الثورات تعيد تشكيل العلاقات العربية

اليوم الثاني من "المؤتمر السنوي الأوّل لمراكز الأبحاث السياسيّة والإستراتيجيّة في الوطن العربيّ" تحت عنوان "التحوّلات الجيوستراتيجية في سياق الثورات العربيّة.
undefined

تركزت مناقشات اليوم الثاني لأعمال المؤتمر السنوي لمراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الوطن العربي، والذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، حول "التحولات الجيوستراتيجية في سياق الثورات العربيّة".

وبدأت جلسات النقاش بورقة للباحث وليد عبد الحي تحت عنوان "النظام العربي كنظام مخترق"، حيث وجد الباحث أن هناك ارتباطًا بين طبيعة تصويت الدول العربية على القرارات التي تتخذ في المنظّمات الدولية من حيث مدى مطابقة هذا التصويت لتصويت القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وطلبها للقروض من المنظمات الاقتصاديّة العالمية من جهة أخرى.

كما تحدث الباحث مروان بشارة تحت عنوان "مصالح الولايات المتحدة وأهدافها في النظام الإقليمي العربي"، وحدد المصالح الأميركية في المنطقة العربيّة بعدة أمور، أهمّها: الوصول إلى مصادر الطاقة دون منازعة قوى أخرى، ومنع وجود منافسٍ دولي لها في المنطقة، مع عدم وجود دولة عربية قادرة على وضع حدٍّ للتدخل الأميركي.

 المصالح الأميركية في المنطقة العربية تتحدد بالوصول إلى مصادر الطاقة دون منازعة قوى أخرى، ومنع وجود منافسٍ دولي للولايات المتحدة في المنطقة، مع عدم وجود دولة عربية قادرة على وضع حدٍّ للتدخل الأميركي

وتطرق الباحث إلى الثورات العربية، حيث رأى أن الولايات المتحدة تتعاطى مع كل ثورة على حدة، وتستعين بحلفائها للتعامل مع بعض الثورات (السعودية في ثورتَي البحرين واليمن، وتركيا والخليج في الثورة السورية، والأوروبيّين في الثورة الليبيّة). وحذر الباحث من استغلال الولايات المتحدة النزاعات المذهبية والعرقية التي قد تحدث في المنطقة العربية.

الاتحاد الأوروبي
من جهة ثانية، عرض مدير مركز بحوث ودراسات العالم العربي بجامعة لوفان-بلجيكا، الدكتور بشارة خضر، ورقة عنوانها "الاتحاد الأوروبي والعالم العربي: من الحوار الأوروبي العربي إلى الربيع العربي"، ضمّنها تقييمًا لمجمل العلاقات بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي.

ووصف خضر حاجة أوروبا للعالم العربي بأنها إستراتيجية، "فهو مفتاحها إلى أنحاء العالم، وممرها إلى القارات الثلاث". وخلص إلى أن أوروبا ساهمت بصورة غير مباشرة في الحفاظ على "الوضع السياسي القائم".

وعن استجابة أوروبا للربيع العربي، قال خضر إن الشراكة الجديدة التي قررها الاتحاد الأوروبي مع العالم العربي تعتمد على صيغة "المزيد مقابل المزيد"، وهي تعني على حد وصفه "إصلاحات أسرع ومكافآت أحسن". واعتبر الباحث أن مبادرات الاتّحاد الأوروبي الأخيرة لا تسير في الاتجاه الصحيح لأنّها تعزز علاقاته بإسرائيل.

أما أستاذ العلوم السياسية الدولية بجامعة باريس خطّار أبو دياب، فأشار إلى ضرورة إبراز أهمية العلاقات الأوروبية مع إسرائيل، قائلا إن الاتحاد الأوروبي ليس جمعية خيرية، بل هو تكتل عملاق يوازن مصالحه الإستراتيجية وفق مقتضيات القوة بالمنطقة.

من جهته، خلص الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الدكتور محمد فايز فرحات إلى أن الأزمة السورية حلقة مهمة في سياق التحول من نظامٍ عالمي أحادي القطبية إلى نظامٍ متعدد الأقطاب.

وأرجع فرحات تمسك الموقفين الروسي والصيني بمفهوم السيادة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية إلى توفير أساس لتضييق حرية القوى المهيمنة -سياسيا وعسكريا- على النظام الدولي الراهن، وتحديدا الولايات المتّحدة وحلف الناتو. كما اعتبر فرحات أن الثورات العربية تمثّل تهديدا للاستقرار الداخلي وللنماذج الوطنية في الإصلاح السياسي في روسيا والصين.

أما مدير مركز الدراسات الآسيوية في كلّية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت محمد السيد سليم، فدعا لمراجعة العلاقات مع كل من الصين وروسيا بعد موجة الربيع العربي والعلاقة التي ربطت العرب بالغرب.

المصدر : الجزيرة