الجزيرة نت في الجبهات الأمامية بحلب

الطالب الجامع محمد انتقل من الدراسة للقتال يتمركز باحد المواقع بحي بستان الباشا
undefined

محمد النجار-حلب

عاشت الجزيرة نت تجربة الاشتباكات العنيفة لمقاتلين من الثوار السوريين على نظام الرئيس بشار الأسد في منطقة بستان الباشا وأطراف حي الميدان في حلب.

التجربة بدأت بالتنسيق مع قائد كتيبة صقور الشهباء "أبو الطيب" في مقر كتيبته في أحد أحياء حلب والذي كانت مجموعته تتولى محاولة التقدم من حي بستان الباشا باتجاه فرع المداهمة التابع للأمن العسكري ومفرزة الأمن الجوي في أطراف حي الميدان.

وينحدر مقاتلو الكتيبة جميعهم من بلدة منغ شمال حلب، وهي إحدى البلدات التي هجرها سكانها نتيجة تهديمها من قبل قوات النظام عبر القصف المستمر نتيجة مجاورتها لواحد من أهم مطارات الشمال العسكرية، وهو مطار منغ.

اشترط أبو الطيب على الجزيرة نت الالتزام بالتعليمات كون الاشتباكات في المنطقة عنيفة وهناك قصف من الطيران ومن المدفعية وقذائف الهاون، إضافة للرصاص ووجود القناصة في المكان.

وأوضح أبو الطيب أن الهدف من العملية هو محاولة اقتحام فرع المداهمة ومفرزة المخابرات الجوية وهو ما سيؤدي لسيطرة المقاتلين على الحارات المجاورة لهذه الأماكن وتخليص أحياء الشعار وأحياء عدة من القصف المدفعي الذي يستهدفها يوميا، وفتح الطريق بين أحياء الشيخ مقصود والميدان وبستان الباشا.

الانتقال للخط الأمامي للاشتباك كان يحتاج للركض أحيانا والإبطاء والانتظار أحيانا أخرى، كان قائد الكتيبة وأفرادها يحملون خلاله قنابل مصنعة محليا وأسلحة من كل الأنواع من الرشاشات الروسية حتى قاذفات آر بي جي ومضادات الطيران وبنادق القناصة.

ولم يتمكن المقاتلون من نصب مضاد الطيران بسبب القصف العنيف، كما قالوا، بينما تمكنوا من توزيع باقي أسلحتهم في المباني والشوارع المجاورة لمكان الاقتحام لاسيما في مبنى يتخذونه حصنا لهم.

ووفق قائد كتيبة صقور الشهباء فإن عدد عناصر الجيش والأمن المتحصنين داخل هذه المقار يبلغ ما بين أربعمائة وخمسمائة، وهم محاصرون منذ أكثر من شهر ويجري الاشتباك معهم يوميا، وقال إن عملية المداهمة قد تستمر لساعات أو أيام لكنهم عازمون على المضي على تحقيق الهدف منها.

منجنيق طوّره المقاتلون لإلقاء القنابل على القوات النظامية (الجزيرة نت)
منجنيق طوّره المقاتلون لإلقاء القنابل على القوات النظامية (الجزيرة نت)

سلاح مطور
وبدأت العملية بنصب "المنجنيق" وهو سلاح طوّره المقاتلون كما شرحوا لنا، وهو أشبه بمقلاع طوله متران وعرضه نصف متر مثبت بوسطه مطاط وكاوشوك مقوى، يقوم المقاتلون بإلقاء قنابل مصنعة محليا من خلاله على التحصينات العسكرية لقوات النظام.

وأبلغنا "أبو سامح" وهو قائد ميداني أن الغاية من المنجنيق هي محاولة الوصول لنقاط أبعد في تدمير تحصينات الجيش النظامي في مشابهة لقاذف الهاون تقريبا.

كان صوت الانفجارات الذي تحدثه قنابل المنجنيق قويا جدا، وخلال إلقائها كان مقاتلون يحالون التقدم للأمام وسط إطلاق نار كثيف بالرشاش المتحرك.

قوات النظام ردت بسرعة عبر القناصة من جهة وعبر قذائف الهاون التي سقطت اثنتان منها على مجموعة كانت تحاول التقدم للأمام مما أدى لإصابة أربعة عناصر إضافة لمراسل الجزيرة نت الذي أصيب برجله قبل أن يتم نقلنا جميعا للمستشفى عبر حافلة خاصة كانت تشغل صافرة الإسعاف وسائقها يسير بسرعة جنونية بين الحواجز والشوارع التي يكسوها الدمار من كل جانب حتى الوصول لمستشفى دار الشفاء في حي الشعار القريب.

طلاب وتجار
أثناء التحضير للعملية لفت الأنظار أن مقاتلي الكتيبة جميعهم إما من الطلاب وإما من التجار وإما من أصحاب الأعمال الذين تركوا أعمالهم وانخرطوا في الثورة على النظام.

فقائد الكتيبة أبو الطيب وأحد أهم أركانها "أبو عبد الله" هما من تجار الأجهزة المنزلية ولديهم محال تجارية في دمشق وحلب، أما المقاتلون فكانوا شبابا تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما، وكان من ضمنهم شيخ يحفزهم ويذكرهم بـ"الأجر العظيم للجرحى والشهداء في سبيل الله".

الشاب محمد قال إن عمره 22 عاما وكان قد أنهى السنة الثالثة في المعهد العالي للعلوم الشرعية في تخصص الأدب العربي، وإنه أجبر على ترك الدراسة والانخراط في صفوف المقاتلين.

محمد قال للجزيرة نت وهو يحمل سلاحا أوتوماتيكيا على ظهره "تركت الدراسة بعد أن هاجرنا من بلدة منغ إلى إعزاز نتيجة تدميرها من قبل قوات النظام (..) الدراسة لم تعد مجدية مع القصف المتواصل والتدمير وانتهاك الأعراض من قبل النظام".

وعن كيفية التحاقه بالثوار، قال "تدربت على السلاح وإلقاء القنابل وقتال الشوارع في دورة لمدة أسبوع قبل أن أنخرط في صفوف المقاتلين منذ شهر ونصف الشهر وها أنا اليوم على الخطوط الأولى للجبهة".

المصدر : الجزيرة