الحروب من أسباب المجاعة بالصومال

r_A tank from the peacekeepers unit of the African Union Mission to Somalia (AMISOM) fires into Islamists insurgents' positions in Wardhiiglay district, south of capital Mogadishu July 29, 2011. REUTERS

الصومال بلد يغيب عنه الأمن والاستقرار ويشهد حربا أهلية منذ عشرين عاما (رويترز)

عندما يتحول حمل السلاح وتعلم كيفية استعماله إلى ثقافة اجتماعية ومفخرة لحامله، ويصل إلى حد أن يكون مأكل ومشرب من يعانون من مجاعة قاتلة يذهب ضحيتها المئات كي لا نقول الآلاف يوميا، فاعلم أنك في الصومال.

ولكن مجاعة هذا البلد الذي لا يحمل من الدولة إلا الاسم، جاءت نتيجة عوامل عدة -تداخل فيها المناخي والسياسي والاجتماعي- تكالبت على هذا البلد العربي الأفريقي لتقدمه على أنه مرتع للبؤس والفقر وغياب الأمن والحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عشرين عاما.

قديما، كان الصومال أحد أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم، حيث كان البحارة والتجار الصوماليون الموردين الأساسيين لكل من اللبان (المستكة) ونبات المر والتوابل التي كانت تعتبر من أغلى المنتجات بالنسبة للمصريين القدماء والفينيقيين والبابليين.

لكن سرعان ما انزلق هذا البلد -الذي لم يقع تحت وطأة الاستعمار وصد هجوم الإمبراطورية البريطانية- إلى أتون حرب أهلية بدأت بإطاحة نظام الرئيس محمد سياد بري على يد أمراء الحرب العشائريين، لتحتله الفوضى وتبدأ التدخلات الغربية، فمن أميركا عام 1992 إلى إثيوبيا عام 2006 قبل أن يتم انتخاب شريف شيخ أحمد رئيسا للصومال عام 2008.

وكان عشرون بلدا قد ناقشت في الأمم المتحدة مستقبل الصومال بعد تبني خطة لإخراجه من مأزقه السياسي، تدعو إلى إنهاء الحكومة الانتقالية التي بان عجزها عن إنهاض البلد وإخراجه من أزمته.

حركة الشباب متهمة بمنع وصول المساعدات إلى مستحقيها في جنوب البلاد (الفرنسية-أرشيف)
حركة الشباب متهمة بمنع وصول المساعدات إلى مستحقيها في جنوب البلاد (الفرنسية-أرشيف)

تجارة رائجة
حالة الفوضى هذه حوّلت البلد إلى مثال لعدم الاستقرار والفوضى وغياب الأمن، مما أدى إلى "ازدهار" تجارة الأمن حيث توجد مليشيات مسلحة تقدم خدماتها الأمنية مقابل أموال، فهذه التجارة راجت بعد تدفق الهيئات الإغاثية الإقليمية والدولية
-التي تحتاج إلى الحماية- لتقديم العون والمساعدة للاجئين.

هنا تظهر حركة الشباب المجاهدين التي تفرض سيطرتها على جنوب الصومال (المنكوب بالمجاعة) وتمنع المنظمات الإغاثية من التوجه إلى المدن التي تتعرض للجفاف، وتطلب أن تقوم هي بتوزيع هذه المساعدات.

كما بدأت الحركة -المتهمة من قبل جهات دولية بالمساهمة في المجاعة- في إعادة ما يربو على 12 ألف أسرة إلى مناطقهم التي فروا منها بسبب انتشار المجاعة.

وقال المسؤول بحركة الشباب الشيخ مهد أبو صفية "بدأ المجاهدون في مساعدة المشردين من جراء الجفاف لإرجاعهم إلى ديارهم، حيث سيتلقون المساعدة بإذن الله".

وأضاف أن أفراد تلك الأسر التي يتجاوز عدد أفرادها 50 ألفا "أعيدوا إلى ديارهم ومعهم ما يكفيهم من طعام لثلاثة أشهر".

وكان الجفاف وارتفاع أسعار الغذاء فضلا عن القتال في الصومال، وراء زيادة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في أنحاء القرن الأفريقي ليصل إلى أكثر من 13 مليون نسمة، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

المصدر : وكالات