أميركا تقلل تواجدها العسكري بألمانيا

A man dressed as a US soldier holds a US flag as he poses for tourists in front of Berlin's landmark the Brandenburg Gate on July 22, 2008.

الولايات المتحدة ستسحب جزءا كبيرا من قواتها من ألمانيا مع حلول 2015 (الفرنسية-أرشيف)

خالد شمت-برلين

ذكرت صحيفة فرانكفورت الجماينة تسايتونغ الألمانية أن الولايات المتحدة تعتزم الانتهاء بحلول عام 2015 من تنفيذ خطة لسحب جزء كبير من قواتها المتمركزة في ألمانيا، وإعادة توزيعها بتجميعها في ثلاث قواعد رئيسية في فيسبادن ورامشتاين وغرافينفور.

وأوضحت الصحيفة بتقرير حمل عنوان "بنتاغون صغير لفيسبادن" أن الخطة الجديدة تهدف للوصول بعدد القوات الأميركية في ألمانيا من 250 ألف جندي تواجدوا بهذا البلد منذ السبعينيات، إلى أربعين ألف جندي، واستبدال أربع فرق للمدرعات والمشاة بثلاث كتائب مقاتلة، والنزول بعدد المراكز العسكرية الأميركية الموجودة منذ منتصف التسعينيات من خمسين مركزا إلى ما دون العشرين.

وأشارت الصحيفة إلى أن التغييرات الجذرية في طبيعة التواجد العسكري الأميركي بأوروبا، تتضمن إقامة مركز جديد للعمليات في فيسبادن، سيطلق عليه اسم البنتاغون الصغير، ويشيد على مساحة 26 ألف متر مربع، ويضم تحت سقفه مكاتب لألف ومائتي عسكري، ومركز عمليات يديره 130 قائدا عسكريا على مدار الساعة.

خطة بوش
وذكرت الصحيفة أن مركز العمليات الجديد -المقرر الانتهاء منه العام القادم- سيمثل نقلة متقدمة باتجاه استخدام التقنية المتطورة في المعارك، ويضم شاشة عملاقة لإدارة العمليات القتالية الصغيرة والكبيرة داخل وخارج حدود أوروبا.

الانتقال من المركز المغلق لقيادة الجيش الأميركي بهايدلبيرغ إلى المقر الجديد بفيسبادن، يمثل الخطوة الأخيرة في خطة كلفت نصف مليار يورو

ونبهت إلى أن الانتقال من المركز المغلق لقيادة الجيش الأميركي بهايدلبيرغ إلى المقر الجديد بفيسبادن، يمثل الخطوة الأخيرة في خطة كلفت نصف مليار يورو، أقترحها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عام 2004 بضغط من حربيه في أفغانستان والعراق، ودعا فيها لإعادة تنظيم تواجد جيش بلاده بأوروبا.

وقالت الصحيفة إن ارتفاع أعداد العسكريين الأميركيين في فيسبادن من 16 ألف فرد إلى 19 ألف فرد بفعل ما سيتم من تغييرات، سيواكبه إقامة فندق ومجمع سكاني من 320 شقة بمحيط مطار إيربنهايم القريب من فيسبادن.

ولفتت إلى أن التغييرات في طبيعة الوجود الأميركي في ألمانيا -الذي يعد الأكبر في كل أوروبا- ستشمل أيضا سحب الفرقة الأولى المدرعة من فيسبادن وإعادتها إلى الولايات المتحدة، لتلحق هناك بالفرقة الأولى مشاة التي تم سحبها من ولاية بافاريا الجنوبية عام 2006.

وأضافت الصحيفة "لم تحدد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) موقفها بعد، بشأن بقاء ثلاث من أصل أربع كتائب قتالية يبلغ تعداد كل منها أربعة آلاف جندي، وتتمركز ثلاث منها في ألمانيا وواحدة في إيطاليا".

معارضة عسكريين
ونبهت الصحيفة إلى أن التغييرات الجارية واجهت معارضة من القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا الجنرال هام كارتر، وأشارت إلى أن كارتر وعددا آخر من كبار القادة العسكريين اعتبروا أن الحفاظ على تواجد عسكري أميركي كبير بألمانيا مفيد لجيش الولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بالتدريبات المشتركة مع جيوش دول أعضاء آخرى بحلف الناتو.

المصدر : الصحافة الألمانية