التمسك بالهوية يعزز اندماج بوسنيّي ألمانيا

صلاة الجمعة بمركز الجمعية البوسنية قي شتوتغارت . الجزيرة نت
undefined

خالد شمت-شتوتغارت

بعد مرور ربع قرن على تأسيسها، طورت الجمعية الإسلامية البوسنية في ألمانيا أنشطتها الخاصة بتوفير الرعاية الدينية لنحو مائتي ألف من مواطنيها المقيمين بمدن ألمانية مختلفة منذ ستينيات القرن الماضي، إلى المشاركة في معظم فعاليات الحوار الديني والتعريف بالإسلام.

وتحظى هذه الجمعية -التي تأسست عام 1986 في مدينة شتوتغارت عاصمة ولاية بادن فورتمبرغ الواقعة في الجنوب الألماني الكاثوليكي- بعلاقة مميزة مع الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في الولايات الألمانية.

وقد أهلها ذلك لأن تتحول إلى شريك ومؤسس رئيسي في مشاريع حكومية تتعلق بالأقلية المسلمة واندماجها في المجتمع الألماني.

تمتلك الجمعية الإسلامية البوسنية في ألمانيا ستين فرعا تتوزع على المدن الصغيرة والكبيرة، وتتركز أنشطتها في المدن الكبرى مثل فرانكفورت وميونيخ وكولونيا وبرلين إضافة لشتوتغارت

ورشحت هذه العلاقة الجمعية البوسنية لعضوية مؤتمر الإسلام الحكومي المعني بتقنين وضع الإسلام وتفعيل اندماج المسلمين في المجتمع الألماني، والمشاركة في تأسيس معهد افتتح قبل أسابيع بجامعة توبينغين، ويعد أول معهد متخصص لتأهيل الأئمة ومعلمي الدين الإسلامي في المدارس الألمانية.

فروع وأنشطة
وتمتلك الجمعية الإسلامية البوسنية في ألمانيا ستين فرعا تتوزع على المدن الصغيرة والكبيرة، وتتركز أنشطتها في المدن الكبرى مثل فرانكفورت وميونيخ وكولونيا وبرلين، إضافة لشتوتغارت التي يقيم فيها ما يناهز ثمانين ألف بوسني يعمل معظمهم في مصانع ولاية بادن فورتمبرغ الغنية والمصنفة كواحدة من أهم قلاع الصناعة الألمانية.

وشاركت الجمعية -خلال سنوات الحرب البوسنية (1992-1995)- في فعاليات عديدة لتعريف الرأي العام الألماني بما تعرض له البوسنيون، وأسهمت خلال تلك الفترة في توفير الدعم المادي والرعاية الاجتماعية للبوسنيين الذين لجؤوا إلى ألمانيا.

وتتركز الأنشطة الرئيسية لفروع الجمعية -حسب قول أمينها العام الشيخ حمزة صوباسيتش- بين خطب الجمعة والدروس الدينية الأسبوعية، والمؤتمرات الفكرية والاجتماعية الشهرية، ودورات تحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية.

وأرجع حمزة -وهو خريج جامعة الأزهر المصرية- العلاقة المميزة لجمعيته بالسلطات الحكومية والكنائس والمراكز الأكاديمية الألمانية، إلى تبنى الجمعية البوسنية لمنهج وسطي معتدل يدعو للتمسك بالهوية بعيدا عن أي تطرف، ويلعب دورا مؤثرا في تعزيز اندماج الأقلية المسلمة في المجتمع الألماني.

‪بوسنيو ألمانيا حريصون على غرس قيمهم الدينية في نفوس أجيالهم الجديدة‬ (الجزيرة)
‪بوسنيو ألمانيا حريصون على غرس قيمهم الدينية في نفوس أجيالهم الجديدة‬ (الجزيرة)

وقال حمزة -في تصريح للجزيرة نت- إن تراجع نسبة الجريمة بين البوسنيين، وعدم اتهامهم خلال السنوات الماضية في كل القضايا المتعلقة بما يوصف بالإرهاب، وتأكيد الإحصائيات الرسمية حصول 60% من الأجيال البوسنية الشابة على مؤهلات أكاديمية عليا أو متوسطة أو شهادات في التدريب المهني، عزز مصداقية الجمعية البوسنية في التوجه لدعم اندماج مواطنيها بشكل إيجابي في المجتمع الألماني.

وأوضح أن الجمعية قدمت الشكر إلى مسؤولين ألمان في مناسبات مختلفة لثنائهم على انفتاحها واعتدالها ودورها في صياغة نموذج إسلام أوروبي.

وأشار إلى أن الجمعية أكدت للمسؤولين الألمان في المقابل وحدة المبادئ الإسلامية، وعدم اختلافها وفقا لاختلاف المناطق الجغرافية في العالم.

وأكد صوباسيتش أن جمعيته -التي تمول نفسها من اشتراكات شهرية يدفعها أعضاؤها- مهتمة بالربط بين الاحتياجات الدينية والمجتمعية، من خلال وجود مسجد، وحضانة للأطفال، وناد للأنشطة الاجتماعية والثقافية، ومركز لتعليم المسلمين الجدد، وقاعة لغسل الموتى.

تعريف بالإسلام
وأوضح حمزة أن الجمعية سعت -من خلال مشاركتها في العشرات من ندوات الحوار الإسلامي المسيحي والمؤتمرات الأكاديمية والكنسية- إلى تصحيح الأحكام النمطية المسبقة والأحكام السلبية السائدة عن الإسلام في الذهنية الألمانية.

ولفت الأمين العام للجمعية الإسلامية البوسنية الانتباه إلى دور جمعيته في اعتناق مئات الألمان للدين الإسلامي، وتعرفهم بعد ذلك على المنهج الوسطي المعتدل للدين الحنيف، مضيفا أن الدور المجتمعي للجمعية يمتد إلى إقامة حفلات الإفطار السنوية للمسلمين وغير المسلمين في شهر رمضان، وتبادل الزيارات مع الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية، وتنظيم فعاليات ثقافية في البلديات والمدارس الثانوية.

المصدر : الجزيرة