المهدي يتوسط لحل الأزمة بمصر

الصادق المهدي وعن يساره منتصر الزيات

undefined

أنس زكي-القاهرة

كشف رئيس حزب الأمة القومي السوداني ورئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي عن جهود يقوم بها في القاهرة حاليا لنزع فتيل الأزمة السياسية الحالية بمصر، وقال إنه التقى عددا من قيادات القوى المختلفة بهدف فتح قنوات للحوار وتقريب وجهات النظر بينها لإنهاء الأزمة.

وخلال مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة اليوم، حذر المهدي من التصعيد والتصعيد المضاد من الأطراف المختلفة، ودعا القوى السياسية المختلفة للالتزام بالسلمية وتجنب الشعارات الملتهبة وإبعاد أي عناصر تسعى لإشعال الفتنة بين أطياف الشعب المصري.

وأوضح المهدي أنه تحاور مع ممثلين لأغلبية القوى المتخاصمة بهدف الوصول إلى حل سلمي يُرضي جميع الأطراف ويحول دون إراقة الدم المصري، معبرا عن انزعاجه مما تشهده مصر من انقسامات سياسية قال إنها ستنعكس بالسلب على المنطقة العربية بشكل عام والسودان بشكل خاص.

وعبر المهدي عن تفاؤله بإمكانية النجاح في هذه المهمة، وقال إنه وجد في كثير من المقابلات التي أجراها مع القوى السياسية مرونة تختلف عما يتم الإعلان عنه في التصريحات الصحفية التي تصدر عن هذه القوى.

نقاط أساسية
ولم يكشف الوسيط السوداني عن مضمون وساطته بشكل محدد، لكن تصريحاته تضمنت عدة نقاط أساسية منها ضرورة احترام شرعية الرئيس المنتخب وعدم التطاول عليه، مع ضرورة احترام السلطة القضائية، واللجوء إلى الحوار ضمن نهج توافقي.

جدير بالذكر أن المهدي التقى بكل من المرشح السابق للرئاسة عمرو موسى ومؤسس حزب الدستور محمد البرادعي، كما التقى بالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع وبابا الكنيسة الأرثوذكسية تواضروس الثاني.

وحسب المحامي منتصر الزيات، الذي شارك المهدي في المؤتمر الصحفي، فإن اللقاءات ستتواصل مع ممثلي القوى السياسية، محذرا من وجود "قلة طائشة تستغل الظروف لإشعال الفتنة" ومطالبا وسائل الإعلام بطي صفحة التراشقات ودعم النهج التوافقي.

بشير عبد الفتاح:
مصر باتت في حالة استقطاب حادة وصلت إلى ذروتها لدرجة أن بعض المعارضين لم يعودوا يتحدثون عن إسقاط الإعلان الدستوري وإنما يريدون إسقاط الرئيس نفسه

جهد ولكن
من جانبه أشاد المحلل السياسي بشير عبد الفتاح بالمبادرة التي يقوم بها المهدي وقال إنها تمثل جهدا مشكورا، لكنه عبر للجزيرة نت عن اعتقاده بأنها قد لا تحقق أهدافه النبيلة خاصة بعدما بدا أن طرفي الأزمة اختارا لغة التصعيد، كما أن الوسيط ربما لا يمتلك القدرة على الضغط أو تقديم الإغراءات لهذا الطرف أو ذاك.

وأضاف عبد الفتاح -وهو رئيس تحرير مجلة الديمقراطية- أن المعارضين للرئيس محمد مرسي حقدوا عليه منذ فاز بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، وكثير منهم لا يسعده أن يرى الإخوان وهم يتصدرون مشهد صناعة تجربة ديمقراطية جديدة في مصر وهو مشهد سيذكره التاريخ.

وأوضح أن المعارضين لديهم مخاوف واعتقاد بأنهم هدف للإقصاء من جانب جماعة الإخوان التي ترتكز على قوة انتخابية مهمة، ويعتبر بعضهم أن الجماعة أصبحت بديلا للحزب الوطني الديمقراطي الذي ثار عليه المصريون وأنهوا هيمنته على الحياة السياسية طوال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وفي المقابل، كما يقول عبد الفتاح، فإن الطرف الآخر وهو السلطة يريد توصيل رسالة للآخرين بأنه الأقوى، كما يصر على عدم تراجع الرئيس عن الإعلان الدستوري الأخير الذي أثار موجة الغضب، على أساس أن الرئيس سبق أن تراجع عن بعض قراراته، وأي تراجع جديد سينتقص من هيبته.

ويختم عبد الفتاح بأن مصر باتت في حالة استقطاب حادة وصلت إلى ذروتها لدرجة أن بعض المعارضين لم يعودوا يتحدثون عن إسقاط الإعلان الدستوري وإنما يريدون إسقاط الرئيس نفسه، وهو ما يزيد من التوتر والاحتقان في الشارع المصري.

المصدر : الجزيرة