القاعدة بعد بن لادن

عرض لفصول من حياة بن لادن ومواقفه

بن لادن (يسار) وإلى جانبه أيمن الظواهري في شريط مصور بثته الجزيرة سابقا


عوض الرجوب-الخليل
توقع محللون مختصون في شؤون الحركات الإسلامية أن يتولى أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، قيادة التنظيم بعد رحيل أسامة بن لادن في عملية عسكرية أميركية قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد.
 
ورغم توقع فريق من المحللين استمرار تنظيم القاعدة في السير على نفس النهج الذي خطه أسامة بن لادن، رأى فريق آخر أن التنظيم سيتراجع ويضمحل، أو يتجه نحو الاعتلال بفعل الإنجازات التي حققتها الثورات العربية.
 
القاعدة فكرة
توقع المحلل السياسي والمحاضر بجامعة بيرزيت الدكتور إياد البرغوثي استمرار تنظيم القاعدة على نفس النهج الذي سار عليه مؤسسه أسامة بن لادن، معربا عن اعتقاده بأن أيمن الظواهري هو الخليفة المحتمل لزعامة التنظيم.
 
 البرغوثي: أيمن الظواهري هو الخليفة المحتمل لزعامة التنظيم (الجزيرة نت)
 البرغوثي: أيمن الظواهري هو الخليفة المحتمل لزعامة التنظيم (الجزيرة نت)

وأوضح أن معظم الأدبيات التي تتحدث عن القاعدة لا تتحدث عن تنظيم متماسك، بل عن فكرة تتجسد في عدة مجموعات في مختلف بلدان العالم، كل على حدة وبطريقته الخاصة، مستبعدا أن تكون هذه التنظيمات مرتبطة بالمركز، الذي كان بن لادن مسؤولا عنه.

 
ومن جهته يرى الخبير المختص بشؤون الحركات الإسلامية الدكتور وليد المدلل أن الأفكار التي وضعها بن لادن فيما يتعلق بالعلاقة مع الغرب ستستمر.
 
الزعيم السري
ومع إشارته إلى وجود أسماء تاريخية ارتبطت بمسيرة القاعدة كأيمن الظواهري، لم يستبعد المحلل السياسي وجود ترتيبات أخرى لتصدير قيادات جديدة، أو أن يتحفّظ التنظيم مستقبلا على اسم قائده الجديد, وإبقائه سرا.
 
وأضاف أن بن لادن كان بمثابة حالة فكرية أكثر منها حالة عابرة، وتوقع أن يظل فكر القاعدة موجودا لطالما بقيت مبرراته المتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية من جهة، والتدخلات الأجنبية في الشأن العربي والإسلامي ومحاولة تقديم مصالحهم على المصالح العربية والإسلامية.
 
وقال إن ترويج الغرب لمعركته مع الإسلام -وفق ما يعبر عنه عدد كبير من قادته السياسيين والفكريين- سيبقي بلا شك أفكار القاعدة التي تمجّد القوة، في وجه القوى العاتية التي لا تملك الدول العربية الوقوف أمامها.
 
أما المحلل السياسي خالد العمايرة فلا يرى أن تنظيم القاعدة مبني حول شخصية كاريزمية إذا ما ماتت أو اختفت فإن التنظيم ينهار، موضحا أن تنظيم القاعدة "منظمة عقائدية لا تتأثر كثيرا بموت قائد، أو اختفائه".
 
المدلل: قد يتحفّظ التنظيم مستقبلا على اسم قائده الجديد ويبقيه سرا (الجزيرة نت)
المدلل: قد يتحفّظ التنظيم مستقبلا على اسم قائده الجديد ويبقيه سرا (الجزيرة نت)

وأضاف أن بن لادن أصبح في السنوات الأخيرة شخصية رمزية، أكثر منها شخصية قائد يهتم بأمور المنظمة اليومية، ومع ذلك قال إن القاعدة عانت من الضعف رغم عدم ظهور ذلك في وسائل الإعلام خاصة بعد الثورات العربية.

 
القاعدة والثورات
وفي استشرافه لمستقبل التنظيم، يقول العمايره إن الثورات العربية أظهرت عقم وعدم صلاحية أسلوب القاعدة في إحداث التغيير المطلوب وتغيير الأنظمة، وأثبتت أن الوسائل السلمية والمظاهرات الحاشدة أكثر فعالية في إحداث التغييرات المطلوبة، مشيرا إلى احتمال أن يجري التنظيم مراجعة داخلية ويتوجه إلى بعض الاعتدال.
 
بيد أن العمايرة نبه إلى أن تنظيم القاعدة غير قابل للضبط "لأنه تنظيم غير مركزي يجمعه الفكر السلفي الجهادي الذي يقوم على مقاتلة ومحاربة المشركين والكفار والأنظمة الموالية للكفار، بدون توقف حتى النصر أو الشهادة".
 
أما المدلل فأعرب عن اعتقاده بأن تنظيم القاعدة سيشهد تراجعا إذا ما قدر للثورات العربية أن تزدهر وتحقق أهدافها على الأرض "باعتبار أن مبرراته التي صدر منها لم تعد قائمة على الأقل بشكل جزئي" مضيفا أن الارتهان لمصالح الغرب وخياراته المميتة سيقود لازدهار فكر القاعدة من جديد.
 
في ذات السياق يرى البرغوثي أن نجاح الشعوب العربية يؤكد أن العصر للشعوب وليس للتنظيمات، وأن التنظيمات الصغيرة لن يكون لها مكان، كونها تتشكل في الغالب عند عدم قدرة الجماهير على التغيير، وبالتالي تنتفي أدوارها عند تحقيق الهدف المنشود.

المصدر : الجزيرة