صوماليون يواجهون خطر الموت جوعا

 

عبد الرحمن سهل-كيسمايو

يواجه آلاف الصوماليين خطر المجاعة بسبب موجة الجفاف التي ضربت ولايات البلاد المختلفة، جراء ندرة هطول الأمطار لموسمين متتابعين، مما أدى إلى نضوب المحاصيل الزراعية، ونفوق المواشي.

وتعتمد غالبية الأسر الصومالية في حياتها اليومية على الماشية، والمحاصيل الزراعية وهو ما يفاقم الأوضاع الإنسانية وسط تلك الأسر البائسة جراء فقدانها مصادر أرزاقها الضرورية.

وتستقبل المدن الرئيسية كالعاصمة مقديشو، وكيسمايو، وبيدوا مئات النازحين بصفة مستمرة.

وتجسد قصة حبيبة إسحاق مأساة تلك الأسر. فهي أم لخمسة أطفال، استسلمت للقدر فاتخذت من العراء مكانا يؤويها هي وأطفالها فباتوا فريسة سهلة للجوع، والأمراض، وفق روايتها للجزيرة نت.

حبيبة مع أطفالها قصة تجسد المعاناة (الجزيرة)
حبيبة مع أطفالها قصة تجسد المعاناة (الجزيرة)

وتروي حبيبة معاناتها بالقول "وصلنا إلى مدينة كيسمايو قادمين من بلدة ديسنور (بولاية باي جنوب غرب الصومال) وكان عدونا الوحيد في الطريق هو الجوع".

غير أنها تحمد الله أن نجَّاهم من كارثة الجفاف التي قالت إنها أهلكت الحرث والنسل.

وتضيف حبيبة بصوت متقطع "أنا لا أقدر على القيام، ولا المشي، إلا بمساعدة زوجي من فرط الجوع، نحن بحاجة ملحة إلى طعام، ودواء، ومأوى".

استغاثة
وكذلك يقول جمال عبده غيدي "ظروفنا سيئة للغاية، وأغلب الأسر في مخيم (قوبي جبرتي) بكيسمايو نزحت من بلدتي دينسور، وراحولي بولاية باي جنوب غرب الصومال". وقال إن أموالهم ومحاصيلهم الزراعية، ومواشيهم كلها قد نفدت بسبب القحط، مما اضطرهم هم وأطفالهم إلى النزوح إلى كيسمايو لإنقاذ حياتهم.

وأطلق جمال صرخة استغاثة إلى هيئات الإغاثة الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي قائلا "أدركونا قبل فوات الأوان، أطفالنا يموتون جوعا، وبالأمراض، لا ماء، ولا دواء، ولا طعام".

في الصومال آلاف الأسر تشردت، والقاسم المشترك بينها هو مآسي الأطفال الذين يتضورون جوعا، والمفارقة أنهم جاؤوا من بيئة يفترض أنها غنية بمواردها المتنوعة، غير أن عدم الاستقرار الأمني في البلد، وعدم جدية المجتمع الدولي في إنهاء المشكلة يطيلان أمد معاناة هؤلاء المغلوبين على أمرهم.


undefinedمساعدات محدودة
وذكر الشيخ عبد الرحيم مودي والي ولاية كيسمايو الإسلامية بالإنابة للجزيرة نت أنهم استقبلوا ألف شخص خلال وقت وجيز جاؤوا من مناطق عدة إلى ولايته.

وقال إنهم في الولاية حكومة وأهالي قدموا لهؤلاء النازحين مساعدات غذائية وإسعافات طبية أولية.

ووصف عبد الرحيم وضع النازحين من الجفاف بأنه كارثة، غير أنه استدرك قائلا إن فرصة بقائهم على قيد الحياة انتعشت بعد وصولهم إلى كيسمايو.

وأضاف أن إدارة الولاية الإسلامية في كيسمايو تتولى تجهيز الطعام، والإشراف على توزيعه على النازحين في مخيم "قوبي جبرتي" مشيرا إلى أن هذا المشروع الخيري انطلق بجهود ذاتية محلية وسط غياب تام للجهات الخارجية.

وأعلن الشيخ عبد الرحيم عن ترحيبه بالهيئات الإنسانية لتقديم العون للنازحين شريطة عملها تحت إشراف الولاية الإسلامية، والتزامها بالضوابط المحددة لها.

وقال عبد الرحيم "نطلب كل من يقرأ، ويطلع على كلامنا هذا أن يساهم في تخفيف المعاناة عن هؤلاء النازحين".

وتستمر موجة النزوح الجماعية من جنوب الصومال نحو مخيمات اللاجئين في كينيا وفق رواية المواطن محمد عبد الناصر المقيم في بلدة طوبلي الحدودية.

يقول عبد الناصر إن النازحين يعبرون يوميًّا بلدته الحدودية نحو كينيا بصورة جماعية هربًا من القحط، والحروب المستمرة في البلد.

المصدر : الجزيرة