إشادة بتأجيل مظاهرة تأييد مرسي
أنس زكي-القاهرة
لقي القرار الذي اتخذته عدد من القوى السياسية المؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي بتأجيل الخروج في مظاهرات مؤيدة إشادة محللين وممثلين لقوى سياسية.
وتعاني الساحة السياسية المصرية من استقطاب حاد في الأيام الماضية بعد صدور الإعلان الدستوري، حيث رحبت به القوى الإسلامية، خصوصا ما تعلق منه بإعادة محاكمة قتلة الثوار ورفع معاشات مصابي الثورة فضلا عن تحصين مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور وتعيين نائب عام جديد.
في المقابل، صب خصوم الرئيس جام غضبهم على الإعلان، خصوصا المادة الثانية المتعلقة بتحصين كل قرارات الرئيس منذ انتخابه حتى انتخاب برلمان جديد، واعتبروا أن من شأنها أن تخلق دكتاتورا جديدا بعدما نجح المصريون في الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وازداد توتر الأجواء بعدما دعا خصوم الرئيس للتظاهر الثلاثاء في ميدان التحرير، بينما دعا مؤيدوه للتظاهر في ميدان عابدين الواقع غير بعيد، ثم قرر المؤيدون نقل المظاهرة إلى مكان أبعد عند جامعة القاهرة لتجنب حدوث أي مصادمات بين الفريقين قبل أن يستقر الأمر على إلغاء فكرة التظاهر وتأجيلها إلى وقت لاحق.
تخفيف الاحتقان
وحرص رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين د. سعد الكتاتني على التأكيد بأن تأجيل التظاهرة التي كان الحزب قد دعا إليها جاء تجنبا لإراقة أي قطرة من دماء المصريين وحرصا على استقرار وأمن الوطن والمواطنين، وأكد في الوقت نفسه حق القوى السياسية الأخرى الذين وصفهم بـ"شركاء الحركة الوطنية" في التظاهر السلمي بميدان التحرير.
وسار عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين د. عبد الرحمن البر في نفس الاتجاه، حيث قال للجزيرة نت إن قرار تأجيل التظاهرة كان صائبا لأنه استهدف العمل على تخفيف حالة الاحتقان الموجودة فى الشارع، فضلا عن فتح الباب للمساعي الوطنية المبذولة من أجل إقامة حوار وطني جاد.
وأضاف البر "لسنا من هواة وضع العراقيل ورغبنا فى إزالة أي ذرائع يمكن أن توضع فى طريق الحوار، والدليل أننا نقلنا موقع التظاهرة من ميدان عابدين إلى جامعة القاهرة، ثم وجدنا أن إلغاءها هو الأفضل من أجل تهدئة الأجواء وتجنب التوتر".
بدوره أكد المتحدث باسم حزب النور نادر بكار أن الحزب وكذلك الدعوة السلفية انضما إلى قرار إلغاء التظاهر لأنهم رأوا أنه يستهدف صيانة للأعراض والممتلكات وتغليبا للمصلحة الوطنية.
تستحق التقدير
ولم تقتصر الإشادة بالقرار على ممثلي التيارات الإسلامية، حيث وصفه الناشط السياسي وائل غنيم بأنه موقف وطني مسؤول حقنا للدماء وتجنبا للصدام، في حين عده النائب البرلماني السابق مصطفى النجار خطوة جيدة تستحق التقدير لأنها تستهدف منع فرص الصدام والتشاحن.
ووصف الإعلامي خالد صلاح تأجيل التظاهر بالقرار الإيجابي الذي ينزع فتيل فتنة كان يمكن أن تشتعل، وطالب بأن تكون مثل هذه القرارات هي ديدن القوى السياسية المختلفة من أجل إعلاء مصلحة مصر على الخلافات السياسية.
وتحدثت الجزيرة نت إلى الناشط السياسي جورج إسحق، فعبر عن تقديره لقرار تأجيل المليونية وقال إنه يصب باتجاه تجنب الاحتكاكات وتقليل حدة التوتر وحالة الاحتقان التي تعاني منها مصر في الفترة الحالية.
وأكد إسحق على ضرورة استمرار هذا النهج بحيث لا تنظم مظاهرات متزامنة للفريقين المختلفين وأن يستقل كل منهما بمكان وموعد مستقل للتعبير عن الرأي دون احتكاك.
ولم يفت إسحق أن يؤكد أن تقديره لموقف إلغاء التظاهرة لا يحول دون رفضه للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس وكان السبب من وجهة نظره في تصاعد حدة الخلاف فضلا عن الموقف من الجمعية التأسيسية للدستور.