36 موقعا عراقيا ملوثا بالإشعاع

التلوث الاشعاعي في العراق



علاء يوسف-بغداد

أثار إعلان وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية عن وجود 36 موقعا يضم ملوثات إشعاعية بما يعرف باليورانيوم المنضب في العراق، مخاوف لدى العراقيين رغم تخفيف الوزارة من تلك المخاوف بإشارتها إلى أن نسبة التلوث في تلك المناطق لا تشكل خطرا كبيرا.


من جانبه قال وكيل الوزارة فؤاد الموسوي إن عدد المواقع الملوثة إشعاعيا بمادة اليورانيوم المنضب وصل إلى 36 موقع خردة أسلحة ومخلفات للقوات الأميركية حسب آخر إحصائيات الوزارة، مشيرا إلى أن عددها كان 48 موقعا في العامين الماضيين. وأكد الموسوي في تصريحات صحفية أن 23 موقعا منها في محافظة البصرة، وثلاثة في بغداد، والأخرى موزعة في المحافظات.


كاظم: نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية ارتفعت بأكثر من الضعفين (الجزيرة)
كاظم: نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية ارتفعت بأكثر من الضعفين (الجزيرة)

وأوضح الموسوي أن الوزارة خاطبت وزارة المالية لتخصيص ميزانية لإزالة المواقع المتبقية، مبينا أن الفرق الفنية بالوزارة تحتاج إلى عام لإزالة هذه الموقع.


تزايد حالات الإصابة
أما مدير قسم الطب الإشعاعي في وزارة الصحة الدكتور شاكر كاظم فأكد للجزيرة نت أن موضوع التلوث الإشعاعي ومكافحته من مسؤولية وزارة البيئة، إلا أن وزارة الصحة تتولى معالجة الحالات السرطانية التي تحدث نتيجة هذا التلوث من خلال مستشفياتها المنتشرة في عموم العراق.

وأضاف كاظم أن نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية ارتفعت بأكثر من الضعفين عن تسعينيات القرن الماضي، إلا أنه لم يكشف عن أعداد الإصابات السنوية، واكتفى بالقول إن الكثير من المناطق في العراق ارتفعت فيها نسبة الإصابات.


سهام الشجيري: العراق يعومفوق بحيرة من المواقع الملوثة (الجزيرة)
سهام الشجيري: العراق يعومفوق بحيرة من المواقع الملوثة (الجزيرة)

وضع خطير
من جهتها أشارت الأكاديمية المختصة ببحوث التلوث الإشعاعي الدكتورة سهام الشجيري للجزيرة نت أن العراق يعاني منذ ثمانينيات القرن الماضي من التلوث الإشعاعي، وزاد هذا التلوث بعد عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية وخلال الغزو الأميركي عام 2003، وأضافت أن العراق يعوم حاليا فوق بحيرة من المواقع الملوثة باليورانيوم المنضب.


وتابعت أن مواقع التلوث أكبر بكثير من الرقم المعلن وهو 36 موقعا، وأشارت إلى أن هناك مواقع أخرى لم يعلن عنها ومواقع لا تستطيع السلطات العراقية المختصة الوصول إليها بسبب وقوعها في مناطق ساخنة أو على الحدود مع بعض دول الجوار.


وحذرت سهام الشجيري من خطورة الوضع بالعراق فيما يتعلق بالتلوث الإشعاعي، مشيرة إلى أن هناك مناطق كثيرة ينتشر فيها اليورانيوم المنضب، منها على سبيل المثال حي الانتصار في محافظة النجف التي ينتشر فيها مرض سرطان الثدي عند النساء بشكل كبير نتيجة المخلفات الأميركية، وكذلك حالات التشوه في المواليد بالفلوجة بسبب استخدام أسلحة محرمة دوليا خلال حرب الفلوجة عام 2004.


واتهمت سهام الحكومة العراقية والاحتلال الأميركي بعدم توفير معالجات لهذه المواقع الملوثة، مما يزيد من خطورة انتشارها، وقالت إن القوات الأميركية تتحمل مسؤولية أخلاقية في معالجة الأضرار التي تسببت بها منذ عام 1991 وحتى الآن.


زهرة البجاري: محافظة البصرة من أكثر المحافظات تعرضا للتلوث الإشعاعي (الجزيرة)
زهرة البجاري: محافظة البصرة من أكثر المحافظات تعرضا للتلوث الإشعاعي (الجزيرة)

التلوث في البصرة
من جهتها قالت عضوة مجلس محافظة البصرة زهرة البجاري للجزيرة نت إن البصرة من أكثر المحافظات تعرضا للتلوث الإشعاعي، حيث يوجد بها 23 موقعا ملوثا باليورانيوم المنضب، وأضافت أنه منذ عام 1980 وخلال الحرب العراقية الإيرانية تعرضت البصرة إلى أنواع مختلفة من الأسلحة التي خلفت تلوثا إشعاعيا، ومنذ عام 1991 وحتى الآن شهدت البصرة استخدام أسلحة ملوثة باليورانيوم المنضب، إضافة إلى مخلفات القوات الأميركية الملوثة إشعاعيا.


وعن إجراءات مجلس المحافظة للتخلص من المواقع الملوثة بالإشعاع تقول زهرة البجاري "يشكو مجلس المحافظة من قلة المبالغ المخصصة لمعالجة هذه المواقع وضعف جهد منظمات الأمم المتحدة المتخصصة في هذا المجال"، وطالبت الحكومة بضرورة زيادة التخصيصات المالية لمعالجة هذه المواقع، داعية المنظمات المتخصصة في معالجة التلوث البيئي والإشعاعي إلى تقديم خبراتها في هذا المجال.

يذكر أن المناطق الجنوبية في العراق تعرضت لاستخدام أسلحة مخضبة باليورانيوم المشبع خلال حربي 1991 و2003، إضافة إلى أن القوات الأميركية خلفت وراءها آليات ومعدات ملوثة إشعاعيا، مما أدى إلى تلوث مساحات كبيرة من المحافظات الجنوبية وخصوصا البصرة والناصرية.

المصدر : الجزيرة