الحوار الإستراتيجي الصيني الأميركي

US-China-Hu-diplomacy-trade,ADVANCER by Andrew Beatty

تبدأ في واشنطن اليوم الاثنين جولة جديدة من الحوار الإستراتيجي الصيني الأميركي يتوقع أن تتناول قضايا حساسة منها المسائل الأمنية، ومستقبل العلاقات الثنائية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، وتسليم السلطة في الصين لقيادة جديدة.
 
وبحسب ورقة تحليلية لمعهد ستراتفور الأميركي فإن هذا الاجتماع يكتسي أهمية استثنائية تتصل بالظروف الدولية والأوضاع الداخلية في كلا البلدين بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.
 
ويضيف المعهد أن الاجتماع الذي ستترأسه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ورئيس مجلس الدولة الصيني داي بينغوو سيتطرق إلى مسار أمني جديد في العلاقات الإستراتيجية بين البلدين استنادا إلى المقترح الذي تقدم به وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لدى زيارته بكين مطلع العام الجاري.
 
قضايا أمنية
وتكشف ورقة ستراتفور نقلا عن مصادر أميركية مطلعة أن الاجتماع سيتناول قضايا أمنية إستراتيجية لم يتم التطرق لها سابقا بسبب توتر العلاقات في بعض المراحل وانعدام الثقة بين الطرفين.
 
ومن المواضيع الأمنية الحساسة التي سيتم بحثها الردع النووي ونزع التسلح، والأسلحة الإستراتيجية مثل الصواريخ والتطور النوعي للقوات المسلحة الصينية وتطوير قدراتها البحرية.
 
وزير الدفاع الأميركي غيتس خلال زيارته للصين مطلع العام الجاري (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي غيتس خلال زيارته للصين مطلع العام الجاري (رويترز)

ويلفت المعهد الانتباه إلى أن المسائل المتعلقة بالتسلح الصيني كانت ولا تزال أمرا حساسا بالنسبة لبكين لحرصها البالغ على عدم التطرق في أي محادثات خارجية إلى تطوير قدراتها العسكرية وهو الأمر الذي كان محط انتقادات واسعة تحديدا من الغرب على خلفية اتهام بكين بعدم الشفافية وسعيها لتوسيع دائرة نفوذها الإقليمي على نحو يهدد بالاستقرار الأمني وينعكس سلبا على الساحة الدولية.

 
ويشير خبراء متخصصون في معهد ستراتفور إلى أن واشنطن تسعى لوضع النقاط على الحروف في علاقاتها مع بكين لعدة اعتبارات أساسية أولها حصر التطور الصيني العسكري في إطار النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
 
مطبات خطيرة
بيد أنه وفي الوقت نفسه، تلفت ورقة ستراتفور إلى نقاط في غاية الأهمية تشكل في حد ذاتها مطبا خطيرا للحوار الإستراتيجي بين واشنطن وبكين وأهمها الدعم الأميركي العسكري لتايوان التي تعتبرها الصين جزءا من سيادتها الوطنية.
 
وما يعزز هذه الاحتمالات أن الصين -بينما كانت تستقبل وزير الدفاع الأميركي في يناير/كانون الثاني الماضي- أطلقت طائرة جديدة لا يكشفها الرادار في طلعة تجريبية الأمر الذي أعطى انطباعا بأن القيادة العسكرية الصينية ليست في موقف واحد مع القيادة السياسية بخصوص العلاقات الأميركية.
 
وهناك نقطة إضافية ستطرح على جدول أعمال الحوار الإستراتيجي وهي إعلان بكين قبل فترة وصولها إلى القدرة العملياتية الأولية للصواريخ البالستية المضادة للسفن، وقيامها بإعادة ترميم حاملة طائرات سوفياتية سابقة للعمل في قواتها البحرية لأغراض التدريب.
 
وعلى الرغم من تأكيد تقرير ستراتفور أن هذه القدرات المتطورة للجيش الصيني لا تشكل خطرا وشيكا على مصالح الولايات المتحدة فإنها في الوقت نفسه تبرز التطور التكنولوجي المتسارع للصين على الصعيد العسكري وعلى نحو يدل على أن الفجوة الإستراتيجية النوعية على صعيد ميزان القوى لم تعد كبيرة.
المصدر : الجزيرة