السنغال معقل النفوذ الصوفي بأفريقيا
تعد السنغال معقلا للصوفية بمختلف مدارسها في أفريقيا، وتلعب المدارس الصوفية السنغالية أدوارا تتجاوز الأبعاد الدينية والروحية بهذه الدولة إلى البلدان الأفريقية القريبة منها.
ويرجع باي مأمون أنياس سبب الحضور الفاعل للصوفية ببلد علماني كالسنغال إلي حرص جميع القوى السياسية السنغالية والأنظمة التي حكمت البلاد على مر العقود في إشراك الصوفية ورجالاتها بالشأن العام لما لهذه القوى من دور حيوي ومؤثر في حياة السنغاليين.
عامل استقرار
ويضيف باي وهو أحد أحفاد الشيخ إبراهيم أنياس الذي كان له إسهام كبير في نشر الطريقة التيجانية في أفريقيا للجزيرة نت أن للصوفية رصيدا كبيرا في عامل الاستقرار السياسي والتحولات الديمقراطية التي عرفتها السنغال في العقود الأخيرة من خلال الدعوة إلى التهدئة والابتعاد عن مناخ التأزيم والضغط على أطراف اللعبة السياسية بتحكيم التوافق والحوار في النقاط الخلافية.
ويرى أن دور الصوفية في إحلال السلم والاستقرار تجاوز في أحايين كثيرة السنغال إلى بعض البلدان المجاورة، وذلك بحكم امتداداتها وتفرعاتها هناك.
بدوره يرى الحسن لو عضو المكتب التنفيذي للتجمع الثقافي الإسلامي أن شيوخ الصوفية "وظفهم سياسيا" بعض القادة السياسيين بالبلاد.
ويشير لو إلى أن نجاح الزعامات الصوفية الكبيرة بالسنغال في الابتعاد عن التخندق السياسي هو ما جعلها صوتها مسموعا وسمح لها بنزع فتيل الكثير من النزاعات السياسية المحلية والإقليمية.
مدارس
وتعد الطريقة التيجانية الأكثر حضورا بالسنغال، وقد دخلت الطريقة إلى المنطقة عام 1815 تقريبا عن طريق الشيخ عمر تال، وترسخ حضورها بالسنغال على يدي العلامين الحاج مالك سي الذي أسس مدينة "تيواوان" والشيخ إبراهيم أنياس، وللطريقة أتباع يتجاوزون عشرات الملايين داخل السنغال وبلدان إقليمية كنيجيريا وساحل العاج وغامبيا وموريتانيا وغينيا بيساو.
وتأتي الطريقة المريدية التي أسسها الشيخ أحمد بمبا مطلع القرن الماضي في طليعة الطرق الأكثر نفوذا في المجالين السياسي والاقتصادي بالسنغال، غير أن حضورها الإقليمي يكاد يقتصر على السنغال.
وتوجد طرق أخرى أقل حضورا ونفوذا كالطريقة القادرية وطريقة "اللاينيين" التي يتواجد أتباعها فقط بمنطقة "يوف" بالعاصمة السنغالية دكار.