اعتقالات بالضفة لقيادات من حماس والجهاد

حماس اطلقت مسيرات واسعة بالضفة الغربية تضامنا مع غزة-مسيرة حماس بنابلس- الجزيرة نت5
undefined
 
عاطف دغلس-نابلس

في أول ردة فعل لها بعد توقيع اتفاق التهدئة في قطاع غزة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية طالت نحو ستين فلسطينيا بينهم قيادات من مختلف الفصائل أبرزهم من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، كما اعتقلت عناصر من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وتركزت حملة الاعتقالات بمناطق مختلفة من الضفة، حيث طالت القيادي في حماس مصطفى الشنار والقيادي الآخر وائل حشاش من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس، كما اعتقلت عبد القاهر سرور من مدينة رام الله وهو مدير مكتب رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك.

وعرف من بين المعتقلين بمدينة نابلس عماد الجرف وأحمد أبو ذراع من مخيم بلاطة، والشابان شادي رياض عواد وأيسر عواد من قرية عورتا جنوب المدينة وهما من الجبهة الشعبية.

المتظاهرون بالضفة كانوا في تماس دائم خلال الأيام الماضية مع قوات الاحتلال(الجزيرة)
المتظاهرون بالضفة كانوا في تماس دائم خلال الأيام الماضية مع قوات الاحتلال(الجزيرة)

كما داهمت قوات الاحتلال بلدة عرابة إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين، واعتقلت ثلاث عناصر من الجهاد الإسلامي أبرزهم القيادي جعفر عز الدين وهو أسير محرر، وطارق قعدان ومحمد شيباني.

وبالإضافة إلى هؤلاء، اعتقلت قوات الاحتلال المواطنيْن الشابيْن فؤاد وجهاد عاصي ووالدهما خلال مداهمتها لقرية بيت لقيا قضاء رام الله، والشقيقان أسيران محرران وينتميان للجهاد الإسلامي.

ووصفت مصادر إعلامية حملة الاعتقالات بأنها كانت "واسعة وهمجية" حيث توغلت قوات الاحتلال في المدن والقرى الفلسطينية بعدد كبير من الآليات، وهاجمت منازل المعتقلين بقوة واقتحمتها بشكل مفاجئ.

 
طريقة عنيفة
وقالت أم منتصر (زوجة القيادي الشنار) إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال وقرابة الساعة الثالثة والنصف اقتحمت منزلها بمنطقة المعاجين غرب نابلس، وداهمت البناية التي تسكنها العائلة وقامت بخلع الباب الرئيسي للمنزل قبل أن تقوم باعتقال زوجها واقتياده مكبلا.

ووصفت أم منتصر طريقة الاعتقال هذه بأنها الأعنف من بين عمليات الاقتحام السابقة التي اعتقل بها زوجها، وقالت إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الحي بأكثر من ست آليات عسكرية بينها شاحنات اعتقال وناقلات جند، مضيفة أنهم اقتادوا زوجها وهو بملابس النوم "ورفضوا إعطاءه ملابس تقيه البرد القارس ونظارته الطبية".

كما أشارت إلى أن جنود الاحتلال أصروا على اقتياده حافي القدمين كذلك، وأنهم سمحوا فقط بأخذ جزء من أدويته الخاصة بمرض القلب وضيق بالتنفس.

وكان الشنار -وهو محاضر بجامعة النجاح بنابلس- اعتقل أربع مرات سابقة وقضى بموجبها نحو أربع سنوات، وجاءت عملية الإفراج الأخيرة بسبب تدهور حالته الصحية وإصابته بجلطة في القلب في سجن مجدو الإسرائيلي. 

منى منصور: الاعتقالات كانت متخبطة وشرسة(الجزيرة)
منى منصور: الاعتقالات كانت متخبطة وشرسة(الجزيرة)

فشل الاحتلال
من جانبها نفت منى منصور، النائب بالمجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح المحسوبة على حماس، أن تكون الاعتقالات طالت نوابا بالمجلس التشريعي كما أشيع بالبداية، وقالت إن الاعتقالات طالت قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي وعناصر من مختلف الفصائل.

وأكدت للجزيرة نت أن هذه الاعتقالات كانت متوقعة -على الصعيدين العناصر والقيادات ومن الطرفين: أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال- خاصة بعد المظاهرات الواسعة التي قامت بها الضفة الغربية تضامنا مع قطاع غزة الذي كان يتعرض لعدوان إسرائيلي، متوقعة أن تتسع الحملة.

وأضافت منى منصور أن هذه الاعتقالات كانت "متخبطة وشرسة" بالوقت نفسه، فهي أعادت اعتقال أناس كانت قد اعتقلتهم سابقا، ورأت أن هذا يدلل على فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه على قطاع غزة عبر الحرب الأخيرة التي شنها ضده والتي حملت أمس "عمود الغمام" كما أنه يحاول التغطية على جرائمه وعدم تمكنه من صد المقاومة.

وكانت قوات الاحتلال قد شنت حملات اعتقال متفرقة خلال المظاهرات التي انطلقت منذ اليوم الأول للعدوان على غزة منتصف الشهر الجاري، وطالت هذه الاعتقالات نحو مائة فلسطيني.

المصدر : الجزيرة