توتر سياسي يواكب الترشح لانتخابات الكويت

مجاميع-شبابية-تحمل-يافطات-تطالب-المواطنين-بمقاطعة-الانتخابات
undefined

عبد الله كابد-الكويت

وسط أجواء يشوبها التوتر وبعد اعتقالات لنواب ومواطنين فُتِحَ في الكويت لمدة عشرة أيام تنتهي في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري باب الترشح للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الأول من ديسمبر/كانون الأول.

وقد دعت قوى وكتل سياسية إلى مقاطعة الانتخابات بالإضافة إلى مقاطعة أكثر من 35 نائبا سابقا, ومقاطعة اجتماعية من قِبل مواطنين وأصحاب ديوانيات ومكونات اجتماعية عريضة, في مؤشر على رفض شعبي وصف بأنه غير مسبوق.

ولأول مرة تفتقد الإدارة العامة للانتخابات رموزا سياسية أمثال أحمد السعدون وخالد السلطان وعبد الله النيباري ورموزا سياسية أخرى, ليكون هذا هو حال انتخابات مجلس 2012 الثانية بعد الانتخابات التي عقدت في بداية العام والتي أبطلتها المحكمة الدستورية.

وفي هذه الأجواء شهدت الساحة المقابلة لإدارة الانتخابات مشادات كلامية بين مواطنين مؤيدين للمشاركة في الانتخابات وجموع شبابية تحمل لافتات تطالب بمقاطعتها.

حق مشروع
واعتبر وزير الإعلام الشيخ محمد عبد الله المبارك في تصريح  للجزيرة نت أن حملة المقاطعة التي دعت إليها قوى سياسية "حق مشروع لمن أراد أن يقاطع", مستدركا "وكذلك الحق لمن يريد أن يشارك وأنا لا أملك إلا أن أحترم رغبة الناخبين". وشدد المبارك على أن الحكومة لن تتراجع عما اتخذته من إجراءات حيال إجراء الانتخابات في وقتها المحدد.

وقد ناشد النائب الإسلامي المعارض محمد هايف أمير الكويت تدارك الأمر, قائلا إن "الكويت ساهمت بحل قضايا عالقة بين الدول فكيف بقضية داخلية تتعلق بالنظام الانتخابي تشعل فتيل أزمة بين الشعب والسلطة, وأن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه".

‪الإدارة العامة للانتخابات تستقبل المرشحين‬ الإدارة العامة للانتخابات تستقبل المرشحين
‪الإدارة العامة للانتخابات تستقبل المرشحين‬ الإدارة العامة للانتخابات تستقبل المرشحين

واعتبر هايف أن السير في هذا المسلك يولد خطورة في الموقف ويدفع بالطرفين إلى طريق تصعب العودة من بعده. وتوقع عدم إجراء الانتخابات القادمة بسبب مقاطعة الأغلبية.

وطالب هايف السلطة بإقامة حوار وطني "لأن ما يقع اليوم هو عبارة عن تراكمات ولدت هذا الانفجار, فيجب توحيد الصف بين أفراد الشعب".

وفي السياق نفسه يرى النائب المعارض من كتلة العمل الشعبي أحمد الشريعان أن الانتخابات القادمة ولدت ميتة "حيث إن السواد الأعظم من أفراد الشعب يرفض انتخابات بهذا الشكل".

وتساءل الشريعان عن الدوافع وراء تغيير النظام الانتخابي رغم حكم المحكمة الدستورية الذي اقتصر على تعديل النظام الانتخابي لمجلس الأمة, واعتبر أن الوضع يسير باتجاه مسدود "ما لم يقم الحكماء من أفراد الأسرة الحاكمة بتدارك الأمر".

ومن جانب آخر دعت النائبة السابقة والوزيرة معصومة المبارك المواطنين إلى المشاركة والقيام بدور إيجابي في الانتخابات وتمنت أن يختار الناخبون المرشحين الأكفاء.

وتوقع النائب السابق سعدون حماد ألا يقل عدد المرشحين عن الأعوام السابقة معتبرا أن فرص النجاح أصبحت متوفرة لمرشحين أكثر. وأضاف "لا يجب علينا كمواطنين أن نقف حجر عثرة أمام صلاحيات الأمير الدستورية".

وعن الاستعداد لإدارة الانتخابات, قال مساعد المدير العام للإدارة العامة للشؤون القانونية لشؤون الانتخابات علي مراد للجزيرة نت إن عملية التسجيل بدأت وستستمر عشرة أيام بما فيها أيام العطل, وذلك بعد نشر مرسوم الدعوة إلى الانتخابات في الجريدة الرسمية. وأشار إلى أن اليوم الأول شهد تسجيل 29 مرشحا من جميع الدوائر الخمس ومن كلا الجنسين.

المصدر : الجزيرة