توجه سلفي باليمن لإنشاء حزب

سلفيو اليمن شكلوا تحالفات مع تيارات إسلامية خلال مشاركتهم في الثورية الشبابية(الجزيرة نت)

سلفيو اليمن شكلوا تحالفات مع تيارات إسلامية أثناء مشاركتهم في الثورة (الجزيرة نت)

سمير حسن-عدن

ذكرت قيادات بارزة في التيار السلفي باليمن أن حوارات تجرى داخل الحركة لإنشاء حزب سياسي، ويرى مراقبون أن تلك الخطوة تأتي في سياق التحولات التي يشهدها السلفيون منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في فبراير/شباط العام الماضي ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

وفي حديث للجزيرة نت قال مؤسس حركة النهضة السلفية للتغيير السلمي بعدن الشيخ عبد الرب السلامي إن "التيار السلفي باليمن بصدد إنشاء حزب سياسي ينتقل من خلاله السلفيون من مرحلة المشاركة الشعبية في الثورة السلمية إلى مرحلة المشاركة الفاعلة في المشهد السياسي القائم بالبلاد".

وأكد السلامي أن الفكرة تحظى بإجماع غالبية السلفيين، وأن الإعلان عن تأسيس حزب سياسي بات مسألة وقت يجري التحضير لها بعد استكمال النقاشات والحوار داخل الحركة.

عبد الرب السلامي: فكرة تشكيل حزب تحظى بإجماع غالبية السلفيين (الجزيرة نت)
عبد الرب السلامي: فكرة تشكيل حزب تحظى بإجماع غالبية السلفيين (الجزيرة نت)

وألمح إلى أن الهدف من النقاشات الجارية هو "توحيد الصف السلفي والخروج بحزب واحد ودراسة التجارب السلفية السابقة في العالم الإسلامي كتجربة حزب جبهة الإنقاذ الإسلامي في الجزائر أو حزب الأمة الكويتي للاستفادة منها".

ويأمل السلامي أن يدخل التيار السلفي لأول مرة في اليمن غمار العملية السياسية عند أول انتخابات برلمانية ستشهدها البلاد، متوقعاً تحقيق نتائج "مقبولة".

وذكر السلامي بأن فكرة إنشاء حزب سياسي للتيار السلفي باليمن كانت مطروحة منذ فترة طويلة لكنها تعثرت بسبب الوضع السياسي القائم في البلاد و"مراكز القوى من نفوذ قبلي وعسكري وشبكة فساد يجري توظيفها لصالح حكم عائلي".

وخلص السلامي إلى أنه في ظل ثورات الربيع العربي وبدء ملامح نظام سياسي جديد في اليمن تحمس التيار السلفي لتحقيق فكرة إنشاء حزب سياسي.


مسار الانفتاح
ويرى مراقبون أن تحولات التيار السلفي منذ اندلاع الاحتجاجات في البلد تكتسي أهمية كبيرة في مسار الانفتاح لهذه الحركة على المجتمع.

ووفقاً للباحث في شؤون الجماعات الإسلامية باليمن، مجيب الحميدي فإن "هذا الاندماج كفيل بتحويل نمط السلفية التقليدية والقتالية إلى سلفية إحيائية إصلاحية نهضوية تساهم في التغيير ومحاربة الفساد والاستبداد وترتبط بهموم الشعب".

مراقبون يرون أن تحولات التيار السلفي تعكس مسار انفتاح الحركة على المجتمع (الجزيرة نت)
مراقبون يرون أن تحولات التيار السلفي تعكس مسار انفتاح الحركة على المجتمع (الجزيرة نت)

لكنه في المقابل طالب السلفيين إزاء هذا التحول "بتجاوز بعض العوائق في ثقافتهم الموروثة وبعض مشاكلهم تجاه شرعية الدولة المعاصرة".

وألمح الحميدي في حديث للجزيرة نت إلى أن التحول في الثقافة السلفية سيحظى بترحيب وقبول مجتمعي بعدما كان ينظر إليها بأنها حولت الإسلام إلى أداة لعرقلة التغيير وتكريس التخلف والاستبداد ومحاربة العلم فضلاً عن مواقفها المعروفة في قضايا الفن والمرأة.

واعتبر اكتمال نضوج الإدماج في العملية السياسية بأنه يتطلب ضرورة تحديد موقف واضح من الشرعية الدستورية التعاقدية للدولة الحديثة والتأكيد على أن الدستور في الدولة التي تلتزم بمصدرية الشريعة الإسلامية، ليس ديناً جديداً، بل مواثيق يجب الوفاء بها، ومقاومة المتمردين عليها وأن طاعة الحزب الحاكم مبنية على الإلزامية التعاقدية والشرعية الدستورية ولا تصح طاعته في انتهاك الدستور والقانون".

وأضاف أنه لإنجاز عملية التحول من السلفية التقليدية إلى السلفية الإحيائية، يتعين على مشايخ السلفية إقرار الوسائل المدنية المعاصرة في مناصرة المظلوم والتصدي للفساد السياسي والعبث بثروات الأمة".

وأكد الحميدي على أن الجماعات الدينية في اليمن بحاجة ماسة لتوحيد موقفها من قضية العمل المسلح وبناء الإمارات الدينية وفرض التسلط المذهبي على المجتمع بقوة السلاح سواء في أبين وشبوة والبيضاء أو في صعدة والجوف وحجة".


مؤشر إيجابي
من جهته يرى معاذ غازي -الناطق الرسمي باسم رابطة علماء عدن، وهي رابطة تضم تحالفات عدد من التيارات الإسلامية بينها التيار السلفي- في انخراط المدرسة السلفية بالعملية التغييرية السياسية في المجتمع بأنه "مؤشر إيجابي على تحول فكري وسياسي".

وأكد غازي للجزيرة نت أن هذه العملية ستمنح فرصة للتيار السلفي للعمل على مراجعة بعض المواقف الشرعية تجاه القضايا الحياتية والمسائل المعاصرة، وتمكنه من لعب دور إيجابي في إغناء الفكر الإسلامي بالأطروحات المعاصرة من منظور سلفي.

وحول أهمية الخطوة على الصعيد السياسي اعتبر غازي أن "مشاركة التيار السلفي في الحياة السياسية له دلالات كبيرة أهمها التأكيد على سماحة الإسلام ومرونة الفكر الإسلامي والقبول بالتعدد النوعي والتنوع الفكري".

المصدر : الجزيرة