دلالات تفتيش العراق لطائرة إيرانية

r/a military airplane takes off as iraqi police prepare to take over security at the main checkpoint leading to baghdad international airport september 9, 2005. iraq's government ordered its forces to reopen baghdad airport on friday after the british private security company which polices it closed the terminal to passengers in a bid to force ministers to pay unpaid bills. reuters/ceerwan aziz (رويترز)
undefined

الجزيرة نت- بغداد

انقسم برلمانيون وسياسيون عراقيون بين من يرى أن قيام السلطات العراقية بتفتيش طائرة إيرانية عبرت الأجواء العراقية باتجاه سوريا، جاء بعد ضغوط من الولايات المتحدة التي كان لديها معلومات "مؤكدة" حول ما تحمله هذه الطائرات، بينما رأى آخرون أن ذلك يثبت عدم تبعية الحكومة.

وكانت السلطات بالعراق قد أمرت للمرة الأولى طائرة شحن إيرانية كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران بالهبوط لتفتيشها بمطار بغداد, قبل أن تسمح لها بإكمال رحلتها وفق ما أفاد مسؤولون عراقيون.

وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ بتصريح صحفي إن السلطات سمحت لطائرة شحن إيرانية بالمرور عبر الأجواء العراقية إلى سوريا بعد إخضاعها للتفتيش بمطار بغداد الدولي، مؤكدا أن عملية التفتيش أظهرت خلو الطائرة من أي أسلحة.

من جهته أكد مصدر بالسفارة الإيرانية في بغداد أن السلطات العراقية أمرت طائرة نقل إيرانية بالهبوط في مطار بغداد الدولي، وقامت بتفتيشها بشكل دقيق.

أعضاء بالكونغرس اتهموا  بغداد بالسماح لإيران باستخدام الأجواء العراقية ممراً لعبور الأسلحة إلى النظام السوري، وطالبوا بقطع المساعدات الأميركية للعراق في حال لم يتوقف عن دعم النظام السوري

ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب حسن جهاد أمين للجزيرة نت "نرفض استخدام الأجواء العراقية لمرور الأسلحة إلى النظام السوري من قبل إيران" معتبرا أن النظام السوري باتت "أيامه معدودة".

احتلال سياسي
ويرى أمين أن الولايات المتحدة مازالت تحتل العراق سياسيا رغم خروج قواتها العسكرية، وتتحكم بالقرار العراقي، كما يرى أن من يقول إن الولايات المتحدة انهت احتلالها للعراق "واهم". ويضيف "الولايات المتحدة لديها من وسائل الضغط على الحكومة ما يجعلها تغير الكثير من قرارات بغداد".

من جهته يقول النائب عن التحالف الوطني علي شاكر شبر، للجزيرة نت، إن التدخل في الشأن السوري مرفوض سواء كان من قبل الحكومة العراقية أو إيران. ويرى أن تدخل ايران أو أي طرف في الأزمة السورية لا ينبع من مصلحة الشعب السوري "بل يأتي لتحقيق مصالح خاصة لهذا البلد أو ذاك".

ويشير شبر إلى أن إجبار الطائرة على الهبوط لم يكن في ضوء معلومات مؤكدة "بل استند إلى شكوك لدى الحكومة العراقية".

ويعتبر ذلك الإجراء رسالة واضحة من الحكومة العراقية إلى إيران والولايات المتحدة مؤداها أن بغداد قادرة على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وأن لها سيادة حقيقية على أراضيها، كي تنفي ما يقال عن خضوع الحكومة في بغداد لإرادة النظام الإيراني.

في مقابل ذلك, يرى عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب عن القائمة العراقة حامد المطلك أن الأميركان لا يتهمون الحكومة بالسماح للأسلحة الإيرانية بالعبور إلى سوريا اعتباطا، ويقول للجزيرة نت "إنهم يملكون معلومات مؤكدة، إلا أنهم يريدون الضغط على الحكومة لتتخذ إجراءات مشددة دون أن يفتعلوا أزمة معها".

ويرى المطلك أن الضغوط الأميركية على الحكومة العراقية لا تأتي من فراغ "حيث لديها من الوسائل الفنية والتكنولوجية ما يمكنها من معرفة ما يجري على الأرض وفي السماء".

ويطالب الحكومة بأن يكون لها موقف مؤيد للمعارضة السورية وتواصل معها، مضيفاً "الحكومة ترتكب خطأً إستراتيجياً إذا دعمت النظام السوري، لأن النظام زائل في نهاية الأمر".

يُذكر أن أعضاء بالكونغرس الأميركي وجهوا اتهامات إلى بغداد بالسماح لإيران باستخدام الأجواء العراقية ممراً لعبور الأسلحة إلى النظام السوري، وطالب هؤلاء الأعضاء بقطع المساعدات الأميركية للعراق في حال لم يتوقف عن دعم النظام السوري.

المصدر : الجزيرة