جمعة الغضب في بغداد

جانب من تظاهرة ساحة التحرير
جانب من المشاركين في مظاهرة ساحة التحرير (الجزيرة نت)

علاء يوسف-بغداد

 
رغم الوضع الصعب الذي يمر به منذ العام 2003، عبر الشعب العراقي عن وجوده كقوة تطالب بحقوقها المشروعة في الحياة الكريمة متعالية على محاولات حشرها في مسميات طائفية ومذهبية وحسابات سياسية ضيقة.
 
فقد شهدت بغداد اليوم الجمعة مظاهرات حاشدة أطلق عليها اسم "جمعة الغضب" احتذاء بالنموذج المصري، رغم الإجراءات الحكومية لإجهاض الدعوة قبل انطلاقها من فرض حظر التجول على المركبات في عموم العاصمة العراقية منعا لوصول المتظاهرين.
 
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداه إلى إقامة بعض الحواجز الأمنية في أطراف بغداد والمناطق المؤدية لساحة التحرير واعتقال بعض الأشخاص المشاركين في تظاهرة أهالي أبو غريب كانوا يحملون اللافتات أثناء توجههم إلى الساحة نفسها.
 

متظاهرون يحاولون اجتياز الحواجز الإسمنتية (الجزيرة نت)
متظاهرون يحاولون اجتياز الحواجز الإسمنتية (الجزيرة نت)

انطلاق المظاهرة

بدأت التظاهرة السلمية في الصباح الباكر بمئات المتظاهرين واتسعت لتصبح بالآلاف، حيث أدى المتظاهرون صلاة الجمعة في ساحة التحرير وسط تقديرات أشارت إلى وجود أكثر من خمسين ألف مشارك.
 
وردد المتظاهرون هتافات عدة، منها (نوري المالكي كذاب ) و(بالروح بالدم نفيدك يا عراق)، في حين تعرض برلمانيون للرشق بالزجاجات الفارغة عندما حاولوا الانضمام إلى المتظاهرين الذين أجبروهم على الانسحاب.
 
يشار إلى أن المتظاهرين أصدروا بيانا أكدوا فيهم رفضهم القاطع لمشاركة البرلمانيين والمسؤولين الحكوميين في المظاهرة إلا بعد تقديم استقالاتهم.
 
جسر الجمهورية
وعند محاولة المتظاهرين إزاحة الحواجز الإسمنتية التي وضعت على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، قامت قوات مكافحة الشغب بإطلاق النار على المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى، كما قامت طائرات مروحية بالتحليق على ارتفاع منخفض فوق المتظاهرين مثيرة الغبار في محاولة لتفريقهم ومنعهم من التقدم.
 
وانسحب المتظاهرون إلى الأزقة المحيطة بساحة التحرير بعد استخدام قوات مكافحة الشغب القنابل الصوتية والمسيلة للدموع وخراطيم المياه، في حين أكد إسماعيل باسم -أحد منظمي التظاهرة- للجزيرة نت أن المشاركين سيعاودون الاعتصام في ساحة التحرير حتى يتم الاستجابة لكل المطالب الشعبية.
 

 مروحية عسكرية تحلق على ارتفاع منخفض فوق المتظاهرين (الجزيرة نت)
 مروحية عسكرية تحلق على ارتفاع منخفض فوق المتظاهرين (الجزيرة نت)

وفي السياق، قال عدد من المشاركين في تنظيم المظاهرة للجزيرة نت إن حشودا كبيرة ستلتحق بالمتظاهرين غدا السبت، رغم استمرار انتشار القوات الأمنية المكثف في جميع الشوارع المؤدية إلى وسط بغداد.

 
نفي رسمي
من جانب آخر نفى الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين، مع العلم أن قيادة عمليات بغداد كانت قد أغلقت الشوارع المؤدية الى المنطقة الخضراء، حيث تتواجد مقار الحكومة والبرلمان والسفارتان الأميركية والبريطانية.

وشمل قرار الإغلاق أيضا جسور السنك والشهداء، في حين انتشرت نقاط التفتيش في شارع حيفا ومداخل كرادة مريم المؤدية إلى المنطقة الخضراء.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وجه خطابا أمس الخميس دعا فيه إلى عدم التظاهر، واتهم من سيخرجون في المظاهرة بأنهم معادون للديمقراطية وينتمون إلى البعث والقاعدة.

المصدر : الجزيرة