انقسام إسرائيلي بشأن أحداث سوريا

Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu (4th R) heads the weekly cabinet meeting in Jerusalem September 4, 2011. Netanyahu responded on Sunday to the biggest rally for economic reform in Israel's history by sticking fast to his pledge to implement change but not at all costs.

خلص تقرير أعده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حول الموقف الإسرائيلي من الأحداث في سوريا إلى أن اهتمام إسرائيل بما يحدث في هذا البلد يعود إلى قربها الجغرافي وحالة الحرب معها ومطالب سوريا باسترداد الجولان، والدور الذي تلعبه سوريا في المنطقة، وعلاقاتها القوية مع إيران وحركات أخرى تعتبرها إسرائيل من ألد أعدائها.

وأشار التقرير إلى خشية إسرائيل من أن تؤدي الأحداث في سوريا إلى انهيار وقف إطلاق النار أو تسخين الجبهة في الجولان، عدا عن دور سوريا الإقليمي المهم وتأثيرها ومكانتها في العالم العربي وفي منطقة الشرق الأوسط، وتأثير كل ذلك على إسرائيل وعلاقاتها الإقليمية.

ويشير التقرير إلى قلق إسرائيلي دائم على مصير ما بحوزة سوريا من احتياطي كبير من الأسلحة، وبالأخص الصواريخ والأسلحة غير التقليدية، وما تخشاه إسرائيل هو أن تؤدي تطورات الأزمة في سوريا إلى توجيه هذه الأسلحة ضد إسرائيل، وأن يقع بعضها أو كلها بين أيد تراها غير مسؤولة.

ويعتبر التقرير أن الأمر الملح بالنسبة إلى إسرائيل في موقفها من سوريا، هو العلاقات السورية الإيرانية، إذ ترى إسرائيل أن إيران ومشروعها النووي أكبر تهديد إستراتيجي لها، وترى في استمرار العلاقة السورية الإيرانية قوة لطهران وفي انقطاعها ضربة لها ولنفوذها في المنطقة.

أمّا البعد الثّالث الذي يركّز عليه صنّاع القرار وصنّاع الرّأي العامّ في إسرائيل فهو الدّعم السوريّ لحزب الله، الذي لا يزال الحساب معه مفتوحًا، والذي تعدّه إسرائيل من ألدّ أعدائها، وتخشى من أن يحصل على أسلحة غير تقليديّة إذا سقط النّظام السوريّ أو ضعف، وتأمل من جهةٍ أخرى أن يؤدّي سقوط النّظام إلى إضعافه.

ولا يغفل التقرير تأثير سوريا في الحركة الوطنية الفلسطينية، كما يشير لقلق إسرائيل من البديل المجهول الذي قد ينشأ في سوريا.

ورغم التأثير الهامشي والضئيل لإسرائيل في مجريات الأمور بسوريا، فإن القادة الإسرائيليين يدركون التأثير الإستراتيجي الكبير الذي ستخلفه تداعيات التطورات في سوريا على إسرائيل.

وبينما ترى قيادات ومحللون إسرائيليون أن سقوط النظام السوري هو في مصلحة إسرائيل لأن في ذلك ضربة للمحور الراديكالي، يشدد في المقابل كثيرون على أن سقوط النظام خطر على إسرائيل لأنه قد تنشأ فوضى خطيرة أمنيا، وقد تصل إلى الحكم قوى راديكالية شديدة العداء لإسرائيل، ويرى هؤلاء أن سقوط النظام قد يؤدي إلى فتح جبهة الجولان وانهيار الهدوء الذي سادها لأكثر من ثلاثة عقود.

العسكر والساسة
وبحسب التقرير، فإن هناك اختلافا في موقفيْ العسكر والساسة في إسرائيل حيال التطورات في سوريا، ففي حين يفضل العسكر بقاء نظام بشار الأسد خوفا من البدائل ومن فوضى سلاح قد تؤدي إلى إيذاء إسرائيل وإزعاجها، يأمل السياسيون أن يسقط النظام، لأن ذلك سيضعف ما يسمونه محور التطرف في المنطقة، وبالأخص إضعاف إيران وحزب الله.

وفي إجابة على سؤال عما إذا كان سقوط نظام الأسد في مصلحة إسرائيل أم لا، يخلص التقرير إلى أن النظام السوري الحالي مريح جدا لإسرائيل في كل ما يتعلق بالجولان، وهناك خشية في إسرائيل من أن يؤدي انهياره إلى انهيار الهدوء على جبهة الجولان.

وذهب التقرير إلى أن أي نظام قادم في سوريا سيتخذ موقفا معاديا لإسرائيل، لأنه سيكون في حاجة إلى شرعية داخلية، في حين أن النظام الحالي إذا بقي فهو سيكون بحاجة إلى شرعية خارجية، وسيضطر إلى تليين موقفه تجاه إسرائيل.

كما ينتهي التقرير إلى أن الأحداث الجارية تعد -بالنسبة لإسرائيل- فرصة لخروج سوريا من التحالف مع إيران وحزب الله، الأمر الذي يعتبر مصلحة إسرائيلية عليا، بينما أكثر ما تخشاه إسرائيل هو أن تؤدي الأحداث إلى انتقال أسلحة كيميائية وبيولوجية وصواريخ أرض/أرض وصواريخ مضادة للطائرات إلى مجموعات مسلحة معادية لإسرائيل، وفي مقدمتها المقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله، الأمر الذي يعتبر تطورا كارثيا بالنسبة لإسرائيل.

ومع أنه ليس لإسرائيل تأثير في مجريات الأمور بسوريا، إلا أن تداعياتها تؤثر فيها، ويدعو الرّأي السّائد إلى التّقليل من الكلام وإلى تجنّب التدخّل إلّا إذا كان هناك اجتيازٌ لخطوط حمر، وبالأخصّ نقل أسلحة متطوّرة أو غير تقليديّة إلى حزب الله.

المصدر : الجزيرة