هل بدأ الانتقام لمقتل بن لادن؟
16/5/2011
تزايدت العمليات التي تقوم بها حركة طالبان باكستان بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة وبشكل دفع المراقبين للتساؤل عما إذا كانت هذه هي الموجة الأولى من ردود الفعل الانتقامية على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
فقد قتل ثمانون شخصا على الأقل وأصيب أكثر من مائة آخرين في تفجيرين استهدفا في 13 مايو/ أيار الجاري معسكر تدريب للقوات شبه النظامية في منطقة شبقدر الواقعة على بعد ثلاثين كيلومترا شمال مدينة بيشاور الباكستانية، مع الإشارة إلى أن غالبية القتلى والمصابين هم من الطلاب المتخرجين حديثا من مدرسة حرس الحدود أثناء توجههم إلى الحافلات المعدة لنقلهم إلى بيوتهم.
ووفقا للتقارير الأمنية الباكستانية، نفد المهاجمون هجوما من مرحلتين باستخدام تقنية التفجير عن بعد لعبوة ناسفة كانت مخبأة في عربة يجرها حمار أو دراجة نارية، إلى جانب انتحاري كان يستقل دراجة نارية قام بتفجير حزامه الناسف بعد تجمع رجال الإسعاف والأمن في منطقة الحادث.
وتشير ورقة تحليلية لمعهد ستراتفور الأميركي أن العملية بحد ذاتها تناولت هدفا سهلا من الناحية الأمنية باعتبار أن الطلاب ولدى مغادرتهم مدرسة حرس الحدود باتوا بدون الحماية التي يتمتعون بها داخل المدرسة، في حين تدل المؤشرات على أن المخططين للهجوم أرادوا إيقاع أكبر عدد من الخسائر.
وتضيف الورقة أن الهجوم يعد الأكبر منذ عملية مقتل بن لادن على يد قوات خاصة أميركية هاجمت المنزل الذي كان يختبئ فيه بمدينة إبت آباد مطلع الشهر الجاري، لكنها وفي نفس الوقت لا تحمل في مضامينها ردة الفعل الانتقامية المتوقعة التي ترتقي إلى حجم بن لادن بالنسبة للحركات المؤيدة لتنظيم القاعدة.
ويرى المعهد أن ما يضعف الفرضية -القائلة إن هذه العمليات هي جزء من سلسلة انتقامية- طبيعة المواقع المستهدفة والتي تعتبر مكشوفة أمنيا ولا تشكل ثقلا إستراتيجيا بالنسبة للقوى الأمنية الباكستانية باعتبار أن الحركة تريد استهداف القوى الأمنية التي ساعدت في مقتل بن لادن.
المصدر : الجزيرة