الوضع بسوريا يؤرق اللاجئين العراقيين

AFP Iraqi refugees wait to receive aid from the WFP and UNHCR in Damascus. According to AFP report March 22, 2008 that Washington


undefined
دمشق-الجزيرة نت

قبل عدة أسابيع كانت غالبية الاتصالات الهاتفية اليومية بالنسبة للعراقيين المهجرين في سوريا باتجاه المدن العراقية، فما أن يحصل انفجار أو اضطراب حتى يسارع الأهل للاطمئنان على الأقارب هناك، إلا أن الحال سرعان ما انقلب بسبب الاحتجاجات المتصاعدة في سوريا.

ورغم مخاوفهم من تلك الأوضاع، فإن موضوع العودة للعراق ما زال غير مطروح حتى الآن. وقال عدد من أصحاب سيارات نقل المسافرين إنهم تلقوا اتصالات كثيرة خلال الأسبوع الماضي يستفسر أصحابها عن أسعار النقل إلى بغداد، إلا أنهم لم يلمسوا عودة كبيرة للعائلات العراقية.

من جانبها قالت بعض وسائل الإعلام إن 72 عراقيا عادوا من منفذ طريبل الحدودي خلال الأيام القليلة الماضية، دون أن يوضحوا أسباب عودتهم، وما إذا كان ذلك مرتبطا بالأوضاع الحالية في سوريا.

خالد محفوظ: الأوضاع بسوريا لم تؤثر حتى اللحظة بشكل مباشر على اللاجئين (الجزيرة نت)
خالد محفوظ: الأوضاع بسوريا لم تؤثر حتى اللحظة بشكل مباشر على اللاجئين (الجزيرة نت)

وقال خالد محفوظ، وهو أحد العراقيين القاطنين بدمشق للجزيرة نت، إن الأوضاع بسوريا لم تؤثر حتى هذه اللحظة بشكل مباشر على اللاجئين العراقيين، لا سيما وأن عدداً كبيراً منهم يسكن في دمشق وحلب وحماة ومناطق السيدة زينب وجرمانا وقدسيا والجديدة وصحنايا في ريف دمشق، وهي جميعا مناطق هادئة فمازالت حياتهم تسير وفق الروتين اليومي المعتاد.

وفيما يتعلق برغبة بعض العراقيين في العودة لبلادهم، قال نزار فاضل إن العائلات العراقية لم تفكر بهذا الخيار "لأن أوضاع العراق سيئة والغالبية العظمى اضطروا للهجرة لسوريا بسبب الأخطار الحقيقية التي تهدد حياتهم".

بين نارين
من جهته قال أبو حقي الفياض للجزيرة نت "لا توجد عائلة عراقية لم تفكر بموضوع العودة في ضوء الظروف الراهنة، إلا أن الجميع يعرفون أنهم بين نارين، فقد تتطور الأوضاع بسوريا رغم أننا لا نتمنى ذلك، وحتى أوضاع العراق أسوأ". وأضاف "لا أخفيك أن القلق يسيطر على الجميع، نحن نتابع أخبار سوريا وما يحصل ببعض المدن أكثر من متابعتنا لأخبار العراق التي اعتدنا على آلامها ومآسيها اليومية".

وعلمت الجزيرة نت أن أعداداً من العراقيين سارعوا للسفر إلى سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، لكي يكونوا بالقرب من عائلاتهم في الظروف المقلقة الحالية التي تعيشها بعض المدن السورية.

ندى وليد: البعض بدأ بالتفكير الجدي
ندى وليد: البعض بدأ بالتفكير الجدي

وقالت سيدة عراقية مقيمة بسوريا تدعى ندى وليد إن هناك مخاوف لدى الكثير من العراقيين المقيمين بدمشق. وأشارت في حديث للجزيرة نت إلى أن البعض بدأ بالتفكير الجدي في العودة إلى العراق، غير أن هناك قسماً آخر منهم ينظر إلى ما يجري من مستجدات بدمشق بأنه مجرد سحابة صيف.

وأكدت أن القلق يساور العراقيين لأن سوريا قدمت الكثير للعراقيين واحتضنتهم في أحلك الظروف.

ويرى العراقي حسين علي حسن الأمور من زاوية أخرى. وقال للجزيرة نت إنه حينما يكون الخيار أمام العائلات العراقية إما البقاء أو المغادرة، فبالتأكيد لكل ظروفه بهذا الخيار، فمن لديه التزامات ولديه أبناؤه بالمدارس ليس كمن يعيش عزبا.

وأضاف أن كثيراً من العراقيين لديهم ملفات توطين بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (في بلد ثالث) ومن شروط إعادة توطينهم ألا يعودوا إلى العراق "فهذا يجعل لهم سببا آخر للبقاء".

مساعدات عراقية
وأعربت عائلات عراقية عن مخاوفها في حال تأزمت الأوضاع. وقالوا للجزيرة نت إنهم يتلقون مساعدات مالية من العراق، لكنهم يخشون توقف عمل شركات الصرافة، مما يضعهم في وضع حياتي حرج جداً.

حسين علي: ملفات التوطين
حسين علي: ملفات التوطين

وتذكر تقديرات غير رسمية أن أعداد اللاجئين العراقيين بسوريا قد يصل إلى مليون ونصف المليون. واضطرت الغالبية العظمى منهم لمغادرة العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003.

وشهد عام 2005 والسنوات اللاحقة هجرة كبيرة للعراقيين إلى الخارج بعد تردي الأوضاع الأمنية وانتشار ظاهرة الاختطاف والقتل بالكثير من المدن العراقية. وتعد سوريا البلد الأول من حيث أعداد اللاجئين العراقيين، تأتي بعدها الأردن بما يصل إلى سبعمائة ألف عراقي.

يُذكر أن وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أعلنت عن تشكيل "خلية طوارئ" لمتابعة عودة العائلات العراقية من سوريا.

المصدر : الجزيرة