مطار حماة العسكري يتحول لمركز تعذيب

تقرير يصف بشاعة التعذيب بسوريا

undefined

يروي ناشطون سوريون وسجناء سابقون شهادات تتهم نظام الأسد بتحويل مطار حماة العسكري إلى سجن "تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب والقتل" بحق آلاف المعتقلين الذين تكتظ بهم أبنية المطار الواسع منذ أشهر.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير إن مطار حماة العسكري "تحول إلى سجن ومعتقل لصالح جهاز المخابرات الجوية، أحد أقسى الفروع الأمنية وأكثرها بطشا وتنكيلا بالمعتقلين" مضيفا أن الآلاف من أبناء محافظة حماة، كبارا وصغارا، يحتجزون فيه ويتعرضون لأقسى أنواع التعذيب والقتل.

وأوضح المرصد الحقوقي في تقريره أن قوات النظام تقوم منذ بدء الثورة منتصف مارس/آذار 2011 "بحملات اعتقال محمومة تطال كل من كان محل شك وكل من كُتب به تقرير من الوشاة والمخبرين، من دون أن يتم التأكد حتى من صحة الوشاية".

ونتيجة لذلك، اكتظت السجون حتى الامتلاء، فبدأت السلطات بتحويل الكثير من المرافق العامة إلى سجون، مثل ملاعب كرة القدم والمدارس والمراكز الحكومية والعسكرية، ومنها مطار حماة العسكري، وفق تقرير المرصد.

قوات النظام قصفت العديد من أحياء حماة لتستعيد السيطرة (الجزيرة)
قوات النظام قصفت العديد من أحياء حماة لتستعيد السيطرة (الجزيرة)

سيطرة واعتقال
وبعد ستة أشهر تقريبا مع اندلاع الثورة وبدء الصدام المسلح بين الجيش النظامي والثوار، تمكنت القوات النظامية من السيطرة على مدينة حماة بعد أسابيع من الاشتباكات، وفرضت سلطتها على المدينة التي سبق أن تمردت قبل ثلاثين سنة بيد من حديد، وفق ناشطين.

وقال المتحدث باسم مجلس ثوار حماة أبو القاسم الحموي إن الجيش السوري الحر انسحب من المدينة بسبب عدم توازن القوى، فتحولت المدينة إلى نقطة عسكرية للنظام تنطلق من مطارها العسكري طائرات ميغ وسوخوي لقصف بقية المحافظات.

وأضاف "لكي يكرس النظام (الحاكم) سيطرته على المدينة ذات الأهمية الإستراتيجية، يقوم بعمليات اعتقال لا تعد ولا تحصى" مشيرا إلى أن النظام اعتقل الآلاف وقام بتعذيبهم.

وأشار أبو القاسم إلى وجود أكثر من مائة حاجز يوميا في حماة لتفتيش المدنيين، كما تقوم القوات النظامية بحملات دهم مفاجئة في الليل والنهار.

من أكثر المشاهد إيلاما اعتقال طفل من قرية الحولة بالـ13 حيث دخل المعتقل وثيابه تعتصر دما بعد أن قتل عمه أمام عينيه، وكان كثيرا ما يبكي ويحن إلى أمه

روايات الشهود
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد بنى تقريره على زهاء سبعمائة حالة تم توثيقها بالمعتقل، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المعتقلين "قضوا تحت التعذيب" وأن جثث بعضهم بقيت أياما بين المعتقلين قبل إخراجها.

ونقل التقرير عن سجين سابق أنه يتم تكديس السجناء بملاجىء الطائرات ليصل عددهم بالملجأ الواحد أحيانا إلى أكثر من خمسمائة، حيث يمكن أن تتخطى درجة الحرارة الخمسين درجة مئوية فصل الصيف، مما أدى إلى وفاة الكثيرين.

وذكر معتقلون آخرون أنهم تعرضوا لكافة أنواع التعذيب، من استخدام التيار الكهربائي، إلى الإيذاء الجنسي والتعرية والضرب، وسوء التغذية والإهانة اللفظية، فضلا عن ابتزاز ذويهم بالمال.

وقال أحدهم إنه أوقف من دون سبب على أحد حواجز المدينة، ثم اعتقل في زنزانة مساحتها 12 مترا مربعا "كان فيها 57 شخصا".

وذكر أنه تعرض للضرب المبرح وأحرقت قدماه بالجمر، كما مورس عليه تعذيب يطلق عليه "الشبْح" ويقضي بتعليقه من اليدين في السقف ساعات أو أياما.

وأضاف أن الزنزانة كانت تنبعث منها رائحة الدم والقيح والعرق، وأن أكثر المشاهد إيلاما كانت عندما رأى طفلا من قرية الحولة بالثالثة عشرة من عمره، دخل المعتقل وثيابه تعتصر دما، فقد قتل عمه أمام عينيه، وكان كثيرا ما يبكي ويحن إلى أمه.

المصدر : الفرنسية