إسرائيل تقمع وترحل المتضامنين

متضامنون أجانب شاركوا في مسيرات إحياء فتوى لاهاي على حاجز قلنديا

متضامنون أجانب شاركوا في مسيرات ذكرى قرار لاهاي على حاجز قلنديا (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات سلمية ظهر أمس السبت شارك فيها نحو 200 فلسطيني وعدد من المتضامنين الدوليين الذين تمكن بعضهم من الوصول إلى الضفة الغربية رغم ترحيل واحتجاز العشرات منهم في مطار اللد منذ الجمعة، في حين يتم التحضير لترحيل 118 آخرين في غضون اليومين المقبلين.

وهاجم الجنود الإسرائيليون المسيرة التي ضمت نشطاء "المقاومة الشعبية ضد جدار الفصل العنصري" وعددا محدودا من المتضامنين الأجانب على حاجز قلنديا العسكري بين مدينتي رام الله والقدس، في حين اجتازت مجموعة من النشطاء الجدار في موقع قريب من الحاجز وأشعلت النار في حقل قريب.

وجاء ذلك تزامنا مع انطلاق أسبوع التضامن مع الشعب الفلسطيني وإحياء الذكرى السابعة لصدور قرار محكمة لاهاي الدولية في يوليو/تموز 2004 القاضي بعدم شرعية جدار الفصل على الأراضي الفلسطينية.

الفلسطينيون أحيوا ذكرى قرار لاهاي مطالبين بإزالة الجدار (الجزيرة نت)
الفلسطينيون أحيوا ذكرى قرار لاهاي مطالبين بإزالة الجدار (الجزيرة نت)

وفي قريتي النبي صالح ودير نظام شمال غرب رام الله، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بعد أن قمع الجيش الإسرائيلي مسيرات مناهضة لجدار الفصل العنصري شارك فيها نحو 20 متضامنا وصلوا فلسطين الجمعة.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي للجزيرة نت إن نحو 120 متضامنا أجنبيا من دول ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وصلوا الأراضي المحتلة بطرق مختلفة، وبعضهم تمكن من تجاوز الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في مطار اللد.

ووصف البرغوثي منع المتضامنين الدوليين من دخول فلسطين بأنه حرب إسرائيلية جديدة على الشعب الفلسطيني من خلال محاولة ضرب حركة التضامن الدولي ابتداءً من تعطيل وصول "أسطول الحرية 2" ووصولا إلى منع مئات من المتضامنين الأجانب من دخول فلسطين.

دعوة للزيارة
وفي حديث للجزيرة نت، دعت سيلفي كرو -التي وصلت قبل فترة من أيرلندا- المتضامنين الذين منعوا من دخول فلسطين لإعادة المحاولة مرات أخرى لإثبات حقهم في التضامن مع الشعب الفلسطيني.

كرو (يمين) غطت رأسها ولبست نظارات سوداء لتتجنب الاعتقال (الجزيرة نت)
كرو (يمين) غطت رأسها ولبست نظارات سوداء لتتجنب الاعتقال (الجزيرة نت)

وقالت كرو إن أية رسالة عن أوضاع الشعب الفلسطيني سيكون من الصعب نقلها للخارج نظرا لصعوبة ظروف الفلسطينيين وما يتعرضون له بسبب الحواجز والقمع الإسرائيلي، مضيفة أن الصورة الوحيدة التي تصل إلى المواطن الغربي تحمل وجهة النظر الإسرائيلية غالبا.

وشاركت كرو في المسيرة على حاجز قلنديا بعد أن وضعت نظارات سوداء ووشاحا يخفي رأسها ووجها مخافة ترحيلها أو احتجازها من قبل السلطات الإسرائيلية، كما قالت.

وقال الناشط الأميركي مايكل بيرج لوكالة رويترز إنه تمكن من الدخول لأنه لم يذكر صراحة أنه سيذهب للضفة الغربية عند وصوله على متن طائرة من الولايات المتحدة لا يشتبه في أنها تحمل نشطاء.

وقال في إشارة إلى القدوم جوا "من المهم للغاية أن الناس فعلوا هذا وأظهروا أن دولة إسرائيل لا تسمح للناس بالمرور من مطارها والسفر علانية للضفة الغربية، وأن الأمر لا يتعلق فقط بأن إسرائيل تسيطر على كل الحدود المؤدية إلى الضفة الغربية جوا وبرا".


جمعة: إسرائيل لا يمكن أن تبقى خارجة عن القانون مدى الحياة (الجزيرة نت)
جمعة: إسرائيل لا يمكن أن تبقى خارجة عن القانون مدى الحياة (الجزيرة نت)

لجوء للقضاء
من ناحيته، قال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة جمال جمعة إن إسرائيل لا يمكن أن تبقى خارجة عن القانون مدى الحياة، وطالب المجتمع الدولي بتطبيق قرار محكمة لاهاي القاضي بعدم شرعية الجدار، وضرورة إزالته وتعويض المتضررين منه.

وقال جمعة للجزيرة نت إن الاعتداء الذي تعرض له المتضامنون بمنعهم من دخول فلسطين أو ترحيلهم هو خرق للقانون الدولي وشرائع حقوق الإنسان في حرية التضامن مع الشعوب المظلومة وفي المناطق التي يريدونها.

وأوضح أن عددا قليلا جدا من المتضامنين تمكن من دخول مناطق الضفة قياسا إلى نحو 700 متضامن دولي سجلوا في رحلات للسفر إلى فلسطين لكنهم منعوا أو جرى احتجازهم وترحيلهم من مطار اللد.

واتهم جمعة إسرائيل بابتزاز شركات الطيران الأوروبية وحكوماتها لمنع سفر المتضامنين الأجانب كما جرى في فرنسا الجمعة، مؤكدا أن لجان منظمات حقوق الإنسان والمتضامنين سيقومون بمقاضاة شركات الطيران وحكوماتهم لمنعهم من السفر.

ومن المقرر أن يشارك المتضامنون الذين وصلوا الضفة الغربية في أسبوع وطني لإحياء ذكرى قرار لاهاي يتضمن استصلاح أراضٍ زراعية مهددة بالمصادرة ومسيرات مناهضة لجدار الفصل العنصري في القدس ورام الله وبيت لحم والأغوار.

المصدر : الجزيرة + وكالات