ميركل تخذل الرئيس عباس

German Chancellor Angela Merkel (R) and Palestinian Premier Mahmud Abbas address a joint press conference at the chancellery on May 5, 2011 in Berlin.

عباس وميركل في المؤتمر الصحفي المشترك (الفرنسية)


خالد شمت-برلين
جددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -خلال لقائها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في برلين الخميس- رفض بلادها الاعتراف بدولة مستقلة يعلنها الفلسطينيون من جانب واحد.
 
واعتبرت ميركل -في مؤتمر صحفي عقدته مع عباس بدائرة المستشارية الألمانية- أن الإعلان الأحادي عن دولة فلسطينية من دون اعتراف إسرائيل بها لن يكون مفيدا ولن يساعد بحل الصراع القائم في الشرق الأوسط.
 
كما عبرت المستشارة الألمانية عن تحفظها على اتفاق المصالحة الذي وقع قبل يومين في القاهرة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية(حماس)، وأوضحت أن أهم ما تنتظره من الجانب الفلسطيني هو "الاعتراف الواضح بإسرائيل والتخلي عن العنف والاستعداد لبدء التفاوض".
 
وفي معرض رده علي ما قالته ميركل أبدى رئيس السلطة الفلسطينية استعداده للتفاوض بشأن توقيت إعلان الدولة الفلسطينية، وأوضح أن اتفاق المصالحة بين حركة فتح التي يترأسها وحركة حماس، لا يعني تغيرا في سعي الفلسطينيين إلى سلام دائم يقوم على خيار الدولتين.
 
توجه أوروبي
وفي تصريح للجزيرة نت أوضح الملحق الثقافي الفلسطيني في برلين عبد الله حجازي أن مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية مثل المحور الرئيسي لمباحثات عباس في برلين المقررة قبل أسابيع من اتفاق المصالحة الأخير في القاهرة.
 

عباس خلال لقائه وزير الخارجية الألمانية غيدو فسترفيله (الفرنسية)
عباس خلال لقائه وزير الخارجية الألمانية غيدو فسترفيله (الفرنسية)

وقلل حجازي من أهمية رفض المستشارة ميركل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكشف عن وجود توجه أوروبي لطرح مسألة الاعتراف على القمة القادمة للإتحاد الأوروبي، وعلى الاجتماع المقبل لقمة الدول الثماني الصناعية الكبرى.

 
وأوضح الدبلوماسي الفلسطيني أن أكثر من 110 دول اعترفت حتى الآن بالدولة الفلسطينية منها خمس دول أوروبية هي بولندا والمجر وبلغاريا والتشيك ورومانيا.
 
وأشار إلى وجود رغبة فلسطينية في السعي للحصول من مجلس الأمن الدولي في سبتمبر/أيلول القادم، على اعتراف بالدولة المعلنة، أو الحصول على هذا الاعتراف بالتصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
 
وبشأن العودة للمفاوضات مع إسرائيل قال حجازي إن السلطة الفلسطينية تشترط لهذا "وجود ضمانات دولية بخروج هذه المفاوضات بنتائج، وأن تكون مرجعية أي مفاوضات جديدة هي الورقة البريطانية التي وقعت عليها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا ودعوا فيها لإيقاف الاستيطان بالأراضي الفلسطينية".
 
مواقف متناقضة
ومن جانبه اعتبر الصحفي العربي المقيم في برلين أحمد عفاني أن رفض المستشارة الألمانية الاعتراف بدولة فلسطينية لا يرتبط باتفاق المصالحة الفلسطيني الأخير بقدر ما يمثل رسالة استباقية لمحاولات السلطة الفلسطينية حشد الدعم لإعلان الدولة المستقلة.
 
واستغرب عفاني تقديم برلين الدعم لإقامة مؤسسات للدولة الفلسطينية، ورفضها في الوقت نفسه الاعتراف بهذه الدولة ما لم تعترف بها إسرائيل، لافتا إلى أن موقف المستشارة ميركل خالف توقعات كثيرة راهنت على حدوث تغيير بسياستها تجاه الفلسطينيين بعد الكشف عن مكالمة عاصفة دارات بينها وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوعقب تصويت ألمانيا بمجلس الأمن في فبراير/شباط الماضي على قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي.
 
وخلص عفاني إلى أن مواقف برلين الحالية من كل ما يجري في الشرق الأوسط تتسم بحالة من الضبابية غير مسبوقة، واعتبر أن حدوث تحول جذري في الموقف الألماني والأوروبي تجاه القضية الفلسطينية يتوقف على وجود توجه عربي موحد يدعم اتفاق المصالحة ويعترف بالدولة الفلسطينية ويتبنى كسر حصار غزة وإعادة إعمارها.

المصدر : الجزيرة