ضغوط لإطلاق المعتقلين بمصر

اعتصام لأهالي المعتقلين أمام وزارة الدفاع السبت الماضي

اعتصام أهالي المعتقلين أمام وزارة الدفاع السبت الماضي (الجزيرة نت)

عبد الرحمن سعد-القاهرة

يترقب آلاف السجناء السياسيين في مصر الاستجابة لمطالب ذويهم وللثوار الذين أسقطوا النظام السابق بإعلان العفو العام عنهم، وذلك بعد تجميد جهاز مباحث أمن الدولة في مصر وتقديم رؤسائه وقياداته للمحاكمة.

ويتوقع مراقبون كثيرون أن تتم حلحلة الملف خلال أيام، بسبب ضغوط الرأي العام واعتصامات الأهالي المستمرة، أحدثها تلك التي نظمت السبت والاثنين أمام نقابة الصحفيين ووزارة الدفاع. مع العلم بأنهم يعتزمون تنظيم اعتصام جديد السبت المقبل أمام نفس الوزارة.

وهتف الأهالي خلال الاعتصامات بشعارات منها "الشعب يريد إلغاء الطوارئ.. الشعب يريد إطلاق المعتقلين".

ومن بين المعتقلين الذين ينتظرون العفو من السلطات الجديدة، عضو جماعة الإخوان المسلمين الدكتور أسامة سليمان المعتقل منذ عشرين شهرا على ذمة قضية ما يسمى التنظيم الدولى للإخوان.

وقالت مها محمد للجزيرة نت إن زوجها سليمان حصل على سبعة إفراجات أمام القضاء المدنى، ولكن تم تحويله لمحكمة أمن الدولة طوارئ حيث حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وتمت مصادرة شركاته وتغريمه بـ48 مليون جنيه.

وأضافت أن زوجها (57 عاما) يدخل السجن لأول مرة، وأنها تخشى على حياته لأنه يعانى من أمراض عدة، مشيرة إلى أن الحكم الذي قضت به المحكمة بالنفقة لأسرته من أمواله المتحفظ عليها لم يتم تنفيذه.

حتى النخلة وسط ميدان التحرير تنطق بإطلاق المعتقلين (الجزيرة نت)
حتى النخلة وسط ميدان التحرير تنطق بإطلاق المعتقلين (الجزيرة نت)

مطالب
ونفس الوضع ينطبق على نبيل المغربي، وهو أقدم سجين سياسي في مصر، إذ قضى أكثر من ثلاثين سنة في السجون، منذ اعتقاله عام 1979.

وتقول زوجته عزيزة عباس محمد
(54 عاما) "بعد عامين من زواجنا فوجئنا بقوات كبيرة تحيط بالمنزل واعتقلت زوجي بعد أن انهالت عليه ضربا". وأضافت للجزيرة نت "لقد مات (الرئيس المصري الأسبق محمد أنور) السادات وزوجي في السجن، وأُقيل حسني مبارك وزوجي في السجن، ولا أدري متى يخلون سبيله".

وطالبت الزوجة بالإفراج عن زوجها ولو عن طريق عفو صحي. 

أما أحمد شقيق عبود الزمر -أشهر سجين سياسي بمصر- فيوضح للجزيرة نت أن كلا من شقيقه عبود وابن عمه طارق قضيا أيضا نحو ‏ثلاثين‏ سنة سجنا في عهد الرئيس المخلوع‏، وانتهت محكوميتهما عام ‏2001، وبرغم ذلك ظل نظام مبارك يرفض إطلاق سراحهما.

وأضاف "بعد نجاح الثورة، وازدهار الحرية وسقوط الفساد، نطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة برفع الظلم عنهما وعن المعتقلين السياسيين كافة".

وبدوره، يؤكد نزار غراب، محامي المهندس محمد الظواهري شقيق الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري، أن موكله هو نموذج فريد لانتهاك حق الحياة والحرية والمحاكمة العادلة.

وكشف للجزيرة نت أن دولة الإمارات ألقت القبض على المهندس محمد الظواهري عام 1999، مشيرا إلى أنه وبرغم وعود رسمية تم تسليمه لمصر في ظل مجهودات مدير المخابرات المصرية السابق عمر سليمان بالتعاون مع الولايات المتحدة في موضوع ما يعرف بالمكافحة الدولية للإسلاميين.

واعتبر نزار أنه في سابقة لا مثيل لها في التاريخ بقي الظواهري في المخابرات خمس سنوات تعرض فيها لأبشع أنواع التعذيب، ثم جاء الدور على مباحث أمن الدولة لتباشر معه جولة تعذيب جديدة، ثم أودع السجن ظلما وعدوانا عام 1999 وحتى اليوم ما يزال مسجونا.

خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان: لا معنى لعدم الإفراج عن السجناء السياسيين حتى الأن (الجزيرة نت)
خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان: لا معنى لعدم الإفراج عن السجناء السياسيين حتى الأن (الجزيرة نت)

انتظار إسقاط
وتعليقا على موضوع الاعتقالات السياسية، يرى المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي أُطلق سراحه مؤخرا أنه لا يرى معنى لعدم إطلاق السجناء السياسيين حتى الآن.

وأشار إلى أن الدكتور أسامة سليمان حُوكم بمحكمة استثنائية، قائلا إنه لا يدري ما الفارق بينه وبين الذين أطلق سراحهم ومن بينهم هو، رغم أن ظروفه الصحية أسوأ.

وأضاف أن مصر تنتظر منذ تنحى الرئيس المخلوع عن الحكم يوم 11 فبراير/ شباط الماضي قيام المجلس العسكري بإصدار قرار يسقط عن المدنيين جميع الأحكام العسكرية والأحكام المتعلقة بمحاكم أمن الدولة طوارئ، مشيرا إلى أنها "كلها محاكم استثنائية جائرة".

المصدر : الجزيرة