استبعاد الحسم العسكري بالصومال
ومن الأسباب التي يرى بعض المحللين والعسكريين أنها قد تحول دون نجاح الحل العسكري، تباين الأجندات السياسية للدول الأجنبية التي تقاتل بالصومال، حيث إن إثيوبيا وكينيا تقاتلان حركة الشباب لتحقيق أهداف عسكرية وأمنية متمثلة في شل قدرة الحركة فترة طويلة من الزمن، للحفاظ على مصالحهما الحيوية الداخلية والخارجية.
ووفقا لوجهة النظر ذاتها فإن هاتين الدولتين لا ترغبان بتحقيق السلام والاستقرار بالصومال "فإستراتيجية البلدين تقوم على أن يبقى الصومال ضعيفا ومتناحرا وممزقا وفاشلا، خوفا من توازن القوى بمنطقة القرن الأفريقي".
أما إستراتيجية القوات الأوغندية والبوروندية المتمركزة في مقديشو فتقوم على خوض حروب في الصومال بالوكالة فترة أطول، لتحقيق أهداف مالية وتدمير الصومال، وفقا لرأي المحلل جمال عبده جامع.
من جانبه أقر الدكتور البصري بوجود تضارب بالمصالح بين القوات الأجنبية، التي قال إنها لا ترغب ببناء صومال قوي، وأن بقاءها بالبلد "سيزيد معاناة الصوماليين فقط".
غير أن مدير وكالة الأنباء الصومالية عبد القادر محمد عثمان يخالف بشدة، ويرفض القبول بفكرة وجود أجندات مختلفة للقوى الأجنبية الموجودة بالبلاد، مؤكدا أن المجتمع الدولي توصل لقناعة حالية بضرورة إنشاء دولة صومالية قوية، باعتبار أن ذلك سيعزز أمن الصومال وأمن المنطقة وأمن العالم، وسيقلل تهديد القرصنة الصومالية بالمياه الإقليمية الدولية، على حد رأيه.
موقف الشباب
وفي خضم الجدل الدائر عادت حركة شباب لتتعهد باستعادة السيطرة على المدن التي فقدت السيطرة فيها، واصفة انسحابها من بعض المناطق بدون قتال بـ "الانسحاب التكتيكي".
كما قالت الحركة في بيان صحفي إن القوات الأفريقية لم تتمكن من تحقيق أهدافها بالعاصمة مقديشو، وجددت عزمها على تقويض جهود القوات الأفريقية الرامية إلى "إفساد العباد".
يُذكر أن حركة الشباب المجاهدين أعلنت مؤخرا انسحابها من ست مدن رئيسية هي مقديشو وبلدوين وبيدوا وحدر وغربهاري، بالإضافة إلى مدن إستراتيجية أخرى مثل عيل بور بولاية جلجدود وسط وطويلي وبطاطي وبور جابو بولاية جوبا السفلى ولوق وبلد حاوو وعيلواق بولاية جدو.