عسكر متقاعدون بالأردن يؤسسون حزبا

العميد المتقاعد علي الحباشنة

الحباشنة أعلن أن الحزب سيتصدى لسياسة التجنيس والتوطين (الجزيرة-أرشيف)

محمد النجار- عمان

قالت قيادات باللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين بالأردن اليوم السبت إنها تعتزم تأسيس حزب سياسي جديد يتوقع مراقبون أن يكون منافسا حقيقيا لحزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين.

وسيكون الحزب أول معبر عن تيار المتقاعدين العسكريين وعن اللجنة التي تم الإعلان عنها قبل نحو عام ونصف العام، كشكل يعبر عن المتقاعدين العسكريين بعيدا عن الإطار الرسمي المنظم لهم والمتمثل بمؤسسة المتقاعدين العسكريين.

واستحضر مؤسسو الحزب في اجتماع عقدوه اليوم السبت "المؤتمر الوطني الأردني" الذي عقد في مقهى بوسط عمان عام 1928 حيث انعقد مؤتمر المتقاعدين لإعلان تأسيس الحزب في مقهى بعمان، تحدث فيه أبرز قياداتهم عن رؤيتهم للحزب.

"
أهداف الحزب تتلخص في المطالبة بالعودة إلى الدستور، وإجراء انتخابات تستند إلى قانون انتخاب يعتمد التوزيع السكاني الجغرافي لضمان حصص المحافظات، وتشكيل قاعدة واسعة للمشاركة في الحكومات البرلمانية المنتخبة بما يضمن تحصين حكم الهاشميين

وقال مؤسسو الحزب إن هدفهم الرئيسي هو إنشاء أكبر قاعدة حزبية للمتقاعدين، والتحول نحو العمل السياسي المنظم، بالارتكاز على الثوابت الوطنية الأردنية.

وفي كلمة له أعلن رئيس اللجنة علي الحباشنة أهداف الحزب التي تتلخص في المطالبة بالعودة إلى الدستور، وإجراء انتخابات تستند إلى قانون انتخاب يعتمد التوزيع السكاني الجغرافي لضمان حصص المحافظات، وتشكيل قاعدة واسعة للمشاركة في الحكومات البرلمانية المنتخبة بما يضمن تحصين حكم الهاشميين.

وتابع الحباشنة "نحن لسنا إقصائيين، كما أننا لن نكون انقلابيين، ولا بد من الحفاظ على حكم الهاشميين".

وأثارت بيانات اللجنة التي ينبثق الحزب عنها أسئلة الهوية الأردنية والتي أعاد الحباشنة إثارتها بكلمته التأسيسية وخاصة ما يتعلق بوضع الفلسطينيين بالأردن، مؤكدا "نحن لسنا عنصريين، بل حريصون على الحقوق الفلسطينية" واتهم من وصفهم بـ"المتآمرين" بخيانة الشعب الفلسطيني من خلال تجنيس الآلاف منه في الأردن.

وقال الحباشنة إن الحزب الوليد "سيتصدى لسياسة التجنيس والتوطين" داعيا الأردنيين إلى "التصدي لأية مخططات أميركية أو إسرائيلية لجعل الأردن وطنا بديلا" وأكد أن العدو الوحيد للأردن هو "العدو الصهيوني".

وأثار إعلان ولادة الحزب أسئلة طرحها محللون ومراقبون، وما إذا كان سينجح في حشد الكتلة الكبيرة من المتقاعدين العسكريين في الأردن والتي تقدر بأكثر من 150 ألفا.

كما طرح محللون أسئلة عن علاقة الحزب بالدولة خاصة وأن القائمين عليه معروفون بنقدهم اللاذع للسياسات الرسمية، التي وصلت حد انتقاد الملك والملكة، إضافة لنظرتهم للإسلاميين المتهمين بأنهم يمثلون القاعدة العريضة من الأردنيين من أصل فلسطيني، خاصة وأن هناك من نظر لحزب المتقاعدين على أنه سيشكل تمثيلا سياسيا للشرق أردنيين الذين زادت هواجسهم مؤخرا فيما يتعلق بأسئلة التوطين والهوية الأردنية.

"العمل الإسلامي" أكد حق أي تيار اجتماعي في تشكيل حزب سياسي (الجزيرة)

العمل الإسلامي
وبينما قال الحباشنة إن الحزب "لن يكون منافسا لأحد" رد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور على أسئلة الجزيرة نت بأن حق تشكيل أي تيار اجتماعي أو سياسي لحزب جديد مكفول في الدستور والقانون.

وحول ما يتردد عن توجس الإسلاميين من حزب المتقاعدين العسكريين، قال منصور "لا نتوجس من أي جهة ما دامت تعمل وفقا للقانون والتشريعات" وأكد أن "الشعب الأردني مثقف وعلى درجة كبيرة من الوعي والمسؤولية ومن حقه أن يختار بين رؤى سياسية متعددة".

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي ورئيس مركز المشرق العربي للدراسات جهاد المحيسن أن تيار المتقاعدين العسكريين اتخذ خطوة مهمة للأمام من خلال بلورة رؤاه السياسية والاجتماعية في حزب جديد.

وقال "من المهم والضروري أن يكون هناك حزب سياسي يعبر عن شريحة المتقاعدين العسكريين الكبيرة، وإذا استطاع هذا الحزب أن يكون له رؤية سياسية واضحة وتجيب عن أسئلة كبيرة فإنه سيكون منافسا قويا وخاصة للإسلاميين".

ولا يرى المحيسن أي معنى للمخاوف التي تبديها أطراف رسمية من تكتل "العسكر" في حزب سياسي، معتبرا أن التنظيم السياسي حق لهم وللمجتمع الذي يجب أن يختار بين رؤى وبرامج سياسية متعددة "مما سيوصلنا نحو الحكومات البرلمانية".

وعن المخاوف من أن يكون حزب المتقاعدين العسكريين ممثلا للكتلة الشرق أردنية في مواجهة الإسلاميين المتهمين بالتعبير عن الكتلة الفلسطينية، قال المحيسن "من يتحدث بهذه اللغة يريد تفتيت المجتمع".

وأضاف "ليس صحيحا أن الإسلاميين مع التوطين، فخطابهم واضح ضد التوطين وثوابت العلاقة الأردنية الفلسطينية، وكلا الحزبين الإسلاميين والمتقاعدين لديهم تناقض مع المشروع الصهيوني واتفاقهم على ضرورة تحرير فلسطين كأفضل طريق لمواجهة التوطين".

غير أن مراقبين يرون أن المجتمع الأردني سيواجه أسئلة مستقبلية ستكبر مع تعزز المخاوف من انقسامه على أسس إقليمية، رغم المراهنة على حالة الوعي الرافضة للبحث عن تناقضات في علاقة الأردنيين بالفلسطينيين.

المصدر : الجزيرة