حجب أربع صفحات فيسبوك بتونس

ياسر أبو هلالة

هذه  المرة الأولى التي تحجب فيها الوكالة صفحات على فيسبوك منذ أطاحت ثورة 14  يناير ببن علي (الجزيرة-أرشيف)

استاء نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك من حجب السلطات التونسية في مايو/أيار أربع صفحات شخصية على فيسبوك بأمر من محكمة عسكرية نددت بإساءة أصحاب هذه الصفحات إلى "المؤسسة العسكرية وقياداتها".

وحجبت "الوكالة التونسية للإنترنت" (حكومية) –في أول حجب بعد الإطاحة بالرئيس- صفحة الناشط اليساري المعارض جلال بن بريك (شقيق الكاتب الصحفي توفيق بن بريك، المعارض البارز لنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي) وثلاث صفحات أخرى تحمل أسماء "وجيه بدر الدين" و"يوسف بتريوت" و"تكريز".

ووصف مصدر عسكري قرار المحكمة العسكرية حجب هذه الصفحات بأنه  إجراء "قانوني تماما", وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية إن الفقرة الأولى من الفصل 91 من مجلة المرافعات والعقوبات العسكرية الصادرة سنة 1957 تجيز ملاحقة أصحاب هذه الصفحات قانونيا.

وصف مصدر عسكري قرار المحكمة العسكرية حجب هذه الصفحات بأنه إجراء "قانوني تماما" وقال إن الفقرة الأولى من الفصل 91 من مجلة المرافعات والعقوبات العسكرية الصادرة سنة 1957 تجيز ملاحقة أصحاب هذه الصفحات قانونيا

ويقضي هذا الفصل بتسليط عقوبة السجن لفترات تتراوح بين 3 أشهر و3 سنوات على "كل شخص عسكري أو مدني تعمد بالقول أو الحركات أو بواسطة الكتابة أو الرسوم أو الصور أو الأفلام، تحقير العلم أو تحقير الجيش ومس كرامته وسمعته أو معنوياته".

"أو يقوم بما من شأنه أن يضعف في الجيش روح النظام العسكري والطاعة للرؤساء أو الاحترام الواجب لهم، أو انتقاد أعمال القيادة العامة أو المسؤولين عن أعمال الجيش بصورة تمس كرامتهم".

وطلبت منظمة "مراسلون بلا حدود في بيان أصدرته في 10مايو/أيار من السلطات تبرير حجب صفحة على فيسبوك وإبراز الأساس القانوني لمثل هذا الإجراء العائد إلى قرار عسكري.

وعودة الحجب كانت من الأسباب التي من أجلها استقال المدون وناشط الإنترنت التونسي الشهير سليم عمامو (33 عاما) من منصب "وزير دولة مكلف بالشباب" (في الحكومة المؤقتة) الذي شكلت بعد الإطاحة ببن علي.

وكان عمامو اعتقل قبل أيام من سقوط نظام بن علي على خلفية نشاطه المناهض لحجب السلطات مواقع الإنترنت.

وأشادت أميركا بالثورة التونسية لأنها كانت بحسبها أول ثورة في التاريخ الحديث يستخدم فيها شعب وسائط معلوماتية لإسقاط نظام "استبدادي ودكتاتوري".

وحسب موقع "social bakers" الذي ينشر إحصائيات حول عدد مستعملي فيسبوك عبر العالم، تجاوز عدد مستخدمي هذه الشبكة في تونس 5.5 ملايين شخص من سكان البلاد التي تعد أكثر من 10 ملايين نسمة.

تجاوز عدد مستخدمي هذه الشبكة في تونس 5.5 ملايين شخص من سكان البلاد التي تعد أكثر من 10 ملايين نسمة

وحذرت وزارة الدفاع التونسية الشهر الماضي  من "تعمد بعض المواطنين إحداث صفحات خاصة بهم على شبكة الإنترنت قصد الإساءة إلى المؤسسة العسكرية وقياداتها من خلال نشر مشاهد فيديو وتداول تعاليق ومقالات مغرضة ترمي إلى زعزعة ثقة المواطن في الجيش الوطني وبث البلبلة والفوضى بالبلاد".

وأرجع مراقبون حجب صفحات فيسبوك إلى ما عدوه نيلا من الجنرال رشيد عمار قائد أركان الجيوش الثلاثة (البر والبحر والجو) وعدد من رموز الحكم في تونس.

ونشرت الصفحات المذكورة مقاطع فيديو وصور كاريكاتير ونصوصا اتهم أصحابها عمار والحكومة المؤقتة بالعمالة للخارج وبالالتفاف على الثورة والتواطؤ مع بقايا نظام بن علي وحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (الحزب الحاكم في عهد الرئيس المخلوع).

 وتضمنت بعض مقاطع الفيديو سبابا وشتائم وهتكا لأعراض هؤلاء, وقد نشر موقع "تكريز" صورة مفبركة بدا فيها الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع عاريا تماما.

المصدر : الألمانية