سهل الغاب.. من الزراعة لحاضن الثورة

استراحة للثوار سهل الغاب
undefined
شاهر الأحمد-سهل الغاب

منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة في سوريا, انضم سهل الغاب بمحافظة حماة للثوار, وشهد السهل بداية الثورة العديد من المظاهرات والاحتجاجات المناوئة للنظام الحاكم وكان أولها في 28 مارس/أذار 2011، ومع تحول الثورة إلى العمل العسكري كان العديد من أبناء السهل قد أصبحوا في مقدمة الثوار.

وتمكن الثوار من السيطرة على أجزاء كبيرة من السهل، إلا أنه نتيجة لطبيعة السهل المنبسطة حيث تشرف عليه من الجهة الغربية المرتفعة قرى تعتبر موالية للنظام فكان من الصعب على الثوار فرض سيطرتهم الكاملة على السهل الذي يمتاز بكثرة انتشار الحواجز والمراكز العسكرية بين مختلف نقاطه.

ويقول العديد من الثوار الذين التقتهم للجزيرة نت في سهل الغاب إن باستطاعتهم السيطرة على العديد من الحواجز إلا أن خشيتهم من الفتنة الطائفية تجعلهم يأخرون في اقتحام الحواجز العسكرية التابعة للنظام.

ونتيجة لانتماء العديد من أبناء السهل للثورة, يتعرض العديد من قرى وأحياء السهل للقصف المدفعي وكذلك قصف الطيران الحربي، بالإضافة إلى تعرضها لبراميل "تي أن تي" المتفجرة.

سهل منبسط
وسهل الغاب منبسط خصب يقع في محافظة حماة بالمنطقة الوسطى من سوريا بين جبال اللاذقية غربا وجبل الزاوية شرقا وجسر الشغور شمالا وتل سلحب جنوبا، يمر فيه نهر العاصي، ويبلغ طول السهل 80 كلم وعرضه نحو 12 كلم.

صورة عامة لمنطقة سهل الغاب(الجزيرة نت)
صورة عامة لمنطقة سهل الغاب(الجزيرة نت)

وتحيط بمنطقة سهل الغاب جبال عالية وخاصة من الجهة الغربية. السهل أرض خصبة فقد كان السهل قديماً يغرق بالمياه في أجزاء كبيرة منه وتم معالجة هذه المشكلة بفتح قنوات مائية تبعد المياه الفائضة إلى مناطق أخرى.

ويقول أهل السهل بأن جزءا كبيرا من سهلهم كان عبارة عن مستنقعات تم تجفيفها للتحول إلى أراض زراعية.

ويشتهر السهل بزراعة القطن والشمندر السكري وعباد الشمس والقمح، وتعد هذه المزروعات من المحاصيل الهامة والإستراتيجية.

وإلى جانب ذلك تنتشر زراعة الخضراوات بأنواعها، وهي ذات جودة عالية، وتصدر منتجات السهل إلى مناطق سوريا والمصانع والمعامل المتخصصة. وتقع على أطراف سهل الغاب العديد من القلاع التاريخية أهمها قلعتا أفاميا وميرزا.

ووفق أحدث التقديرات فإن تعداد سكان سهل الغاب يربو على 350 ألف نسمة ويمتاز بكثرة قراه التي تتجاوز المائة، كما أن هذه القرى تتصف بتنوعها الطائفي حيث يغلب عليها الطائفة السنية ثم العلوية ثم المرشدية ثم المسيحيين المتمركزين في مدينة السقيلبية.

ويسكن السهل العديد من العشائر العربية العريقة مثل الدمالخة والنعيم وبني خزاعة والويسات والجيسات والفريجاوية وبني خالد وبني سعيد والعفادلة وغيرهم، ومعظم السكان يعملون في مجال الزراعة ويعمل البعض في تربية المواشي منذ مئات السنين، ومنذ عقود استحدثت مزارع الأسماك التي يشتهر بها السهل في سوريا.

تقع عدة مدن صغيرة في سهل الغاب وعلى أطرافه، مثل مدينة السقيلبية وسلحب ويتبع هذه المدن عدد من البلدات والقرى والمزارع، ومن أهم القرى حورات عمورين العشارنة – كفر نبودة – قلعة المضيق – الحواش – الحويز – المشيك – زيزون – القرقور – المنصورة – القاهرة – التمانعة -الكريم – الرصيف – الصحن – دوير الأكراد – الحويجة – الصفا (تل زجرم) – قليدين – الزقوم – قسطون- تل واسط – الشريعة – العمقية – العنكاوي_الدقماق_عين الطاقة – التوينة -الزيارة -الجيد – عين الكروم – جورين – العزيزية.

المصدر : الجزيرة