حملة العودة للمدارس تفجر جدلا باليمن

مدرسة عذبان : ابتدائية إعدادية ثانوية وقد خلت من طلابها ومدرسيها أمس الثلاثاء بسبب المواجهات

مدرسة عذبان وقد خلت من طلابها ومدرسيها أمس الثلاثاء بسبب المواجهات (الجزيرة نت) 
مدرسة عذبان وقد خلت من طلابها ومدرسيها أمس الثلاثاء بسبب المواجهات (الجزيرة نت) 

إبراهيم القديمي-صنعاء

أطلقت وزارة التربية والتعليم باليمن الخميس الماضي "حملة العودة إلى المدرسة" بهدف زيادة عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس والحد من التسرب الدراسي خلال العام الجديد 2011/2012 من خلال رفع مستوى الوعي عند الآباء بقيمة التعليم.

وتهدف الحملة -التي شارك في تنظيمها منظمة يونيسيف ومشروع استجابة التابع للوكالة الأميركية ومنظمة حماية الطفولة- لاستقطاب ما يزيد عن ثمانمائة ألف طفل للالتحاق بالصف الأول الابتدائي في مختلف المدن والقرى.

كما تهدف الحملة إلى توزيع الخيام الدراسية والمستلزمات المدرسية لـ888 ألفا و750 طالبا وطالبة من النازحين في المخيمات وأماكن الإيواء في المناطق المتضررة من الصراع والفئات الأكثر فقرا ليتمكنوا من الالتحاق بالتعليم، فضلاً عن تدريب أكثر من أربعة آلاف معلم ومعلمة ليصبحوا قادرين على تقديم تعليم جيد.

رئيس منظمة سياج أحمد القرشي (الجزيرة نت) 
رئيس منظمة سياج أحمد القرشي (الجزيرة نت) 

دعاية سياسية
لكن عددا من منظمات المجتمع المدني الحقوقية المهتمة بالطفل عارضت انطلاق الحملة ودعوة الأطفال للمدارس في وقت تحول فيه الكثير من المدارس إلى ثكنات عسكرية تضج بالمسلحين والأسلحة.

وقال رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة أحمد القرشي إن أغلب المدن الرئيسية ذات الكثافة السكانية العالية تعتبر ساحات إعدام مفتوحة.

وأوضح القرشي في حديث للجزيرة نت "إن إطلاق النار بطريقة عشوائية ومستمرة في صنعاء وتعز وعدن وأبين سيعيق تنفيذ الحملة". واتهم وزارة التربية بتنفيذ أجندة سياسية لا علاقة لها بحقوق الطفل ولا بالتعليم لإظهار أن الدولة متماسكة.


ودعا الوزارة والمشاركين معها من المنظمات المحلية والدولية في تنفيذ الحملة إلى الجمع بين حقي التعليم والحياة للأطفال.

وأضاف "رصدنا أكثر من ثلاثين مدرسة تحولت إلى ثكنات عسكرية في زنجبار وصنعاء وتعز ويتم تبادل إطلاق النار فيها".

وقال القرشي إن المدارس تحولت إلى أماكن لتواجد الدبابات والمدرعات ومخازن للأسلحة ومتاريس للمقاتلين.

وبرأيه فإن هذا الأوضاع خطيرة على الأطفال ويتوجب على وزارة التربية تحديد المناطق الخطرة واتخاذ إجراءات إدارية مناسبة بإيقاف العملية التعليمية فيها حتى يتم تأمينها بشكل نهائي, أما المناطق الآمنة فلا باس أن تشملها الحملة، وفق تعبيره.

وقد سبقت حملة العودة للمدرسة حملة إعلامية شاملة في التلفزيون والإذاعة والصحف ومواد الدعاية بغية رفع الوعي لدى الآباء والأمهات في كل اليمن بأهمية التعليم، وتشجيعهم على إرسال أطفالهم إلى المدارس.

رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد (الجزيرة نت) 
رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد (الجزيرة نت) 

توقعات بالفشل
من جهته شكك رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد في نجاح الحملة بشكل كلي في ظل المواجهات العسكرية في المدن التي تجعل الأطفال عرضة للخطر.

وقال محمد للجزيرة نت "إن ذهاب الطلبة إلى مدارسهم يجب أن يتم في وضع آمن وليس استثنائيا كما هو حادث الآن, وهذا معناه الفشل المبكر للحملة بسبب انشغال بعض المدارس بالمسلحين".

وفضل رئيس مركز أبعاد بقاء التلاميذ في بيوتهم وعدم الذهاب حتى يستقر الوضع الأمني وهذا في تقديره آمن على حياتهم من الذهاب للمدارس.

وكانت العاصمة صنعاء قد شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والقوات المؤيدة للثورة, استخدمت فيها المدفعية والصواريخ وقذائف الهاون وشملت المواجهات أحياء مكتظة بالسكان, وهو ما يعرض الأطفال للخطر في حال ذهابهم إليها.

وقد خلت العديد من المدارس من طلابها ومدرسيها في الأحياء الواقعة بالقرب من ساحات المواجهات وتحديدا شوارع الدائري وهائل والرباط والزراعة والجامعة وعصر وبغداد والزبيري والجزائر ونواكشوط بسبب المواجهات التي دارت هناك.

دفاع
في مقابل ذلك دافع وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم محمد هادي طواف عن "حملة العودة إلى المدرسة" مؤكدا أن التقارير الواردة من المحافظات بشأن تنفيذها مطمئنة جدا.

ونفى طواف في حديث للجزيرة نت وجود أي إشكالات تعيق تنفيذ الحملة في عموم المدن والقرى باستثناء مدارس معدودة تقع في حي الحصبة ومديرية معين بالعاصمة صنعاء.

وعن مدارس عدن التي نزل بها نازحو أبين قال المسؤول الوزاري إن هناك ترتيبات عملية عاجلة لإخلاء تلك المدارس من النازحين.

وأشار إلى أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، موضحا أن وزارة التربية أعدت العدة لتنفيذ العام الدراسي على غرار الأعوام الدراسية السابقة.

المصدر : الجزيرة