إشادة الانتقالي بمنشقين تغضب الثوار

المستشار مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي ،والتعليق كالتالي : عبدالجليل أشاد بأسماء " سيئة " منشقة عن القذافي (الجزيرة نت).

عبد الجليل أشاد بأسماء منشقة عن القذافي (الجزيرة نت)

خالد المهير-بنغازي

نددت 12 جمعية حقوقية وسياسية في المناطق "المحررة" بخطاب رئيس المجلس الانتقالي الوطني مصطفى عبد الجليل الأربعاء الذي أشاد فيه بدور بعض رموز نظام العقيد معمر القذافي المنشقة لإصدار مذكرة قبض بحق الأخير ونجله سيف الإسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي.

وقالت إن الشعب الليبي يتعرض في هذه الأوقات "العصيبة" إلى ما وصفته  بـ"الابتزاز السياسي" من خلال تنظيم المؤتمرات الخارجية "المشبوهة" ومحاولة تلميع رموز النظام السابق الذين كانوا أدوات "قمعية" ضد الشعب.

وتأسفت في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه على خطاب عبد الجليل، مؤكدة أنه لا يرتقي إلى مستوى الحدث. واعتبرت أنه "كان من الأولى به الحديث عن أهداف الثورة المباركة".

أدوات القذافي
وطالبت الجمعيات الحقوقية الانتقالي بتحمل مسؤولياته تجاه حماية الثورة وأهدافها، وحذرت من مشروعات "خطيرة" تهدف للتهاون مع أدوات القذافي السابقة.

وقالت إن تصريحات عبد الجليل الأخيرة تثير علامات استفهام كبيرة من شأنها إضعاف الجبهة الداخلية، وتربك تطلعات الثوار والرأي العام وتوافقهم حول المجلس، داعيا الانتقالي إلى التحرك بسرعة لحسم التسريبات والشائعات عن علاقته برموز النظام، ومدى صحة اجتماعاته السرية في عواصم العالم.

ورحبت تلك الجمعيات بخدمات المنشقين، لكنها أكدت أن "عليهم الوقوف مسافة عن الثورة إلى حين حسم أمرهم فيما بعد، فالثورة حتى الآن دفعت 15 ألف شهيد".

وأكدت أن التوافق على المجلس مرتبط بمدى التزامه بأهداف الثورة واحترام دماء آلاف الليبيين، موضحا أن حدود جرائم رموز النظام لا تقف عند سفك الدماء أو النهب العام، بل هي جريمة "مركبة" استمرت طوال 42 عاما من انتهاكات الأعراض والقتل والتنكيل والدمار.

ورفض البيان انخراط المنشقين في رسم مستقبل ليبيا السياسي في مرحلة "ما بعد القذافي" مؤكدا أنهم لن يكونوا في الريادة والصدارة.

في ذات السياق تعهد الناطق الرسمي باسم ضحايا سجن "بوسليم" بمحاسبة "كل من تلطخت أيديه بدماء الضحايا الأبرياء" رافضا بشدة قبول المتورطين في أعمال القتل والاعتقالات.

وذكر محمد هميل للجزيرة نت أن من أشاد بهم رئيس الانتقالي قدموا مساهمة لا تغطي جرائمهم" مؤكدا أن دماء آلاف الليبيين ليست رخيصة، وقال "لكل حادث حديث".

أسماء سيئة
وحاولت الجزيرة نت الحصول على رد الانتقالي دون جدوى لكن مصدرا مسؤولا قال إنهم بصدد عقد اجتماع صباح السبت لدراسة ما جاء بالخطاب، واتخاذ الإجراءات اللازمة.

ولا يعتقد الناشط السياسي محمد موسى العبيدي بحديثه للجزيرة نت أن الإشادة لها ما يبررها، مؤكدا أن الشكر "ليس في محله أو توقيته" وناتج عن غياب الخبرة السياسية، خاصة وأن عبد الجليل اختار الإشادة باسماء "سيئة" في إشارة صريحة إلى أسماء وزير الخارجية موسى كوسا ومدير مكتب نجل القذافي سيف الإسلام المنشق فيصل الزواوي ومسؤول اللجان الثورية في بنغازي ناصر الحسوني.

عتاب شديد
ولم يتوقع عضو تجمع "شباب ليبيا" وليد ماضي خطاب عبد الجليل "الصادم" بهذا الشكل، مشيرا إلى أنه كان يود تناول الموضوع في سياق أهداف الثورة.

وسجل عتابا شديدا لرئيس الانتقالي، موضحا أن خطابه محبط ولا يرتقي إلى مستوى الحدث، وفي هذه المرحلة "الخطيرة والحساسة" من عمر الثورة، مرجحا انفصال عبد الجليل عن واقع وروح ثورة 17 فبراير.  

ولوح ماضي في حديث للجزيرة نت بالتصعيد ضد الكلمة، وقال "إذا كان السيد عبد الجليل لا يفهم أن الثورة قامت من أجل القضاء على القذافي ونظامه ورموزه وأدواته، فهو يحتاج إلى معرفة الثورة من جديد".

وقال إن مشاركة هؤلاء بالمشهد الليبي لا يملكها رئيس المجلس أو غيره، مؤكدا أنهم شركاء في قمع الشعب على مدى الأربعة عقود الماضية، ودعا لمعرفة الفروقات بين العفو والتسامح وما بين المشاركة بالريادة وقيادة الثورة.

وأوضح ماضي أن الشعب يملك الصفح وغض الطرف عن جرائم بعض الرموز إذا كان يرى ذلك، ولكن لن يسمح لهم بالصدارة فهم خبراء في القمع والاستبداد ليس إلا، مؤكدا أن أفكارهم على مدى 42 عاما لم تنشق عنهم.                 

المصدر : الجزيرة