مظاهرات بألمانيا ضد الحروب والنووي

مسيرة عيد الفصح المسيحي ببرلين

خالد شمت-برلين

تظاهر آلاف الألمان أمس مطالبين بسحب القوات الألمانية من أفغانستان, وبحماية المدنيين في ليبيا, وبغلق المفاعلات النووية عقب التسرب الإشعاعي من مفاعل فوكوشيما في اليابان.  

وشملت المسيرات التي جرت بمناسبة عيد الفصح المسيحي ثمانين مدينة ألمانية. وبدأت المسيرات -وهي تقليد سنوي- مساء أول أمس. وتشمل هذا العام مواقع لمفاعلات نووية ومخازن لنفايات مشعة في 12 مدينة ألمانية.

وانتقلت هذه الأنشطة الشعبية إلى ألمانيا في 1960 بعد عامين من انطلاقها في بريطانيا على يد الفيلسوف برتراند راسل. وركزت مسيرات عيد الفصح منذ انطلاقها على معارضة سياسات التسلح النووي, والحروب, والعمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو).


undefinedوقف الحروب
وفي إطار هذه المسيرات, تظاهر أمس في برلين خمسة آلاف شخص يمثلون حركات السلام, وجمعيات حماية البيئة ومعارضي المفاعلات النووية, فضلا عن ممثلي أحزاب ونقابات وكنائس ومنظمات إسلامية.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بوقف فوري للعمليات الأطلسية والأميركية في ليبيا وأفغانستان والعراق، وطالبوا الدول الصناعية بوقف صادرات السلاح.

وفي كلمة ألقاها أمام مهرجان خطابي بالمناسبة, اتهم رئيس اتحاد منظمات السلام الألمانية بيتر شتروتنكي الحكومتين الألمانيتين الحالية والسابقة بخرق المبدأ الدستوري القاضي بعدم إرسال قوات ألمانية في مهمات عسكرية بالخارج من خلال المشاركة العسكرية في حرب أفغانستان.

وقال إن من برروا حرب أفغانستان بتحرير المرأة وزيادة عدد مدارس البنات هم من تسببوا في زيادة نسبة الأمية وتضاعف معدلات البطالة والفقر في أفغانستان.

واعتبر شتروتنكي أن التدخل الأطلسي في ليبيا أضر بشدة بثورات التحرر في العالم العربي، متهما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالسعي إلى تحسين وضعه الداخلي, ووزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بأنه لم يؤيد التدخل في ليبيا لأسباب انتخابية.

مطالبات
من جهته, دعا هانز كريستيان شترويبله نائب رئيس كتلة حزب الخضر المعارض في البرلمان الألماني (البوندستاغ) الناتو إلى إعلان وقف فوري من جانب واحد لإطلاق النار في أفغانستان, وبدء مفاوضات لتسليم السلطة للأفغان, وسحب قواته من هناك.

وقال شترويبله للجزيرة نت إنه يتعين إعادة النظر في هجمات الناتو بليبيا لأنها تتسبب في قتل أعداد كبيرة من المدنيين على حد تعبيره.

undefinedواعتبر أن عمليات الناتو في ليبيا تجاوزت التفويض المنصوص عليه في القرار الدولي 1973 القاضي بفرض الحظر الجوي.

وفي سياق مسيرات عيد الفصح أيضا, أعلن متظاهرون في مدينة كاسل بوسط ألمانيا معارضتهم للسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعرض المنظمون بسبب موقفهم هذا لانتقادات صدر بعضها عن "اتحاد المناهضين لمعاداة السامية", واعتبرت أنه كان يتعين أيضا انتقاد سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية.

وتزامنت المسيرات هذا العام مع الذكرى الخامسة والعشرين لكارثة تشرنوبيل النووية بأوكرانيا, ونظمت بعد أسابيع فقط من انفجار مفاعل فوكوشيما الياباني, في حين تتصاعد الدعوات في ألمانيا إلى التخلي عن الطاقة النووية.

وقد انطلقت إحدى المسيرات في برلين من أمام مقر شركة "فاتنفال" العملاقة للطاقة النووية، ومرت أمام شركتين أخريين لتوليد الطاقة.

وألقيت أمام مقار الشركات الثلاث كلمات نددت بإصرارها على مواصلة إنتاج الطاقة من المفاعلات النووية، ورفضها التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

كما تحدث ناشطون بيئيون أمام سفارات الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا عن دور الدول الأربع في تعزيز الانتشار النووي, وفي تلويث البيئة في العالم.

المصدر : الجزيرة