حنين زعبي.. انتقام إسرائيل و معاقبة العرب

النائبة العربية في الكنيست حنين زعبي أو امرأة فلسطينية تنتخب للكنيست عن حزب عربي
undefined

محمد محسن وتد-أم الفحم

تتجه الأنظار في الداخل الفلسطيني إلى المحكمة العليا الإسرائيلية التي ستلتئم الخميس القادم للتداول والبت في قرار لجنة الانتخابات المركزية بشطب النائبة العربية حنين زعبي، ومنعها من المشاركة والمنافسة ضمن قائمة حزب التجمع الوطني في انتخابات الكنيست التي ستجرى في الشهر القادم.   

وسبق الفلسطينيون هذا الموعد بمهرجان شعبي بعنوان" أقوى من الشطب" ستحتضنه الناصرة مساء الأربعاء للتضامن مع الحركة الوطنية والنائبة زعبي التي رفضت من خلال نهجها وسياساتها ومواقفها إملاءات المؤسسة الإسرائيلية.

واختارت إسرائيل الانتقام من حنان زعبي لما تمثله من شخصية فلسطينية، ولنزع الشرعية عن التيار السياسي القومي والوطني، وذلك تتويجا لحملة التحريض الدموي التي يقودها معسكر اليمين الإسرائيلي ضد النائبة التي انتخبت في عام 2009 كأول امرأة فلسطينية بالكنيست عن حزب عربي.

وجاء القرار الإسرائيلي في أعقاب فضح الزعبي للمجزرة التي ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي بحق المتضامنين الأتراك والأجانب الذين كانوا على متن أسطول الحرية في مايو/أيار عام 2010، حين كان متجها لكسر الحصار عن سكان قطاع غزة.

نزع الشرعية
وتقول زعبي إن محاولات نزع الشرعية عن التجمع الوطني لا تتوقف، ويشارك فيها أيضا ما يعرف باليسار الإسرائيلي، إن لم يكن بالتحريض المباشر فبالصمت على التحريض.   

مهرجان شعبي في الناصرة تضامنا مع التجمع الوطني والحركة الوطنية (الجزيرة نت)
مهرجان شعبي في الناصرة تضامنا مع التجمع الوطني والحركة الوطنية (الجزيرة نت)

وردا على سؤال للجزيرة نت حول ما إذا ما كانت إسرائيل استغلت فرصة الانتخابات للانتقام منها لمشاركتها في أسطول الحرية، قالت حنين زعبي "إن مشاركتي الطبيعية والأخلاقية والوطنية في ’قافلة الحرية’ كان سلوكا سياسيا خارجا عن السقف السياسي الذي تريد إسرائيل تحديده لنا، وقيم الديمقراطية في إسرائيل لا تطبق على الفلسطينيين، ولا تفعل في كل ما يتعلق بحقوقنا".

وأضافت حنين أن الإسرائيليين يظنون أنه يحق لهم وضع سياج لسلوكنا السياسي ولمواقفنا السياسية، يبنى بالتهديد والتخويف والتحريض والعقاب ومكافأة المعتدل، أكثر مما يحدد قانونيا، وقالت إنهم يرون أن التجمع الوطني لا يرضى بهذا السياج،" وبالتالي فهم يريدون معاقبتي عبر إخراجي من الساحة السياسية وليس خوض جدال سياسي معي ومع التجمع".

وتؤكد زعبي أن القصد من وراء شطبها ومنعها من المنافسة بانتخابات الكنيست هو معاقبة العرب، وتحديد سقف سياسي لهم، وتأثير ذلك -إن حصل وأقرته المحكمة- هو مقاطعة جماعية من قبل العرب للانتخابات.

وأضافت قائلة "نحن لن نستمر في لعبة تحدد حدودها إسرائيل، فتحدد لنا ممثلينا، وماذا نقول وكيف نقوله، ويعني أن إسرائيل هي من تنتخب ممثلينا وليس نحن، إذن ما معنى حرية التصويت بهذه الحالة؟"، واعتبرت أن شطب اسمها انتخابيا يعني شطبا سياسيا للفلسطينيين بإسرائيل، وشطب جيل كامل والأجيال القادمة معا، مما يعني تغيير ملامح النضال السياسي والانتقال لمرحلة سياسية أخرى.   

تدجين الفلسطيني
وترى حنين أن الممارسات الإسرائيلية ضدها ومحاولات التضييق عليها هي جزء من سياسة تدجين الفلسطيني داخل إسرائيل التي بدأتها الأخيرة منذ قيامها، عبر الملاحقات وسياسات التعليم الصهيونية، وسياسة بتر فلسطينيي 48 عن فضائهم الفلسطيني والعربي.

وتؤكد زعبي أن إسرائيل أدركت أنها لم تنجح بهذا كله، فبدأت تفعيل مخططات مختلفة من أخطرها مخطط الخدمة المدنية، الذي يحرض الشباب على خدمة الدولة، وربط الخدمة العسكرية والمدنية بحقوق غير قابلة للاشتراط مثل التعليم والعمل والمنح الدراسية وقروض الإسكان وغيرها، إضافة إلى سن قوانين تحدد لك التعبير عن انتمائك وهويتك مثل قانون النكبة، ومحاولات شطب التجمع، مشيرة إلى أن قضيتها هي تندرج ضمن هذه المحاولات.

وأوضحت النائبة العربية أن التجمع الوطني صرح عبر قياداته بأن شطب حنين يعني شطب التجمع، وشطب الإرادة السياسية المتبقية لنا، واعتبرت أن نجاح ذلك يتوقف على رد الفعل السياسي وهو مقاطعة جماعية للانتخابات، و"أن لا نسمح لإسرائيل بأن تلعب بنا كالدمى، نحن لا نشارك في لعبة سياسية لا نتحرك فيها وفق ما تمليه علينا ضمائرنا وإرادتنا، ويعني ذلك الانتقال إلى نضال سياسي من نوع آخر، لا نعرف ملامحه بعد".  

المصدر : الجزيرة