دعوة فقهية لمواكبة متغيرات المنطقة

منصة ندوة الفقه الاسلامي

المشاركون دعوا للانفتاح على أساس من العلم الرصين (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-خاص

دعا علماء وفقهاء عرب ومسلمون إلى أهمية مواكبة الفقهاء المتغيرات الحاصلة بالمنطقة العربية وذلك خلال ندوة "الفقه الإسلامي في عالم متغير" التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان في الفترة من 9 ولغاية 12 من الشهر الجاري بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين والباحثين.

وفي كلمته أمام الندوة، أوضح رئيس رابطة علماء الشام وهبة الزحيلي أن فقهاء الأمة الإسلامية في أشد الحاجة للانطلاق على أساس من العلم الرصين والانفتاح على ثورة المعلومات وآفاق التغيير في العالم المعاصر، رافضا تجاهل الفقهاء للقضايا المعاصرة ومتعلقاتها.

وأكد الزحيلي للجزيرة نت أن الاحتجاجات الأخيرة في المنطقة أظهرت تباينا واضحا بين الفقهاء ومتطلبات العصر، مشيرا إلى أن الكثير من العلماء المسلمين ظلوا متأثرين بما سماه فقه الجزئيات وبعيدين عن الفقه العام ومستجدات الواقع، وطالب الفقهاء بمحاولة تغطية الأحداث المعاصرة بنظرة إسلامية عميقة دون ترنح أو تعثر أو انتقاد.

الزحيلي: الفقهاء في المنطقة العربية غرباء (الجزيرة نت)
الزحيلي: الفقهاء في المنطقة العربية غرباء (الجزيرة نت)

تكوين ناقص
وقال الزحيلي -في الندوة التي تناقش 26 ورقة عمل في مختلف مجالات الفقه الإسلامي- إن التكوين العلمي للعلماء في عصرنا الحالي ليس على المستوى المطلوب، مشددا على أهمية أن يكون الفقيه ملما بكل معطيات الشريعة وبشكل شمولي.

واعتبر أن الفقهاء في المنطقة العربية غرباء لأن الحياة السياسية بعيدة عن الإسلام وأن الفقه في الكثير من دول المنطقة مقتصر على جماعة من الفقهاء وصفهم بالمحدودين، وطالب فقهاء المنطقة بالتوحد والتوافق وأن تكون لهم كلمة فاعلة في الحياة.

من جانبه أوضح مساعد المفتي العام لسلطنة عمان كهلان الخروصي للجزيرة نت أن المتغيرات الأخيرة بالمنطقة تفرض على الفقهاء مهمتين: الأولى الارتقاء بالفقه الإسلامي لكي يتفاعل مع المتغيرات الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، والثانية إيجاد السبل لإيصال صوت الفقه إلى واقع المسلمين وإعادة ثقة الجماهير في الفقه.

ورأى الخروصي أن ذلك ممكنا عبر الأطروحات المبنية على قواعد سليمة وبالخطاب الإسلامي الفاعل والمؤثر الذي يتناول هموم الناس ومشكلاتهم.

كما طالب أحد علماء حوزة قم آية الله أحمد مبلغي بتصريح للجزيرة نت الفقهاء بالتجديد والتعمق بمنهج الاستنباط، مبديا مخاوفه من أن تقضي تطورات العصر على تراث المسلمين، وطالب بتفعيل التراث الذي يرى أنه غني بمكنوناته ولم يتم تفعيله بشكل جيد حتى الآن.

ودعا لفتح أبواب الفقه الإسلامي أمام ما سماها الوقائع المفهومية، مقسما الواقع الحياتي إلى مفهومي وغير مفهومي، ووصف الإنترنت بأنه واقع مفهومي ليس له أصل في الفقه الإسلامي غير أنه مفهوم فرض نفسه في الواقع.

وطالب آية الله أحمد بانخراط الفقه في الإنترنت ليكون جزءا مكونا له، رافضا دخول الفقه للشبكة بشكله القديم، ومؤكدا على أهمية الاستفادة من فرص الإنترنت وأن يكون للمسلمين " فقه للمفاهيم" وثورة للتمحور حول فهم المفاهيم في اجتهادات المسلمين.

 جورماز: التركيز على ألفاظ الكتب الفقهية القديمة لا يمكنه معالجة القضايا المعاصرة(الجزيرة نت)  
 جورماز: التركيز على ألفاظ الكتب الفقهية القديمة لا يمكنه معالجة القضايا المعاصرة(الجزيرة نت)  

تجميد الفقه
بدوره أوضح رئيس الشؤون الدينية بمجلس الوزراء التركي محمد جورماز للجزيرة نت أن بعض المسلمين جمدوا الفقه ودوره في الحياة الإنسانية.

وقال إن التركيز على ألفاظ الكتب الفقهية القديمة لا يمكنه معالجة القضايا المعاصرة، مشددا على أهمية التركيز على المقاصد الفقهية.

وطالب بضرورة التركيز على "فقه الأصول" من خلال التعمق في المناهج وليس على المتون فقط، وذلك من أجل معالجة المتغيرات وفق الأخذ في الاعتبار الثوابت وفقهها.

ومن جانبه دعا أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة الدكتور أحمد أبو الوفاء لمقابلة الماضي بالحاضر الإسلامي ومحاولة الدمج بينهما من أجل التوفيق لمصلحة الحاضر دون تنازع بشأن ما يجب تطبيقه في حياتنا اليومية.

المصدر : الجزيرة