مواقف متباينة من زيارة جعجع لكردستان

سمير جعجع في مؤتمر صحفي عقب انهيار مشاورات الحوار الوطني

سمير جعجع خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة بيروت (الجزيرة-أرشيف)
سمير جعجع خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة بيروت (الجزيرة-أرشيف)

علاء يوسف-بغداد

أثارت تصريحات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع -خلال زيارته لإقليم كردستان العراق قبل يومين- الكثير من ردود الفعل من قبل السياسيين العراقيين، حيث وصف جعجع -في مؤتمر صحفي عقده في أربيل- عمليات استهداف المواطنين المسيحيين في العراق بأنها "وصمة عار".

كما دعا جعجع الحكومة العراقية لتحمل مسؤولياتها بحمايتهم، معربا عن أمله في أن ينعم المسيحيون في وسط وجنوب العراق بنفس القدر من الأمن والحرية الذي يتمتع بها أقرانهم في كردستان.

وأضاف أن زيارته لإقليم كردستان تأتي في إطار الدور المؤثر للإقليم على الحكومة العراقية في بغداد، لكي تساعد هذه الأخيرة الحكومة اللبنانية في العديد من المجالات، خاصة وقف الاعتداءات من جانب سوريا.

وتأتي زيارة المسؤول اللبناني بعد أقل من شهر على زيارة النائب في البرلمان اللبناني وليد جنبلاط، وهو الأمر الذي يرى فيه مراقبون ارتباطا واضحا للزيارة بتطور الأوضاع في سوريا.

النوفلي: زيارة جعجع جاءت في ضوء ما يتعرض له مسيحيو العراق (الجزيرة نت-أرشيف) 
النوفلي: زيارة جعجع جاءت في ضوء ما يتعرض له مسيحيو العراق (الجزيرة نت-أرشيف) 

ردود الفعل
وفي أول رد فعل على تصريحات جعجع، أكد ياسين مجيد -القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي– أن المسيحيين العراقيين لا يشرفهم أن يتحدث باسمهم "رجل قاتل مثل سمير جعجع"، مشيراً إلى "تسببه في الكثير من المجازر من خلال شراكته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)".

وأشار مجيد -في تصريحات صحفية- إلى مجزرة "أهدن" التي راح ضحيتها نجل الرئيس اللبناني الأسبق سليمان فرنجية خلال الحرب الأهلية في لبنان التي اندلعت عام 1975، متهما جعجع بالوقوف وراءها.
 
وأكد رئيس الوقف المسيحي في العراق عبد الله النوفلي أن زيارة سمير جعجع ومطالبته بتوفير الحماية للمسيحيين "جاءت في ضوء ما يتعرض له المسيحيون في العراق".

وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن "آلافا من المسيحيين هاجروا إلى لبنان بسبب تعرضهم للقتل والتهديد، وهذا الوجود في لبنان يدفع بالتأكيد السياسيين المسيحيين اللبنانيين إلى متابعة أوضاع مسيحيّي العراق، ومنهم سمير جعجع".

 عثمان: من الطبيعي أن يستمر توطد العلاقات بين الأكراد واللبنانيين (الجزيرة نت-أرشيف) 
 عثمان: من الطبيعي أن يستمر توطد العلاقات بين الأكراد واللبنانيين (الجزيرة نت-أرشيف) 

علاقات وطيدة
ويرى عميد كلية العلوم السياسية في دهوك ناظم يونس عثمان أن العلاقات بين القادة الأكراد والسياسيين اللبنانيين "قديمة ومتجذرة".

ويضيف أن هذه العلاقات الطيبة تمتد إلى أكثر من أربعين سنة بين كل الفصائل والأحزاب، وخصوصا بين الراحليْن كمال جنبلاط وملا مصطفى البارزاني، مؤكدا أنه "من الطبيعي أن تستمر هذه العلاقات وتتوطد بين الأكراد واللبنانيين، لاسيما أن العراق ولبنان يتشابهان من حيث تعدد تكويناتهم الإثنية".

ويشير عثمان إلى أن تشكيل مجلس الحكم في العراق عام 2003 جاء وفق الطريقة اللبنانية التي تشرك كافة الأطياف في الحكم.

ويؤكد أن الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية -خصوصا في سوريا- تدفع قادة كردستان للبحث عن كافة السبل لحماية الأكراد هناك، ويُتوقع -حسب قوله- أن يكون هذا الموضوع أحد المحاور التي تناولتها المباحثات بين الجانبين.

وقد اعتذر رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان الدكتور فؤاد حسين عن الرد على سؤال للجزيرة نت بشأن النتائج المتوقعة من زيارة جعجع، وتحديدا مسألة التنسيق بين الطرفين بخصوص الملف السوري.
 
يذكر أن رئاسة إقليم كردستان تتابع وضع الأكراد في سوريا منذ بدأت الاحتجاجات قبل عشرة أشهر، وقام رئيس الإقليم مسعود البارزاني بلقاء رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون لحثه على إشراك أكراد سوريا ضمن المجلس في مواجهة النظام السوري.

المصدر : الجزيرة