى المتخصص في الشأن الروسي هاني شادي في سياق تحليله لمغزى عدول موسكو عن استخدام الفيتو بأنه رسالة إلى الرئيس بشار الأسد كي يسير قدما في طريق الإصلاحات

سيحاسبون
وهو يقصد على الأرجح دعوة مجلس الأمن المعارضة السورية والنظام معا لتغيير سلوكهما واستخدام النص كلمة "يدعو" بدلا من "يطالب" سوريا بتنفيذ القرار. هذا إلى جانب إشارة النص -الذي ووفق عليه- إلى تنديد مجلس الأمن بالانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان على أيدي السلطات السورية, وكذلك بأي انتهاكات لحقوق الإنسان على أيدي ما تسميها موسكو الجماعات المسلحة، ثم تذكير المجلس بأن المسؤولين عن الانتهاكات "سيحاسبون".

في المقابل يرى المتخصص في الشأن الروسي هاني شادي في سياق تحليله لمغزى عدول موسكو عن استخدام الفيتو بأنه رسالة إلى الرئيس بشار الأسد كي يسير قدما في طريق الإصلاحات، ويضيف في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت "لو رجعنا لتصريحات المسؤولين الروس الكبار عن بشار الأسد لوجدنا أنهم لا يؤيدون بشار الأسد لذاته".

ويكشف المتخصص المقيم بموسكو "أن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو قبل أيام دارت حول موضوع التصويت وأن المسؤولين الروس أبلغوه حسب معلومات تسربت عن الاجتماع بأنهم لن يستخدموا الفيتو للمرة الثالثة، وأن موقفهم في العالم العربي بات سيئا للغاية".

بينما ينفي الكاتب الروسي أندريه غرمانتسوف في اتصال مع الجزيرة نت حدوث تحول في الموقف الروسي من دمشق, يرى هاني شادي أن الموقف الروسي من سوريا يدور حول دعم النظام

وكرر المسؤولون الروس مرارا أنهم لا يدعمون بشار كشخص بل كنظام، فهو يمثل لهم حائط الصد الثاني بعد إيران.

المعارضة الروسية
ويمضي شادي قائلا إن الروس يشددون على أنهم يدعمون القانون الدولي لجهة عدم السماح بإسقاط الأنظمة من قبل أطراف خارجية، حتى لا يتكرر الأمر في مناطق أخرى, ولقطع الطريق على دعم الغرب للمعارضة الروسية مستقبلا. كما أن الصين تتبنى هذا الموقف للأسباب نفسها.

ونظرا لتواضع حجم التفويض الممنوح لوحدة المراقبة الدولية المنصوص عليه في القرار 2042 وضآلة عدد أفرادها قياسا بحجم المناطق التي ينتشر فيها العنف, هل يمكن لهذه القوة أن تكون "عيونا وآذانا" لمجلس الأمن في سوريا، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد الدبلوماسيين الغربيين في المنظمة الدولية؟ وأين موقف موسكو من هذا الدور؟

يقول شادي في هذا الصدد إن الروس ستكون لهم "عيون على تلك العيون"، وأكد أن ثمة معلومات بأن مراقبا روسيا سيكون بين طليعة المراقبين (وعددهم ستة) الذين يرتقب وصولهم إلى دمشق الأحد. ويرى أن موضوع حق التظاهر المنصوص عليه في خطة النقاط الست هو أكثر المواضيع حساسية لموسكو، وأكد أن "الروس لم يتمكنوا من الاعتراض عليه".

المصدر : الجزيرة