"حزب الكنبة" بمصر مع أم ضد الدستور؟

TOPSHOTS An Egyptian man smokes a waterpipe, known locally as Shisha, as others queue outside a polling station in central Cairo to cast their votes on a new constitution supported by the ruling Islamists but bitterly contested by a secular-leaning opposition on December 15, 2012. President Mohamed Morsi cast his ballot in a polling station close to his presidential palace in the capital, state television showed, but he made no comment to the media
undefined

أحمد السباعي

الصورة في مصر باتت واضحة رغم ضبابية المشهد السياسي، فالتيار الإسلامي داعم للرئيس محمد مرسي وقراراته ومسودة المشروع الجديد وبالطبع سُيصوت بـ"نعم" في الاستفتاء عليه، مقابل تيار ليبرالي يساري مناهض لكل ما سبق ورافض للدستور وللاستفتاء عليه، لكن الطرفين يرصدان توجهات "حزب الكنبة" ولصالح من سيصوت ليرجح كفة أحد الفريقين.

البداية من أصل تسمية "حزب الكنبة" التي يُرجعها أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة سعيد المصري إلى أيام ثورة 25 يناير، حيث استخدمت وسائل الإعلام هذا المصطلح "غير العلمي"، لوصف حالة السلبية والخمول التي كانت موجودة عند قطاعات عريضة من الشعب المصري الذي يشاهد ويراقب ويتابع الأحداث دون المشاركة فيها أو اتخاذ موقف فاعل على الأرض، "لكن مشاركته تكون حاسمة حين يقرر الظهور في المشهد".

وأضاف للجزيرة نت أن هذا الجمهور لا يمكن الوثوق بأفعاله والتعويل عليها، لأنه غالبا ما يخيب ظن من يعتبر أن هذه الفئة معه وستسير بركبه. لكنه أوضح أن "سلبية" هذا الحزب لا تعني عدم انخراطه بشكل كامل في العملية السياسية أو أنه لا يكترث لما يدور حوله، إلا أنه "يُؤْثر" السلامة بأقل ثمن ممكن ويبحث دائما عن أقرب طريق يحقق له الاستقرار.

ولهذا فإن اقتنع أن الاستفتاء سيحقق غايته فسيصوت بـ"نعم" أما في حال اكتشافه أن رأيه لا يُقدم أو يُؤخر فسيمتنع عن التصويت، ولكن هذه الكتلة تكون أقرب إلى "لا" من "نعم" بسبب حالة عدم اليقين الذي تعيشها، حسب المصري.

سعد الدين إبراهيم: هناك ثلاثة عوامل تشارك بتأسيس حزب الكنبة: التشكيك بصدقية ونزاهة العملية الديمقراطية، والخوف من العنف، والوقوع تحت تأثير الضغوط

عوامل ثلاثة
أما أستاذ الاجتماع بالجامعة الأميركية في القاهرة سعد الدين إبراهيم، فيشرح أن هناك ثلاثة عوامل تساهم في تأسيس "حزب الكنبة" المتواجد في مختلف الديمقراطيات حول العالم وتحديدا الناشئة منها، فهناك من يشككون بصدقية ونزاهة العملية الديمقراطية لأنهم تعودوا على تزوير أصواتهم وعدم وصول من اختاروهم.

إضافة إلى الخوف من العنف الذي يسمعون عنه قرب اللجان الانتخابية، وأخيرا وقوعهم تحت ضغوط الفريقين المتصارعين وعدم استطاعتهم حسم موقفهم نتيجة هذه الضغوط، وهذا ما يجعلهم يفضلون الجلوس في المنزل وعدم المشاركة في العملية السياسية.

وأضاف إبراهيم -الذي يشغل أيضا مدير مركز ابن خلدون للدراسات- للجزيرة نت، أن الكثيرين من هذه الفئة خرجوا عن صمتهم وبدؤوا بالتحرك بعد إدراكهم أن صوتهم له قيمة وسيُحدث تغييرا، ولفت إلى أن أغلبية هذه الفئة مناوئة للتيار الإسلامي المنظم والمعبأ جيدا، أي أنه سيشارك بعدته وعديده في الاستفتاء لإقرار هذا الدستور.

وختم أن توقعات مركزه تُفيد بأن الاستفتاء سيحصل على "نعم" بنسبة 55 إلى 60% في مقابل 40 إلى 45% سيصوتون بـ"لا"، وهذا ما فسره بأنه اقتراب من ممارسة الديمقراطية الحقيقة التي لا تكون كما كانت الانتخابات والاستفتاءات السابقة والتي غالبا ما كانت نتيجتها "99% مع".

مقاطعة عن وعي
أما أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس علياء شكري فتوقعت أن يشارك "حزب الكنبة" بالاستفتاء بشكل كبير ويتخلى عن حذره وخوفه "لإنقاذ البلاد"، وأضافت أن أغلبية هذه الفئة ليست مقاطعة عن خنوع ولكن عن وعي كامل ودراية بالأحداث.

وأشارت بحديث للجزيرة نت إلى مؤشرات تفيد بأن مساعدات الزيت والسكر لم تعُد تجدي نفعا لدفع الناخبين للتصويت، إضافة إلى أن تأثير المساجد وأئمتها "آخذ بالتراجع وحتى في بعض الأحيان يؤدي إلى نتائج عكسية، فالشعب بات أكثر وعيا بأنه يستطيع صناعة مستقبله السياسي بأيديه".

يشار إلى أن الحملات المكثفة لدعوة الناخبين للمشاركة في الاستفتاء على الدستور تأتي أُكلها، وخاصة بعد تأكيد مراسلي الجزيرة في مصر الكثافة غير المسبوقة في الاقتراع، الأمر الذي دفع السلطات المصرية إلى تمديد التصويت ساعتين إضافيتين.

المصدر : الجزيرة