ألمانيا تتخوف من "مناسبات فيسبوك"

تظاهرة شبابية ببرلين ضد الرقابة علي النت


تظاهرة شبابية ببرلين ضد الرقابة على الإنترنت (الجزيرة نت-أرشيف) 

خالد شمت-برلين


تبدي السلطات الأمنية الألمانية قلقا من ظاهرة انتشار استخدام موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في تعميم دعوات لحفلات شخصية تتحول إلى تجمعات جماهيرية فوضوية تخرج عن نطاق السيطرة، وتنتهي بمواجهات مع الشرطة وحدوث إصابات بدنية واعتقالات وإتلاف لممتلكات عامة وخاصة.


وطالبت حكومة المستشارة أنجيلا ميركيل إدارة شبكة التواصل الاجتماعي بتحسين إجراءات حماية وتوعية مستخدميها بعد تحول حفلات لأعياد ميلاد وجهت الدعوة إليها في الأسابيع الماضية عبر الموقع المذكور في مدن ألمانية مختلفة إلى تجمعات فوضوية حاشدة خرجت عن سيطرة الشرطة.


واتهم وزيرا شؤون المستهلك إلزا أيغنر والداخلية هانز بيتر فريدريش شبكات التواصل الاجتماعي لاسيما فيسبوك بعدم تحمل مسؤولياتها تجاه القاصرين الذين يمثلون الشريحة الكبرى من مستخدميها.


ولهذا طالبت الوزيرة أيغنر في مقابلة مع صحيفة دير تاجستسايتونغ موقع فيسبوك بتعديل قواعد استخدامه وتحسين حماية الخصوصيات، وتقديم إيضاحات كافية للأطفال والشبيبة عن الأخطار القائمة عند استخدامهم للشبكة.


دعت الشابة "تيسا" على موقع فيسبوك لحفل عيد ميلادها السادس عشر، وذكرت تفاصيل الاحتفال أمام منزل والديها، ونسيت وضع علامة "خاص" على الدعوة، مما أدى لحضور 1600 شخص للمشاركة في المناسبة

بداية بهامبورغ
واستغربت أيغنر سهولة تحويل مناسبة مسجلة في فيسبوك إلى فعالية مفتوحة للعالم، وأوضحت أن سهوا بسيطا من مستخدم فيسبوك عن علامة الخصوصية كفيل بتحويل حفل شخصي إلى تجمع جماهيري فوضوي مثلما جرى بعدة مدن ألمانية في الأيام الماضية.


وأخذ الجدل الألماني حول حظر حفلات "أعياد ميلاد فيسبوك" منحى تصاعديا بعد إصابة واعتقال العشرات إثر مصادمات جرت بحفل لعيد ميلاد شابة بإحدى ضواحي مدينة هامبورغ بشمال البلاد.


ودعت الشابة "تيسا" على موقع فيسبوك لحفل عيد ميلادها السادس عشر، وذكرت تفاصيل الاحتفال أمام منزل والديها، ونسيت وضع علامة "خاص" على الدعوة، مما أدى لحضور 1600 شخص للمشاركة في المناسبة.

وبدأ هذا الأحتفال هادئا وانتهى بمصادمات واسعة مع الشرطة بعد إشعال الشبان المخمورين النار في صناديق القمامة وتحطيمهم للسيارات وإتلافهم للممتلكات في الشارع.

وفي هامبورغ أيضا دعا مجهولون عبر موقع فيسبوك إلى حفل جماهيري "للسكر حتى الإغماء" للاحتجاج على حظر شرب الخمور بوسائل المواصلات.

وسجل 16 ألف شخص أنفسهم للمشاركة في هذا الحفل قبل أن تقوم الشرطة بحظره، كما تدخلت الشرطة في ولايات شمال الراين وبادن فورتمبرغ وبافاريا لفض حفلات عدة حفلات عشوائية تمت الدعوة إليها من خلال شبكة فيسبوك.


دعوات للحظر
ودفع انتشار هذا النوع من الحفلات وزراء داخلية عدة ولايات ألمانية للمطالبة بإلغائها، ومن هؤلاء وزير داخلية سكسونيا السفلي أوفه شوينمان الذي طالب "بمنع أي حفل يتعرض فيه رجال الشرطة والأمن للخطر، وإذا جرى هذا الحفل فعلى الأجهزة الأمنية التدخل لفضه".

وأيد وزير داخلية شمال الراين رالف ييغر حظر أي حفلة توجه الدعوة لها في فيسبوك إذا ظهر فيها علامات خطر.


بدوره عبر وزير داخلية برلين إيرهارت كورتينغ عن انزعاجه مما تخلفه حفلات فيسبوك من انفلات أمني وإصابات وخسائر مادية، ودعا الولايات الألمانية للاتفاق على إجراءات لمواجهتها.


في المقابل اعتبر رئيس لجنة الداخلية بالبرلمان الألماني فولفغانغ بوسباخ أن تحول احتفالات توجه الدعوة لها من خلال فيسبوك إلى اضطرابات "لا يعطي مبررا قانونيا لإلغائها".


المظاهرات المعارضة للرقابة الإلكنرونية عمت عددا من المدن الألمانية (الجزيرة نت-أرشيف) 
المظاهرات المعارضة للرقابة الإلكنرونية عمت عددا من المدن الألمانية (الجزيرة نت-أرشيف) 

أهداف سياسية 
وفي قراءته لهذه التطورات، قال سباستيان نيرتس رئيس حزب القراصنة المدافع عن حرية مطلقة على الإنترنت إن الجدل حول حظر حفلات فيسبوك من جانب آخر له أهداف سياسية.

وتخوف -في حديث للجزيرة نت- من كون هذا الجدل مقدمة لتغليظ قانون التجمع والتظاهر متهما السياسيين المطالبين بحظر الدعوة لفعاليات شبابية على فيسبوك بالجهل بمزايا شبكات التواصل وأخطارها علي الناشئة.


من جانبها توقعت مديرة معهد المسؤولية الإعلامية زابينا شيفر ألا تحظى الدعوة لمنع حفلات فيسبوك بتأييد مجتمعي مماثل لتأييد واسع نالته الدعوة لحظر مواقع الاستغلال الجنسي للأطفال على الإنترنت.

وأضافت الباحثة الإعلامية "أن الاحتجاجات الأسبوعية الواسعة المتواصلة منذ شهور بمدينة شتوتغارت ضد مشروع لهدم محطة القطارات التاريخية تم تنظيمها عبر فيسبوك الذي انفرد بعرض أفلام فيديو تظهر عنف الشرطة مع المتظاهرين".


وذكرت -في حديث للجزيرة نت- أن لديها انطباعا عن تخوف السياسة الرسمية بشدة من النمو الكبير لمجموعات فيسبوك الشبابية المعارضة، مثل "الديمقراطية الآن" وحركات السلام ومناهضة العولمة.

المصدر : الجزيرة