جدل بشأن الاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران

An undated handout picture released by Fars news agency , shows Newly appointed Iranian defence minister Ahmad Vahidi , in Tehran , Iran. The nomination of head the Iranian Defence Ministry spurred protests in Argentina, where Justice officials have accused him of having taken part in the 1984 bombing of the Jewish mutual association AMIA, which left 85 dead. Vahidi has allegedly bbeen a former commander of the Al Quds special group which had relation to the attack on the AMIA headquarters. EPA/FARS NEWS AGENCY/ HANDOUT EDITORIAL USE ONLY
undefined
الجزيرة نت-بغداد
 
ما زالت زيارة وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي لبغداد مثار جدل بين السياسيين في العراق. فبينما يرى البعض أن هذه الزيارة، وهي الأولى منذ عام 2003، جاءت بسبب تداعيات الأزمة السورية ولسعي إيران لإيجاد بديل عن سوريا حال سقوط النظام، اعتبر آخرون أنها تأتي في سياق التنسيق الإيراني الروسي لسحب بغداد إلى خانة الدول الداعمة للنظام السوري.
 
فيقول النائب عن التحالف الوطني علي شاكر شبر للجزيرة نت، إن "العلاقات بين العراق وإيران علاقات طيبة ومتطورة، وتأخذ مديات أوسع منذ عام 2003 ولحد الآن، ولأن المنطقة تمر بحالة قلقة وغير مستقرة فمن الضروري أن تكون هناك اتفاقيات أمنية، سواء مع إيران أو غيرها من دول الجوار".
 
ورأى أن العراق يقع وسط منطقة تعيش أجواء ساخنة ولا بد أن تكون هناك إجراءات تقلل من مخاطر وأضرار أي تداعيات في المنطقة، ومن بينها عقد اتفاقيات أمنية بين العراق ودول الجوار ومنها إيران، نافياً أن تكون هذه الزيارات بين العراق وإيران وروسيا هدفها سحب بغداد وضمها إلى حلف روسي إيراني سوري كما يعتقد البعض حسب قوله.

سيطرة إيران
لكن النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني يرى أن إيران ليست بحاجة إلى اتفاقية أمنية مع العراق، كونها مسيطرة على مفاصل كثيرة في الملف الأمني في العراق بحسب قوله.

ويضيف أن الاتفاقية الأمنية التي تسعى إيران لإبرامها مع العراق تتعلق بتخوفها من تداعيات الأزمة السورية وانهيار نظام بشار الأسد ولإيجاد ساحة أخرى تكون بديلاً عن سوريا، معتبرا أن زيارة وزير الدفاع الإيراني المفاجئة للعراق ترتبط بهذا الموضوع. وجاءت هذه الزيارة قبل سفر رئيس الوزراء نوري المالكي إلى روسيا.

وحذر العلواني من توقيع هذه الاتفاقية، معتبرا أنها تقود إلى تسليم البلد إلى إيران ويكون الملف الأمني بيدها كاملاً، مؤكدا أن أي اتفاقية توقعها الحكومة لا بد أن تعرض على البرلمان. وشدد العلواني على أن القائمة العراقية ستقف ضد توقيع اتفاقية مع بلد "نعتبره ما زال عدواً".

شواني قال إنه لم يرد أي شيء للتحالف الكردستاني عن اتفاقية أمنية بين البلدين (الجزيرة)
شواني قال إنه لم يرد أي شيء للتحالف الكردستاني عن اتفاقية أمنية بين البلدين (الجزيرة)

من جانبه يقول النائب عن التحالف الكردستاني خالد شواني إنه لم يرد أي شيء للحزب عن اتفاقية أمنية بين العراق وإيران، مضيفا أن من حق الحكومة أن توقع اتفاقيات أمنية مع أي دولة تجد أنها تخدم البلد، وأن هذه الاتفاقيات يتم عرضها على البرلمان لإقرارها لاحقا.

وأشار إلى أن المنطقة تعيش تداعيات الأزمة السورية التي تخشى دول المنطقة من السلبيات التي سترافق انهيار النظام السوري، وانتقال الأزمة الى دول مجاورة ومنها العراق.

خطر على المنطقة
ويرى المحلل السياسي أحمد الأبيض أن الاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران إذا كانت محدودة وتعتمد على تبادل المعلومات فقط بخصوص الحدود وقضايا أخرى فلا بأس منها.

ويقول في حديثه للجزيرة نت، إنه حال اتخذت الاتفاقية مدى أبعد من التنسيق الأمني مثل إجراء المناورات العسكرية والدفاع المشترك فإنها ستشكل خطراً كبيراً على أمن المنطقة كلها، لا سيما مع تداعيات الأزمة السورية.

يضيف الأبيض أن التدهور الأمني في العراق -وخصوصاً بعد رحيل القوات الأميركية- فتح المجال لإيران أن تدخل من هذا الباب، مؤكدا أن هذه الاتفاقية إذا ما وقعت فستكون لها تأثيرات كبيرة على العراق، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات العربية العراقية من جهة وعلاقة العراق بتركيا من جهة أخرى.

وأشار المحلل السياسي إلى أن زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى روسيا تعطي دلالات بأن موسكو وطهران تسعيان لسحب العراق إلى محور الدعم الروسي الإيراني لسوريا، وهذا ما يراه الكثير من المهتمين بالشأن العراقي والسوري.

المصدر : الجزيرة