الموت يغيب أشهر محتج بريطاني

براين لدى مقابلة خاصة مع الجزيرة نت منذ سنوات

براين لدى مقابلة خاصة مع الجزيرة نت منذ سنوات (الجزيرة نت)

                                                       مدين ديرية-لندن

بعد عشر سنوات أمضاها في خيمة نصبها أمام مبنى البرلمان البريطاني احتجاجا على مشاركة بلاده في الحرب على العراق وأفغانستان، توفي أمس ناشط السلام البريطاني براين هاو في ألمانيا التي قصدها للعلاج من مرض السرطان.

وقالت عائلة هاو "مع الأسف العميق نعلن أن والدنا بريان هاو وافته المنية وهو نائم بعد معركة طويلة مع السرطان". وتوافد نشطاء السلام من كل أرجاء بريطانيا على خيمة هاو (62 عاما) وأشعلوا الشموع ووضعوا الزهور على كرسيه الذي أضحى فارغا.

 
وأصبح هاو وجها مألوفا للنواب وبطلا لدعاة الحقوق المدنية ومناهضي الحرب، كما أصبحت خيمته الصغيرة ومجموعة من صور ضحايا الحرب،
وشعارات مثل "قتلة الأطفال" مزارا للنشطاء والسائحين الذين يمرون أمام ساعة بيغ بن الشهيرة، الذين كانوا حريصين على التقاط الصور التذكارية لهاو وخيمته.

البداية

عجوز يضع الزهور مكان جلوس براين أمام خيمته (الجزيرة نت)
عجوز يضع الزهور مكان جلوس براين أمام خيمته (الجزيرة نت)

وبدأ هاو الاعتصام المفتوح أمام البرلمان منذ عشر سنوات كرد فعل على العقويات الاقتصادية والغارات الجوية الأميركية والبريطانية على العراق.

وفشلت محاولات قانونية متتالية لإزالة خيمته الاحتجاجية ونقله منها، غير أن المحكمة العليا قالت إن ذلك سيكون انتهاكا لحقوقه الإنسانية.

وفي العام 2002 ، حاول مجلس بلدية وستمنستر بلندن مقاضاة هاو عن التسبب في عرقلة الطريق، ولكن طرحت القضية وقضت المحكمة بأن لافتات المخيم لم تعرقل العامة.

وناضل هاو وأتباعه ضد كل المحاولات القانونية لإزالة المخيم من ساحة البرلمان، رغم أنه كان محدودا في الساعات التي يمكن أن تستخدم مكبرات الصوت لمهاجمة سياسات الحكومة.

كما اعتقل هاو العام الماضي عندما نفذت الشرطة مداهمات أمنية في المنطقة قبل خطاب الملكة، وبقي يواجه معارك قانونية وتدخلات من الشرطة في محاولة لطردة وإزالة صور أطفال العراق المروعة من أشهر معلم سياحي في العاصمة البريطانية.

 

رحلة

براين مع الوزير والنائب السابق توني بين في إحدى المظاهرات ضد الحرب على العراق (الجزيرة نت)
براين مع الوزير والنائب السابق توني بين في إحدى المظاهرات ضد الحرب على العراق (الجزيرة نت)

وأمضى هاو حياته مناضلا حيث سافر إلى أيرلندا الشمالية أثناء الاضطرابات هناك كما ذهب إلى كمبوديا، وارتبط ارتباطا قويا بالقضية الفلسطينية وأصبح أحد المدافعين عنها.

وترك هاو أسرته المكونة من سبعة أفراد وقرر التفرع لحملات تضامنية مع معاناة عائلات أخرى في مناطق الحروب.

وقال في حديث سابق للجزيرة نت" إنني سوف أموت في هذه الخيمة حيث فعلت كل ما بوسعي لإنقاذ أطفال العراق وأفغانستان وفلسطين الذين يموتون بفعل سياسات حكومتي".

 

وقالت الأمينة العامة لـ"تحالف أوقفوا الحرب" ليندسي جيرمن للجزيرة نت "إن براين كان رجل مبدأ وشجاعا، وهو الذي قام بكل شيء حتى تبقى مسألة السلام حية في أعين الناس حيث كانت خيمته خارج مبنى البرلمان تذكيرا دائما للحروب في أفغانستان والعراق والآن في ليبيا".

 

وألقت جيرمن باللوم على نواب البرلمان الذين دعموا بشكل متكرر هذه الحروب بغض النظر عن العواقب، مشيرة إلى أنه تحد لهم والقوانين التي صدرت والعناصر التي ساعدت على هذه الحرب، حيث إن وفاة "هاو" المفاجئة تضع علامة لمضاعفة الجهود لوضع حد لهذه الحروب.

 

وعلمت الجزيرة نت أن هناك محادثات تجري الآن بين عائلة براين ونشطاء لترتيبات عملية الدفن. وقالت مصادر مقربة من العائلة إنه لا يعرف بعد ما إذا كان سيدفن في بريطانيا أو في ألمانيا.

 

ويبحث نشطاء السلام الإجرءات القانونية لإبقاء خيمة براين هاو أمام البرلمان قائمة ما دامت الحرب في العراق وأفغانستان وفلسطين مستمرة. 

المصدر : الجزيرة