أطفال العراق عرضة للخطف والمتاجرة

أطفال من العراق

سُجلت حالات خطف أطفال عراقيين إلا أنه لم تتوفر إحصاءات رسمية بهذا الشأن (الجزيرة)

علاء يوسف-بغداد

تخشى عوائل عراقية كثيرة في بغداد ومحافظات أخرى أن يتعرض أطفالها للخطف من قبل عصابات مقابل فدى مالية, أو لغرض المتاجرة بهم. لكن السلطات هوّنت من شأن عمليات الخطف تلك التي ظهرت عقب الغزو الأميركي عام 2003.

ويتداول العراقيون باستمرار قصص الاختطاف التي تمس الأطفال والكبار، ويحرص كثيرون ممن تعرضوا لها على عدم وصولها إلى وسائل الإعلام والأمن انصياعا لأوامر الخاطفين.

وقبل سنوات وتحديدا عامي 2003 و2004، كانت غالبية عمليات الاختطاف تنتهي بعودة الطفل المختطف إلى عائلته بعد دفع فدية كبيرة للعصابة تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات.

غير أن المخاوف تعاظمت بعد شيوع اختطاف الأطفال والمتاجرة بهم، وزاد  من تلك المخاوف تسليط وسائل إعلام عالمية الضوء على القضية. فقد تحدثت تقارير عن بيع أطفال تخطفهم عصابات متخصصة في المتاجرة بالأطفال.

ولم تصدر وزارتا الداخلية والصحة أي إحصاء للأطفال الذين جرى خطفهم عام 2003, والذين اختفوا ولم يعودوا إلى عوائلهم، كما أنه لا توجد بالعراق منظمة واحدة مهتمة بقضية اختطاف الأطفال, والمتاجرة بهم.

اللواء ضياء الكناني
اللواء ضياء الكناني

نفي حكومي
بيد أن مدير عام مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية نفى بشدة علم الجهات الأمنية بمثل هذه الظاهرة.

وقال اللواء ضياء الكناني للجزيرة نت إنه لم يسجل لدى الوزارة حالات خطف أطفال واختفائهم نهائيا.

لكنه أقر في المقابل بحدوث حالات خطف أطفال لا يبلغ ذوو المخطوفين الأجهزة الأمنية بحدوثها خوفا على أطفالهم بسبب تهديد العصابات.

وفيما يتعلق بالاتجار بالأطفال, أوضح الكناني أن هناك عوائل تضطر لبيع أطفالها لحاجتها للمال, إلا أنه يشدد على أن مثل هذه الحوادث لا تسجل لدى دوائر الشرطة.

من جهته, ذكر المفتش العام لوزارة الصحة د. عادل محسن أن إجراءات كثيرة اتخذت لمنع سرقة الأطفال من المستشفيات. وقال للجزيرة نت إن إجراءات الوزارة ساهمت في الحد من ذلك, مؤكدا عدم تسجيل حادث من هذا النوع منذ ثلاث سنوات.

لجنة برلمانية
ودفع شيوع ظاهرة الاتجار بالأطفال البرلمان لتشكيل لجنة لمتابعة هذه القضية، وفق ما قال رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان سليم الجبوري.

سهير الزبيدي
سهير الزبيدي

وقال الجبوري للجزيرة نت إن اللجنة تتابع هذا الموضوع, وستقدم تقريرها إلى البرلمان قريبا.

وتعزو الناشطة بحقوق المرأة والطفل سهير الزبيدي السبب في انتشار هذه الظاهرة إلى العامل الاقتصادي.

وأضافت في حديث للجزيرة نت أن هناك عوائل تبيع أطفالها بسبب حاجتها إلى المال.

من جهتها, وصفت الناطقة باسم المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان العراقية ميسون بابان وضع الأطفال بالعراق بـ"الكارثي" مشيرة إلى ازدياد حالات المتاجرة بهم.

واتهمت بابان في تصريحات صحفية الجهات الحكومية بأنها لا تهتم بشريحة الأطفال, مضيفة أن لدى المنظمة تقارير صادرة عن منظمات دولية بشأن بيع أطفال بأسعار زهيدة لشبكات تتاجر بهم.

مسلسل عراقي
ويتناول مسلسل عراقي بعنوان "طيور فوق أشرعة الجحيم" يبث حاليا على إحدى الفضائيات العراقية قضية المتاجرة بالأطفال، ويسلط الضوء على عصابة من الرجال والنساء تتاجر بالأطفال بعد اختطافهم من أحياء سكنية فقيرة في بغداد وبعض المحافظات.

ويتكرر مشهد احتجاز مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين سبع وعشر سنوات في غرفة من الطين. ويتحدث أحد أبطال المسلسل عن بيع الأطفال إلى طبيب (أجنبي) ويقول إن الطبيب يتاجر بأعضاء الأطفال مقابل مبالغ طائلة.

ويكشف المسلسل عن اختطاف الأطفال الرضع من داخل المستشفيات بعد قليل من ولادتهم وبيعهم إلى عوائل ثرية.

المصدر : الجزيرة