الكنيسة المارونية

Lebanon's newly elected Christian Maronite Patriarch Beshara al-Rai greets his audience at the patriarchate in Bkerki, north of Beirut, March 15, 2011. Lebanon's Maronite Church elected Rai, 71, on Tuesday as its new patriarch and head of the country's largest Christian community. Pictured on right is Rai's predecessor 90-year-old Cardinal Nasrallah Sfeir.

الكنيسة المارونية في لبنان كاثوليكية أنطاكية سريانية، ويعود اسمها إلى القديس مارون الذي عاش بأنطاكية، وإلى الدير الذي سمي باسمه في سوريا، والموارنة هم المسيحيون الذين تجمعوا حوله واتبعوه، وتعتبر البطريركية المارونية اليوم أكبر طائفة مسيحية في لبنان.

النشأة: المؤسس الفعلي هو البطريرك يوحنا مارون الذي نصب عام 687 ميلادية، ونتيجة للاضطرابات والحروب التي شهدتها المنطقة بين الطوائف والمجموعات السياسية والدينية لجأ مارون رفقة جماعات صغيرة من الرهبان السوريين إلى جبل لبنان ليشكلوا هناك نواة للكنيسة المارونية بلبنان.

وخاضت الكنيسة المارونية عدة حروب كما تعرضت لحملات مسلحة، وبينما مكنت الحملات الصليبية التي تعرض لها الشرق هذه الكنيسة من ربط علاقات ظلت تتوسع مع الغرب ومع المرجعية المسيحية، إلا أن رحيل الصليبيين عرض المارونيين لحملات انتقام هاجر على إثرها الكثير من أفراد الطائفة إلى الغرب أو قبرص، وظلت أعدادهم تتزايد حتى وصلت عام 2006 إلى 3.112.000 شخص يتوزعون على عدة دول.

العلاقة مع الفاتيكان: وترتبط الكنيسة المارونية بعلاقات وثيقة مع الفاتيكان بوصفها المرجعية الروحية العليا للمسيحيين الكاثوليك، وللفاتيكان تأثير مباشر عليها, ومنذ نشأة الكنيسة المارونية وهي حريصة على علاقتها مع روما، حيث زار العديد من قادتها الفاتيكان بل إن أحدهم وهو البطريرك ارميا توفي ودفن في روما عام 1297.

ويعتبر موقف الفاتيكان مؤثرا وذا أهمية قصوى في مسألة اختيار من يتولى قيادة البطريركية المارونية، وهو تقليد لا زال قائما حتى اليوم، حتى إن البطريرك نصر الله صفير –الذي استقال في مارس/ آذار 2011- قدم استقالته للفاتيكان قبل إعلانها بشكل رسمي في لبنان.

أدوار: وقد لعبت الكنيسة المارونية على امتداد التاريخ اللبناني أدوارا تاريخية وسياسية مهمة بوصفها المرجعية الروحية لأهم الطوائف المسيحية في لبنان, إذ كان البطريرك المتنحي صفير أول من طالب عام 2000 بانسحاب الجيش السوري من لبنان, كما انتقد أكثر من مرة خصوصا بعد عام 2005 سلاح حزب الله وطالب بتسليمه للجيش اللبناني.

لكن بعض مواقف الكنيسة المارونية وبطريركها السابق لم تنل رضا أطراف عديدة في الساحة اللبنانية من بينهم بعض المسيحيين المارونيين، خصوصا منها ما يتعلق بسوريا وحزب الله، حيث دعا هؤلاء أكثر من مرة إلى عدم تدخل البطريرك في السياسة.

يُذكر أن العرف السياسي في لبنان ينص على أن يتم انتخاب الرئيس اللبناني من أبناء الطائفة المارونية، وهو ما تكرس خلال اتفاق الطائف الموقع عام 1989 والذي أنهى الحرب اللبنانية التي اندلعت خلال عام 1975.

المصدر : الجزيرة