هرتسيليا: ميزان مناعة إسرائيل مختل

الياس كرام

مؤتمر هرتسيليا بحث الثورات العربية (الجزيرة)

وديع عواودة-هرتسيليا

يفيد مقياس المناعة القومية في إسرائيل الذي عرض أمس ضمن مؤتمر هرتسيليا الثاني عشر للأمن القومي بأن الإسرائيليين يخشون هجوما خارجيا وأن ثقتهم بمؤسسات الدولة منخفضة، كما أنهم يبدون أقل تفاؤلا وجاهزية معنوية، وتهددهم الفوارق الاقتصادية والاجتماعية.
 
كما كشف المقياس -الذي أعدته جامعة حيفا لصالح مؤتمر هرتسيليا- أن ثقة العرب الدروز بإسرائيل ومؤسساتها تراجعت كثيرا، وأن فلسطينيي الداخل لا يثقون بالكنيست وغير راضين عن نوابهم.
 
ويشمل المقياس نتائج استطلاع رأي شامل (80% يهود و20% عرب) مع مقارنتها بنتائج مقاييس سابقة، بدءا من مؤتمر هرتسيليا الأول في 2000 وتتدرج الأجوبة من 1 إلى 6.
  

 جبرائيل بن دور: الإسرائيليون متفائلون وواثقون بأنفسهم رغم ثقتهم المتدنية بالقيادة والمؤسسات (الجزيرة)
 جبرائيل بن دور: الإسرائيليون متفائلون وواثقون بأنفسهم رغم ثقتهم المتدنية بالقيادة والمؤسسات (الجزيرة)

عدو خارجي
يظهر الاستطلاع أن اليهود ما زالوا يخشون هجوما خارجيا بنسبة 4.76 وأن نسبة اليهود الذين يخافون "الإرهاب" انخفضت إلى 4.4 بعدما كانت 5.1 في 2002 مثلا.
 
ويدل المقياس على أن تزمت اليهود وروحهم القتالية وتأييدهم لعمليات الجيش الإسرائيلي انخفضت في 2011 إلى 4.4 بعدما كانت 4.7 في 2010.

ووفق القاموس الطائفي الإسرائيلي فإن النسبة تنخفض لدى العرب الدروز إلى 2.8 بعدما كانت 3.7 في 2009.

 
ويؤكد عضو الكنيست سابقا أسعد الأسعد (عربي درزي) للجزيرة نت أن النتائج لم تفاجئه، في ظل استمرار هضم حقوق المواطنين الدروز في مختلف نواحي الحياة.
 
وأشار أسعد لوجود حالة غليان وغضب لدى الدروز (10% من فلسطينيي الداخل) نتيجة سياسات إسرائيل التي تعاملهم كإسرائيليين في الواجبات وكعرب في الحقوق رغم خدمتهم في الجيش.
 
ويستدل من الاستطلاع أن اليهود متفائلون في 2011 بنسبة 4.5 مقارنة مع 4.7 في 2009 و4.4 في 2007. ولدى  فلسطينيي الداخل ارتفعت نسبة التفاؤل إلى 3.52 في عام 2011 الذي شهد الربيع العربي بعدما كانت النسبة 3.2 في 2009.
 
ويدل مقياس المناعة على أن ثقة اليهود بمؤسسات الدولة ما زالت متدنية: 2.8 في عام 2011 لكنها أعلى من سنوات ماضية (2.3 في 2007 مثلا).
 
من جانب آخر، يظهر المقياس أن الثقة بالكنيست لدى اليهود بلغت 3.5 في 2011.
 
وتبلغ نسبة ثقة اليهود بالمؤسسات الأمنية 4.9، وهي أعلى نسبة في العقد الأخير. وترتفع نسبة الوطنية لدى اليهود من 4.1 في 2010 إلى 4.7 في 2011. 

 رافي ميلنيك: مقياس المناعة يدل على تحديات داخلية وخارجية تواجهها إسرائيل اليوم (الجزيرة)
 رافي ميلنيك: مقياس المناعة يدل على تحديات داخلية وخارجية تواجهها إسرائيل اليوم (الجزيرة)

العرب والحريديم
ويشير البروفيسور رافي ميلنيك -وهو أحد المشرفين على المقياس- إلى خطورة ارتفاع نسب الفقر لدى  فلسطينيي الداخل (17%) واليهود المتدينين الأصوليين المعروفين بـ"الحريديم" (13%) في العقد الأخير.
 
ويدعو ميلينك إلى دمج هؤلاء في سوق العمل، محذرا من أن الزيادة الطبيعية لديهم أعلى منها حتى في الدول النامية، معتبرا ذلك تحديا كبيرا لإسرائيل.

 
ويرى أن مقياس المناعة القومية الجديد يدل على تحديات داخلية وخارجية خطيرة تواجهها إسرائيل اليوم.
 
وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى خطورة الانقسامات المتفاقمة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، واستمرار التمييز الكبير ضد العرب وسكان الأطراف، وازدياد الفقر. 


 داني روتشيلد: إسرائيل تقف في وجه عاصفة عربية متغيراتها خطيرة (الجزيرة)
 داني روتشيلد: إسرائيل تقف في وجه عاصفة عربية متغيراتها خطيرة (الجزيرة)

صورة قاتمة
من جهته، اعتبر رئيس المؤتمر داني روتشيلد -وهو جنرال في الاحتياط وصاحب رؤية نقدية- أن نتائج مقياس المناعة تعكس صورة قاتمة لإسرائيل، وتشير إلى أن ميزان مناعتها مختل.
 
ورأى روتشيلد في محاضرته أن إسرائيل تقف اليوم في وجه عاصفة عربية متغيراتها خطيرة، وأسرع من قدرتها على مواجهتها، خاصة صعود الإسلاميين في البلدان التي اجتاحها الربيع العربي.
 
ولفت إلى أن المشاكل الداخلية في إسرائيل حارقة خاصة الفوارق الاجتماعية، وهي تحتاج لحلول جذرية وسريعة.
 
ومن جهته يزعم البروفيسور جبرائيل بن دور أحد المشرفين على مقياس المناعة أن نتائج المقياس إيجابية.
 
ويشير -في ورقة عمل قدمها للمؤتمر- إلى أن الإسرائيليين متفائلون ويثقون بأنفسهم رغم ثقتهم المتدنية بالقيادة وبالمؤسسات، وأن "الإرهاب" لم ينجح في ضرب معنوياتهم. ويتابع "الإسرائيليون متزمتون لكنهم غير مهووسين، والخوف من الحرب ومن إيران لم يكسر روحهم".

المصدر : الجزيرة