أسيران فلسطينيان يضربان 6 و5 شهور

والدة الأسير أيمن الشراونة الذي دخل شهره السادس في الإضراب خلال اعتصام سابق
undefined

عوض الرجوب-الخليل

دخل إضراب الأسير الفلسطيني أيمن الشراونة عن الطعام شهره السادس، في حين دخل إضراب الأسير سامر العيساوي شهره الخامس، دون أن تلوح في الأفق بوادر لإنهاء معاناتهما، مما يثير كثيرا من التساؤلات بشأن مصيرهما والمدة التي قد يمضيانها في الإضراب.

ويضرب الشراونة منذ الأول من يوليو/تموز الماضي، والعيساوي منذ الأول من أغسطس/آب الماضي، احتجاجا على إعادة اعتقالهما بعد تحريرهما في صفقة "وفاء الأحرار" التي أفرج فيها أواسط أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

ووفق نادي الأسير الفلسطيني، فإن مصلحة السجون الإسرائيلية تحاول منذ أيام إقناع الأسيرين المضربين بوقف إضرابهما بعد تدهور حالتيهما الصحية، إلا أن جميع المقترحات المقدمة لهما لم تكن مقنعة ولم تتضمن حلا حقيقيا لقضيتهما.

ويؤكد مختصون ومحامون أن الأسيرين لا يتناولان طعاما على الإطلاق، وإنما يكتفيان بالمياه والأملاح وبعض الفيتامينات المسموح بها في حالات الإضراب تساعد الإنسان في البقاء على الحياة لفترة طويلة، لكنها لا تحمي أعضاء جسمه وأحشاءه من التلف.

القانون والبدائل
يوضح المحامي المختص بقضايا الأسرى في مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان برام الله سامر سمعان أن المعتقل وفق الأعراف والقوانين الدولية مسؤول عن سلامته وحياته وجسده، وعلى الجهة المعتقِلة توفير الحاجات الأساسية له دون أن تفرض عليه شيئا يتعلق بجسمه ومنها الطعام.

ويضيف أنه في إسرائيل، وخلافا للقوانين الدولية، يمكن لمدير السجن بقرار من الطبيب انتهاك حق الأسير، "فإذا قرر طبيب السجن عمل شيء معين للأسير كإجراء فحص معين له أو إطعامه "باستخدام قوة معقولة" وفق التعبير الإسرائيلي، فمن صلاحية مدير السجن تنفيذ ذلك".

ويوضح سمعان أن أنظمة إدارات السجون تعتبر عدم أخذ الطعام مخالفة تستحق العقاب مع أن ذلك من حق الأسير، وتضع لذلك عقوبات متدرجة حسب حجم الإضراب ومدته، "فهناك العزل الانفرادي في زنازين ضيقة، وغرامات مالية وغيرها".

الباحث في قضايا الأسرى فؤاد الخفش يدعو لتحرك شعبي (الجزيرة نت)
الباحث في قضايا الأسرى فؤاد الخفش يدعو لتحرك شعبي (الجزيرة نت)

وأضاف أن القوانين والأعراف الدولية تتيح للأسير الذي يعلن الإضراب تناول الجلوكوز والماء والملح، وحتى الحليب الذي لا يزال الأسرى الفلسطينيون يرفضون شربه، للضغط على إدارات السجون، وفي البداية رفض بعض الأسرى تناول المغذيات البديلة، التي كانت جزءا من المفاوضات بين إضراب الأسير عدنان خضر وسجانيه، لكن الأسيرين الشراونة والعيساوي مضطران نظرا لطول مدة الإضراب.

بدوره، يوضح مسؤول مجمع فلسطين الطبي برام الله الدكتور أحمد البيتاوي أن الإنسان لا يستطيع البقاء على قيد الحياة أكثر من أسبوعين دون طعام أو شراب، لكنه قال إن السوائل والأملاح والفيتامينات والمعادن الضرورية التي تعطى للأسرى تغذي الأنسجة وتبقي الإنسان على قيد الحياة فترة طويلة.

غياب التفاعل
من جهته، يفيد مدير مركز دراسات الأسرى فؤاد الخفش أن مجموع الإضرابات التاريخية التي خاضها الأسرى الفلسطينيون يبلغ 28 إضرابا، يضاف إليها عشرات الإضرابات الفردية، موضحا أن الإضرابات الجماعية أكثر تأثيرا في الاحتلال نظرا لما يترتب عن ذلك من نقل جماعي إلى المستشفيات وتوفير الحراسات، وهو ما لا يتحمله الاحتلال.

ويقول إن تناول الفيتامينات بعد اليوم السادس للمضربين أمر متفق عليه دوليا ولا يشكل كسرا للإضراب، إضافة إلى المياه والملح والسكر، كما أن الشوربات المملحة مسموح بها لكن الأسرى لا يتناولونها، موضحا أن بعض أعضاء الإنسان تبدأ بعد مدة بالتلف كالأمعاء والكلى.

وأرجع الخفش أسباب تجاوز إضراب الأسيرين الشراونة والعيساوي فترات خاضها أسرى سابقون إلى "عدم التفاعل الشعبي والرسمي، وانشغال التنظيمات الفلسطينية عن أبنائها في قضايا تخصها"، مطالبا السلطة الفلسطينية ومصر راعية اتفاق وقف إضراب السجون عام 2011 بتحمل مسؤوليتهما تجاه الأسرى.

وردا على سؤال فيما إذا كانت إسرائيل قلقة على حياة المعتقلين، أوضح أن إسرائيل تقدم مقترحات للمضربين وتحاول الوصول إلى حلول معهم لتجنب ثورة السجون، وعدم جلب انتقادات من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، لكنها هذه المرة لم تأبه بالإضراب "مما يتطلب تحركا شعبيا ورسميا وسعا".

المصدر : الجزيرة