إسرائيل تثير موجة احتجاجات بألمانيا

حي سلوان في القدس
undefined

خالد شمت-برلين

أثارت إسرائيل موجة من الاحتجاجات الحكومية والبرلمانية في ألمانيا مؤخرا بسبب إزالتها مشروعين للأنشطة الثقافية والرياضية بحي سلوان في القدس الشرقية المحتلة وتهديدها بإزالة مشروع ثالث لتوليد الطاقة الكهربائية، وهي مشروعات مولتها ألمانيا من أموال دافعي الضرائب فيها.

فمن جانبها عبرت وزارة التعاون الدولي الألمانية عن احتجاجها الشديد على قيام رجال شرطة وموظفين إسرائيليين تابعين لبلدية القدس صباح الاثنين الماضي بإزالة مركز "مدى" الثقافي وحديقة وملعب أطفال، مولت ألمانيا إقامتها العام الماضي بحي الشيخ سلوان في القدس المحتلة لتوفير بديل عن الشوارع للشباب والناشئة الفلسطينيين لممارسة أنشطة ورياضات مفيدة.

كما أعرب وزير الدولة الألماني للتعاون الدولي ديريك نيبل عن صدمته من تحويل إسرائيل للمشروع الذي زاره قبل أسبوعين وساهمت وزارته في تأسيسه بمبلغ عشرين ألف يورو، إلى كومة من المخلفات.

واعتبر الوزير في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر الجماينة تسايتونغ" أن إزالة الشرطة والسلطات البلدية الإسرائيلية لمركز "مدى" الثقافي والحديقة والملعب التابعين له "يمثل إجراءً لا يساعد على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ويدمر ثقة بنيت بمساع مضنية، ويخلف جراحا غائرة لدى الأجيال الفلسطينية القادمة".

وقام نيبل نهاية يناير/كانون الثاني الماضي كأول وزير بالحكومة الألمانية بزيارة حي سلوان حيث طالب إسرائيل بالتوقف عن سياسة هدم منازل الفلسطينيين.

هينزل انتقدت غطرسة الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)
هينزل انتقدت غطرسة الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)

تداعيات وخيمة
في السياق نفسه، دعت النائبة في البرلمان الألماني (بوندستاغ) عن حزب اليسار المعارض هايكا هينزل حكومة المستشارة أنجيلا ميركل للاحتجاج بشدة على إزالة الشرطة الإسرائيلية مركز "مدى" وملحقاته، والتدخل للحيلولة دون هدم الجيش الإسرائيلي محطة لتوليد الكهرباء من الشمس والرياح جنوب مدينة الخليل.

وقالت هينزل في تصريحات للجزيرة نت إن ما نفذته الشرطة الإسرائيلية بحي سلوان في القدس الشرقية وما يهدد الجيش الإسرائيلي بتنفيذه جنوبي الخليل "يمثل مظهرا واضحا لغطرسة الاحتلال الإسرائيلي في أراضي الضفة الغربية".

وأوضحت النائبة الألمانية أن محطات الطاقة الشمسية وعجلات الرياح التي يريد الجيش الإسرائيلي إزالتها كلفت الخزينة الألمانية 400 ألف يورو، وتعتبر الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها الأكثرية من بين 1500 فلسطيني يعيشون في المنطقة "سي" للحصول على الكهرباء.

وتساءلت "استنادا لأي حق أو قانون يريد الجيش الإسرائيلي حرمان هؤلاء السكان الفلسطينيين من مصدرهم الوحيد للطاقة والمياه والضوء والإنترنت".

واعتبرت نائبة البرلمان الألماني أن إزالة الشرطة الإسرائيلية مركز "مدى" الثقافي وملحقاته، لإقامة مرأب للسيارات لـ300 مستوطن يعيشون بحي سلوان الذي يقطنه عشرات آلاف الفلسطينيين، يدلل على أهمية إزالة الاحتلال الإسرائيلي باعتباره العائق الأكبر أمام تحقيق السلام، وفق قولها.

المصدر : الجزيرة