وقفة احتجاج أمام سفارة سوريا بعمّان

من اعتصام حزب التحرير امام السفارة السورية بعمان ظهر الاربعاء1

محمد النجار-عمان

ندد المئات من أعضاء حزب التحرير الإسلامي بالأردن في وقفة احتجاجية أمام السفارة السورية بعمان ظهر الأربعاء بما سموها "الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق الشعب" هناك.

ويعتبر احتجاج الحزب أول تحرك لقوة سياسية بالأردن أمام السفارة السورية بعد أربع مظاهرات أقامتها الجالية السورية في الأردن.

ودعا الحزب الأمة للتحرك "لنصرة الشام حاضرة الخلافة الإسلامية"، ووصف الرئيس السوري بشار الأسد بـ"طاغية الشام"، ورفع أنصاره لافتات تدعو جيوش المسلمين لنصرة أهل الشام.

ورفع المشاركون صور لقتلى سقطوا في الأحداث التي تشهدها المدن السورية، كتب على بعضها عبارات تنديد بهدوء جبهة القتال مع إسرائيل مقابل توجيه سلاح الجيش وقوى الأمن نحو الشعب.

وهتف أعضاء الحزب "الخلافة الخلافة.. ثوري يا شام ولا تخافي"، و"الأمة تريد تحرير أرض الشام"، و"يا ابن الأسد يا جبان روح تشاطر في الجولان".

وقال القيادي في الحزب أبو إياد العمري إن "الجريمة العظمى التي وقع فيها الحاكم في سوريا وكل الحكام المسلمين هي أن لا يحكموا بما أنزل الله".

وأضاف "نرى اليهود في أرض الجولان وفلسطين في أمن وأمان لم تعهده أي دولة إسرائيلية من قبل في ظل هذا النظام (..) وبهذا يكون الحاكم في سوريا ومن مثله من حكام المسلمين رحماء على الكفار أشداء على شعوبهم".

ممدوح أبو سوا استنكر صمت السلطات الأردنية (الجزيرة نت)
ممدوح أبو سوا استنكر صمت السلطات الأردنية (الجزيرة نت)

تساؤل
غير أن مراقبين تساءلوا عن سبب تنظيم الحزب للوقفة الاحتجاجية أمام السفارة السورية في عمان مقابل غيابه عن الاحتجاجات أمام سفارات مصر وتونس وليبيا، والربط بين وقفة عمان واحتجاج الحزب في بيروت واتهام قوى سياسية لبنانية للحزب بالتنسيق مع أطراف لبنانية معادية للنظام السوري.

ورفض الناطق باسم حزب التحرير في الأردن ممدوح أبو سوا هذا الاتهام، وقال للجزيرة نت "حزب التحرير تحرك في قضايا ليبيا وتونس ومصر على أرض هذه الدول، ويتحرك الآن في اليمن على أرض اليمن".

واعتبر تحرك الحزب اليوم "لإيصال رسالة للعالم بأن ما يقوم به النظام السوري عمل إجرامي يوجب على المسلمين التحرك أكبر ونصرة أهلهم في الشام، وهذه دعوة نوجهها لأهل الأردن وكل بقاع الدنيا".

ونفى أبو سوا أي تنسيق للحزب مع تيار المستقبل في لبنان وغيره، وقال "لا علاقة لنا بتيار المستقبل ولا مع أي جهة سياسية أخرى، قرارنا مستقل في الحركة وليس لنا علاقة بأي من الأنظمة الكرتونية الموجودة حاليا لأننا لا نعترف بأي نظام من هذه الأنظمة".

واستنكر أبو سوا صمت القوى الأردنية على ما يجري في سوريا، واتهم بعض القوى التي تدافع عن النظام السوري بأنها "فتحت دكاكين من أموال الشعب السوري"، داعيا القوى الإسلامية للتحرك وإعلان وقوفها مع الشعب السوري.

تحرك الحزب جاء بعد بيانات إدانة أصدرها الإخوان المسلمون (الجزيرة نت)
تحرك الحزب جاء بعد بيانات إدانة أصدرها الإخوان المسلمون (الجزيرة نت)

فشل
وفي إطار متصل كشفت مصادر في اللجنة العليا لتنسيق أحزاب المعارضة الأردنية أن اللجنة فشلت في اجتماعها الذي عقد الاثنين في الاتفاق على إصدار أي بيان يؤيد الشعب السوري ويدين ما يتعرض له من قبل النظام هناك.

وقال مصدر حزبي رفيع للجزيرة نت إن بعض أعضاء اللجنة التي تضم 7 أحزاب رفضوا تضمين أي إشارة لسوريا في تصريح اللجنة الأسبوعي، وإنه تم الاكتفاء بصيغة عامة تؤيد مطالب الشعوب العربية.

وتضم اللجنة أحزاب العمل الإسلامي والشيوعي والوحدة الشعبية والشعب الديمقراطي وحزبي البعث التقدمي والعربي الاشتراكي والحركة القومية للديمقراطية المباشرة.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي دانا في بيانات ورسائل إلى الرئيس السوري ما يتعرض له الشعب السوري، وانتقدت الجماعة ما قالت إنه "استباحة دماء الشعب السوري".

في حين لاذت أحزاب أخرى بالصمت، غير أن قيادات أحزاب سياسية أخرى ومثقفين ومفكرين دافعوا عن النظام السوري وأعلنوا تأييدهم له ووصفوا ما يجري في سوريا وليبيا بـ"مؤامرة صهيونية أميركية".

المصدر : الجزيرة