بولنديون وعرب يبحثون الثورات

الدكتورة هالا مصطفى(يمين) والدكتور صلاح الزين خلال مؤتمر تضامن الأمم بغدانسك

هالا مصطفى (يمين) وصلاح الزين خلال مؤتمر تضامن الأمم بغدانسك (الجزيرة نت)

محمد العلي-غدانسك

انخرط ناشطون مصريون وتونسيون مع زعماء تاريخيين من حركة تضامن البولندية في مدينة غدانسك على بحر البلطيق أمس السبت في عملية استعراض لتجاربهم الثورية ودور الإعلام فيها سعيا لاكتشاف أوجه تشابهها وصولا إلى ما أسماه المنظمون "تضامن الأمم والديمقراطية".

حضر المؤتمر الذي تناول أيضا "حرية الإعلام في القرن الحادي والعشرين" رئيس البرلمان الأوروبي يرغي بوسيك ورئيس مجلس الشيوخ بوغدان باروشوفيتش، وهو من قادة تضامن التاريخيين عند تأسيسها عام 1980.

في مستهل أعمال المؤتمر، عُرض شريط وثائقي قصير عن جلسة مؤتمر تضامن الأول الذي انتخب خلاله ليخ فاليسا زعيما للنقابة عام 1981.

وتضمن الشريط كذلك استعراضا لبوادر تأسيس أول صحافة ووكالة أنباء مستقلة عن النظام بعد انخراط غالبية النخبة البولندية في دعمها، خلافا لإرادة حزب العمال البولندي الموحد الشيوعي، وهو الحاكم آنذاك.


المتحدثون في الجلسة الثانية في مؤتمر تضامن الأمم بغدانسك (الجزيرة نت)
المتحدثون في الجلسة الثانية في مؤتمر تضامن الأمم بغدانسك (الجزيرة نت)

مصير مشترك
وتليت خلال المؤتمر أيضا رسالة من زعيم حركة تضامن ليخ فاليسا قال فيها "علينا أن نساعد الشعوب التي تقاتل الدكتاتورية وتطلب الحرية.. لدينا قناعة بأن مصيرنا مشترك"، وحث على "تبادل الحوار والخبرات".

استعرض بوسيك، الذي كان أول رئيس لأول مؤتمر عقدته تضامن عام 1981 عندما كانت مجرد نقابة عمالية، انطباعاته عندما التقى الناشطين بالقاهرة وتونس في فبراير/شباط الماضي.

وقال "ذهبت إلى البلدين لخمسة أيام, تجولت بهدوء وقوبلت بالترحيب عندما ذكرت أنني من بولندا، وسألني الشباب كيف يمكن عقد مؤتمر من وجهة نظر مجتمع مدني".

وأضاف أن "الرسالة الموجهة من مؤتمر تضامن الأول ما زالت صالحة لتنقل إلى شعوب شمال أفريقيا".

أما رئيس مجلس الشيوخ باروشوفيتش فتوقع أن تنتقل الأحداث من تونس ومصر إلى باقي دول أفريقيا. وقال إن "على الدكتاتوريات أن تخاف. هذه التحولات أثرت على الأوروبيين والأميركيين وغيرت نظرتهم إلى العرب والحضارة الإسلامية".

ومضى قائلا "يمكن أن نجد أشياء مشتركة. ونحن نبحث عن قيم مشتركة بيننا مثل الحرية وحرية التعبير والتسامح مع الآخر".

المتحدثون من الجانب المصري كانوا من الشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير كعبد الله حلمي ومحمد دهشان إلى جانب الناشطة هالا مصطفى، في حين تحدث من الجانب التونسي رضا التليلي والناشطة الحقوقية أومازين خليفة والمدون سليم عمامو.

الناشط المصري عبد الله حلمي لفت إلى أهمية أن "يكون التعاون بين أوروبا والدول الثائرة قائما على قاعدة التكافؤ والمساواة"، داعيا إلى التركيز في المستقبل على التبادل العلمي والتعاون وفق قيم الاحترام المتبادل.

في حين قال محمد دهشان إن العملية الديمقراطية في بلاده ستأخذ وقتا طويلا وعبر عن اطمئنانه للنتائج، مشددا على أن "الدين لن يكون لديه تأثير سلبي" فيها.


فرقة الأخوة مراحبي التونسية في حفل أصوات الثورات بغدانسك (الجزيرة نت)
فرقة الأخوة مراحبي التونسية في حفل أصوات الثورات بغدانسك (الجزيرة نت)

صحافة مقصرة
في الجلسة الثانية التي تناولت الإعلام، أقر الصحفي ياروسلاف كورسكي بجريدة غازيتا فابروشا الواسعة الانتشار بتقصير صحافة بلاده في متابعة أحداث تونس ومصر.

وقال"أشعر بالخجل لكيفية معالجة الصحافة البولندية للأخبار الأولى للثورات حيث اقتصر حديثها عن السياح البولنديين الذين علقوا في البلدين".

من جانبه، استعرض الدكتور صلاح الزين أسباب نجاح تغطية الجزيرة لثورتي تونس ومصر وأرجعها إلى تعاملها الصحيح مع الثقافة والتاريخ العربي والإسلامي واستخدام المعايير المهنية العالمية ووضع الناس كمحور لتغطياتها، فضلا عن مساءلتها للنخب الحاكمة ودفعها ثمن تحديها للسلطات.

وقال إن "الصحافة قد تساعد، لكن الأساس هو الشباب الشجعان الذين نزلوا إلى الشوارع".

بعد انتهاء مداولات المؤتمر، انتقل المشاركون فيه لحضور حفل موسيقي نظم وسط غدانسك تحت عنوان "حفل أصوات الثورات" بمشاركة فرقة "كايرو كي" المصرية التي تأسست في ميدان التحرير وفرقة الأخوة مراحبي التونسية إلى جانب "كاريمسكي كلوب" البولندية.

المصدر : الجزيرة