ما الذي جرى في كركوك؟

A car burns following a bomb attack in the northern oil-rich city of Kirkuk on May 19, 2011 killing at least 27 people and wounding 89, in the worst violence to hit Iraq in nearly two months
سيارة للشرطة تحترق بعد انفجار العبوة الثانية (الفرنسية)

اعتبر العديد من الخبراء الأمنيين التفجير الرباعي الذي وقع أمس الخميس في كركوك وأسفر عن مقتل 27 شخصا بأنه رسالة نوعية تتعلق بالرد على اعتقال قياديين فيما يعرف باسم دولة العراق الإسلامية أي تنظيم القاعدة.

 
فقد أشار تقرير تحليلي لمعهد ستراتفور الأميركي للدراسات الاستخباراتية إلى أن أربع عبوات ناسفة فجرت بشكل متلاحق صبيحة الـ19 من مايو/ أيار الجاري مستهدفة السلطات الرسمية بالمدينة.
 
ونقل التقرير عن مصادر أمنية عراقية تواكب التحقيقات الرسمية بالحادث أن الانفجار الأول وقع عند التاسعة والنصف صباحا بواسطة عبوة ناسفة مصنعة محليا كانت مخبأة في سيارة بنية اللون من طراز أوبل تقف على مقربة من مديرية شرطة كركوك مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص.
 
العبوات اللاحقة
وحال وصول عناصر الأمن والإسعاف وتهافت عدد من المارة على الموقع بدافع الفضول أو مساعدة الجرحى، وقع انفجار أكبر بواسطة عبوة مماثلة مزروعة في سيارة أكبر من الأولى مما أسفر عن مقتل عشرين شخصا وإصابة خمسين على الأقل غالبيتهم من رجال الشرطة.
 
أما العبوة الثالثة -يقول ستراتفور نقلا عن المصادر العراقية ذاتها- فقد تمت بواسطة عبوة مخبأة في سيارة واستهدفت مقار الحكومة المحلية بالمدينة، في حين ترددت أنباء أن المستهدف بالعملية كان قائد مجموعة مكافحة الإرهاب العقيد أوراس محمد.
 
أحد الجرحى الذين سقطوا بهجوم كركوك (الفرنسية)
أحد الجرحى الذين سقطوا بهجوم كركوك (الفرنسية)

في حين وقع الانفجار الرابع -الذي لم تتطرق إليه غالبية وسائل الإعلام- بواسطة عبوة ناسفة مزروعة على جانب طريق بغداد كركوك، في استهداف واضح لأي جهة أمنية كانت تحاول التقدم نحو موقع التفجير الأول.

 
دلالات العملية
اللافت للنظر بهذه العملية من الناحية التقنية الأمنية أن فرق التحقيق لم تتمكن من معرفة الطريقة التي أعدت بها العبوات الناسفة فضلا عن ثلاث منها على الأقل تم تفجيرها عن بعد وليس بواسطة عناصر انتحارية.
 
ويضيف معهد ستراتفور أنه -ومع التسليم بأن هذا النوع من العمليات يعتبر تكتيكا تقليديا للجماعات المسلحة المتشددة في إشارة لتنظيم القاعدة- فإن طريقة إعداد العبوات وانتشارها وتوزعها الجغرافي وطريقة تفجيرها تدل على أن المسؤولين عنها أرادوا ضرب عدة عصافير بحجر واحد أولها إيقاع أكبر عدد من الخسائر، وهز أركان المنظومة الأمنية بالمدينة واستعراض عملي لقوة التنظيم.
 
وذكر المعهد أن طبيعة العملية بحد ذاتها تشير إلى استهداف صريح لقوى الأمن وليس مجرد إشاعة الرعب مما يضع الهجوم في إطار رد الفعل الانتقامي السريع على قيام السلطات الأمنية العراقية باعتقال أول أمس الأربعاء 18 عنصرا من تنظيم دولة العراق الإسلامية من بينهم محمد عبد الأمين والي كركوك والقائد العسكري مخلف العزاوي.
 
وبما أن لائحة الضحايا ضمت عناصر أمنية من العرب والأكراد، فلا تندرج هذه العملية في إطار الصراع العرقي القومي بالمدينة بقدر ما تعكس تنسيقا  بين جماعات إسلامية مثل أنصار السنة والنقشبندية، وهما حركتان صعدتا مؤخرا من عملياتهما في كركوك تحديدا على حد تعبير ورقة ستراتفور.
المصدر : الجزيرة