معاناة أسر فلسطينية على أبواب العيد

محمد الحروب لم يتمكن من شراء ألعاب لأطفاله.

ضيق ذات اليد يزيد معاناة محمد الحروب وأولاده مع اقتراب العيد (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل       

تتعدد المحن التي تعيشها آلاف الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية وهي تختم شهر رمضان وتستقبل عيد الفطر، لكن المعاناة الأبرز ناتجة عن الاحتلال الذي شتت شمل آلاف الأسر بالقتل والاعتقال والملاحقة.

وإضافة إلى المعاناة الناتجة عن الاحتلال، تعيش أعداد كبيرة من الأسر حالة فقر شديد دون توفر مصادر دخل أو عمل لها، الأمر الذي ألقى بظلاله على استعداداتها للعيد، وفق ما أكده بعضهم للجزيرة نت.

شهداء ومعتقلون
لم تجتمع عائلة المواطن علي القواسمي (أبو حسن) من مدينة الخليل كاملة على مائدة الإفطار في رمضان، أو في الأعياد منذ نحو عشرين عاما، إذ لم يخل رمضان طوال هذه الفترة من معتقلين أو شهداء.

وتقول الحاجة أم حسن، والدة شهيدين قتلهما الاحتلال وسبعة أسرى في السجون الإسرائيلية وعاشر يدرس في الخارج، إن الاحتلال باغت العائلة قبل نحو أسبوعين ليعتقل خمسة من أبنائها، ويلحقهم بشقيقيهم الأسيرين إياد المحكوم بالسجن 13 عاما، ومحمود المحكوم بالسجن 20 عاما.

وإضافة إلى الأسرى السبعة، تقول هذه الوالدة إن اثنين من أبنائها استشهدا قبل سنوات، هما مراد أواخر نوفمبر/تشرين ثاني 2002، وأحمد أواخر ديسمبر/كانون أول 2000، ولم يبق لها إلا ابن واحد خارج السجن، لكنه خارج البلاد لإكمال دراسته الجامعية في ماليزيا.

أم حسن تستقبل العيد بغياب أبنائها العشرة (الجزيرة نت)
أم حسن تستقبل العيد بغياب أبنائها العشرة (الجزيرة نت)

وتضيف أم حسن أنها تمضي جزءا كبيرا من وقتها في الدعاء لأبنائها واحتساب مصيبتها عند الله، موضحة أنها لن تنتظر دخول أي من أبنائها عليها في العيد هذا العام، على أمل أن يحل العيد القادم وقد أفرج عنهم.

من جهتها تفتقد أم أحمد الرجوب في هذا العيد زوجها رزق الرجوب وابنها أحمد، موضحة أن الاعتقال غيّب زوجها عن الأسرة بشكل متقطع طوال خمسة عشر عاما، لكنه أضاف لمعاناتها هذا العام والعام الماضي ابنها أحمد، وخمسة من أقارب زوجها.

كما تفتقد عشرات الأسر الفلسطينية خلال العيد أبناءها المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية. فقد أكدت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية حصول أكثر من 75 حالة اعتقال سياسي، وقرابة 200 حالة استدعاء من قبل السلطة الفلسطينية منذ بداية شهر رمضان المبارك، موضحة أن إجمالي عدد المعتقلين السياسيين يزيد على 120 معتقلا، حسب ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام.

وطالب أهالي المعتقلين بالإفراج عن أبنائهم قبيل العيد حسبما تم الاتفاق عليه في وقت سابق بين الفصائل في القاهرة، حيث قضى الاتفاق بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين قبل عيد الفطر.

فقر شديد
بعيدا عن السياسة، تعيش أسر فلسطينية حالة فقر شديد لم يمكنها من الاستعداد للعيد، كما هي حال أسرة محمد الحروب، الذي لا يجد فرص عمل، ويعاني من التهاب غضروفي أسفل الظهر، ويعيل أسرة من عشرة أفراد.

ويقول الحروب إن الاستعداد للعيد لا يشغل كثيرا من وقته نظرا لعدم توفر الإمكانيات المادية، مضيفا أنه ممنوع من العمل داخل إسرائيل، وسبق أن اعتقل مدة شهرين بسبب محاولة البحث عن عمل دون تصريح، والآن لا يجد فرصة عمل مناسبة في الضفة الغربية.

ويوضح أن أسرته مكونة من عشرة أفراد غالبيتهم أطفال، مشيرا إلى وفاة زوجته الأولى وتحويل بعض أبنائه لجمعية رعاية الأيتام في بلدته، التي حملت عنه بعض عبء حياتهم ومعيشتهم.

ويشكو المواطن الفلسطيني، من تقصير الجهات الرسمية تجاهه، موضحا أنه تقدم بطلب للحصول على مساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية لكن طلبه قوبل بالرفض. وباستثناء بعض أهل الخير، يشكو الأب المريض من تقصير المجتمع تجاهه، ويقول إنه لم يتمكن من شراء ألعاب أو كسوة لأبنائه، ويعوّل على ما قد يصله من بعض الجمعيات الخيرية.

المصدر : الجزيرة