تونس تشكو ضغوطا إيطالية بملف الهجرة
خميس بن بريك-تونس
اتهم حقوقيون تونسيون سلطات إيطاليا بإساءة معاملة المهاجرين غير الشرعيين في جزيرة لامبيدوسا، حيث يسعى رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني لترحيلهم إلى تونس التي زارها الاثنين.
وقد تظاهر عشرات أمام سفارة إيطاليا في تونس تنديدا ببرلسكوني، الذي اتهم حكومة تونس بعدم التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وتشتكي إيطاليا من تفاقم الهجرة غير الشرعية التي تتدفق إلى سواحلها، وتقدّر عدد المهاجرين التونسيين الذين وصلوا بشكل غير شرعي إلى جزيرة لامبيدوسا في الأشهر الثلاثة الماضية بأكثر من 20 ألفا.
معاملة عنصرية
وكشف حقوقيون تونسيون زاروا مركز الاعتقال في جزيرة لامبيدوسا للجزيرة نت عن "إساءة السلطات الإيطالية لمعاملة المهاجرين غير الشرعيين بتكديسهم في مكان ضيّق رهن الاعتقال".
ويقول عبد الجليل البدوي رئيس الفدرالية التونسية من أجل مواطنة الضفتين الذي زار مركز الاعتقال "كانت المعاملة جيدة في الأول بعدما وزعت السلطات الإيطالية المهاجرين على مراكز اعتقال بمدن مختلفة، لكن في الأسابيع الماضية وقع تكديسهم عمدا في مركز الاعتقال بلامبيدوسا الضيق".
وقال أمية صديق وهو عضو مدير بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية "ظروف اعتقال المهاجرين التونسيين غير الشرعيين في لامبيدوسا لا تليق حتى بالحيوانات".
وكشف عن مهاجر تونسي حاول إضرام النار في نفسه منذ أيام احتجاجا على "الظروف السيئة"، وتحدث عن "كثير من الثورات والاحتجاجات داخل معتقل لامبيدوسا".
وشهد مركز الاعتقال بجزيرة لامبيدوسا –وهي الأرض الإيطالية الأكثر قربا من سواحل تونس- سابقا اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإيطالية ومهاجرين كانوا يحتجون على ظروف اعتقالهم.
ضغط دبلوماسي
من جهته استنكر الحقوقي والباحث في ظاهرة الهجرة غير الشرعية مهدي مبروك الضغوط، التي يمارسها برلسكوني على تونس لتقبل ترحيل المهاجرين.
وقال للجزيرة نت "الحكومة الإيطالية تمارس ضغوطا دبلوماسية على تونس وقد وعدتها بسلة من المقترحات في إطار مقايضة غير عادلة من أجل القبول باتفاق الترحيل".
ومنذ أسبوعين حمل وزيرَا خارجية وداخلية إيطاليا فرانكو فراتيني وروبرتو ماروني إلى تونس حوافز مالية لإقناعها بإبرام اتفاقية لترحيل المهاجرين المعتقلين في لامبيدوسا.
كما تحاول إيطاليا لعب أوراق ضغط بإعطاء بعد أوروبي للأزمة، وسارع الوزير الأول الفرنسي فرنسوا فيون إلى مساندتها، حين ربط مسألة منح تونس مرتبة شريك متقدم للاتحاد الأوروبي، بمدى قدرتها على التعاون في ملف الهجرة غير الشرعية. لكن زيارة برلسكوني أمس الاثنين لم تتوج باتفاق.
ويتوقع أن يعود وزير الداخلية الإيطالي الثلاثاء ليبحث الموضوع مجددا مع نظيره التونسي الحبيب الصيد.
فرار من القضاء
واستنكر عبد الجليل البدوي رئيس "الفدرالية التونسية من أجل مواطنة الضفتين" صرخات الفزع التي تطلقها إيطاليا، وقال إن تونس تكفلت بنحو 200 ألف لاجئ فروا من ليبيا ولم تطلب تهجير اللاجئين الأفارقة، الذين تعيش بلدانهم نزاعات مسلحة.
ورأى البدوي أن "عوامل سياسية وأخلاقية" دفعت رئيس الوزراء الإيطالي لإثارة ملف المهاجرين غير الشرعيين، "فمن الواضح أن اليميني المتطرف برلسكوني يسعى لتوجيه الرأي العام الإيطالي إلى مسألة الهجرة السرية من أجل إبعادهم عن القضايا الداخلية خاصة أنه ملاحق قضائيا" في تهم فساد.
وتغيب برلسكوني الاثنين عن ثانية جلسات الاستماع في قضية فساد ضده تتعلق بحقوق بثّ تلفزيوني لمجموعة "ميدياسات" التي يمتلكها.
كما تنتظره الأربعاء جلسة استماع في قضية الفتاة المغربية روبي حيث يواجه تهمة ممارسة الجنس مع قاصر.